| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    الجمعة 3/6/ 2011

 

تجاوزات لا مبرر لها

راهبة الخميسي

عجبي على كل من أرسل لي رسائلاً بخصوص احدى مقالاتي التي نشرتها قبل فترة قصيرة, والتي أكالوا لي فيها شتى انواع الانتقادات واللوم, وحتى وصل باحدهم ان يتهمني بالازدواجية, بسبب تعاطفي مع حالة انسانية تخص واحد من مبدعي ورموز العراق والذي رفد وطننا بابداعه المتميز.

لقد اعتدت كما يعلم الجميع من قراء كتاباتي, اعتدت ان اكتب على الحالات التي تخص اي عراقي دون المبالاة لخصوصيته السلوكية أو فكره الذي يحمله ويؤمن به, حتى لو كنت على النقيض من افكاره ومعتقداته, وبرأيي ان هذه هي سمة الوطنية التي نحملها في قلوبنا اتجاه كل العراقيين.

والذي يهمنا هو ابداع الشخص وما يقدمه لعراقنا الحبيب, خاصة تلك الرموز التي تترك بصمات في تاريخ العراق, ولا يمكن ان يلغى دورهم في إغناء وإثراء واعلاء شأن الساحة الفنية أو الادبية.

وبودي ان اسأل من أرسلوا لي رسائلا خاصة بهذا الصدد, ماذا تقولون عن الفنان الكبير سلفادور دالي مثلاً, وهو الصديق الحميم للديكتاتور فرانكو جلاد اسبانيا؟

أو ماذا تقولون عن سيدة الغناء العربي ام كلثوم, مطربة الملك فاروق؟

أو الفنانة الرائعة عفيفة اسكندر مطربة البلاط الملكي؟

وكثيرة هي الاسماء الفنية, ومثلها اسماء كثيرة لادباء وشعراء كبار مبدعين (لا حاجة لذكر الاسماء جميعها فهي معروفة لدى الجميع), عاصروا فترات لحكومات ديكتاتورية, واجبرتهم الظروف ان يمجدوا الديكتاتور تلبية لارادته التي هي شأن كل ديكتاتور بالعالم, بتسخير الطاقات الابداعية لخدمة اسمه ولتمجيده تحت شتى أنواع الضغوط والاجبار.

هل الغى التاريخ دور هؤلاء المبدعين وما قدموه لبلدانهم؟
هل الغت الثورات الاشتراكية الكبرى مثلا, دور مبدعيها وفنانيها وكتابها العالميين الكبار الذين عاصروا زمن القياصرة؟

أما حان الوقت أن نلفظ الاحقاد غير المبررة ضد أبناء وطننا الواحد؟
أما حان الوقت أن نترفع ونلغي حواجز التفرقة بيننا كأبناء وطن واحد, بسبب اختلاف الرؤى بيننا؟
اتمنى أن لا نكون أحاديي النظرة, فهي باعتقادي حالة مرضية.

 

السويد
 

 

free web counter