| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    الجمعة 30/3/ 2012

 

يوم الشهيد الكوردي الفيلي وذكرى التهجيرات

راهبة الخميسي

تعرض الشعب الكوردي الفيلي في العراق على مرور السنين ومن عمق التاريخ, تعرض الى ابشع عمليات القمع والتهجير والقتل المبرمج.
وقد عانى الكورد الفيليين من شتى أنواع الاضطهاد والتغييب والابادة الجماعية في عهد النظام السابق, فقد مارس النظام المقبور ابشع الجرائم ضدهم, فاعتقل الكثير من شبابهم واودعهم في غياهب السجون لاعوام طويلة,يعانون تحت اقبيتها من أقسى معاملة, ومن التجويع والترويع والتعذيب اللا انساني والذي أودى بحياة الكثيرين منهم داخل تلك الاقبية المظلمة.

ولم يكتف النظام السابق بذلك, بل استخدم الكثير من الشباب الفيلي الابرياء المسالمين, كجرذان مختبرية يتم تعريضهم لانواع الغازات السامة القاتلة, ناهيك عن دفن الاحياء منهم في حفر القبور الجماعية.

ومن اجل تقليل نسبة الكورد الفيليين في العراق, ومحاولة اقتلاع جذورهم وابادتهم, كان من بدأ بتنفيذ مخطط التهجير هذا, حكومة رشيد عالي الكيلاني, في اربعينات القرن الماضي والتي سميت بعملية - حبل حبل - حيث كانت المجاميع المهجرة يشد كل عشرة اشخاص منهم بحبل يوثقون به ليجرهم شرطي يكون مسئولا عن تهجير تلك الجماعة الموثوقة بعهدته.
وفي خمسينات القرن المذكور استمرت عملية تهجير الكورد الفيليين ابان حكومة نوري السعيد.

ولم يتوان عبد السلام عارف في قهرهم وتهجيرهم, وكأنه كان يحرص على تلك المهمة القذرة التي طالت أنبل المواطنين من شعب العراق, وتلاه احمد حسن البكر ليستمر السيناريو المقيت ضد ابناء الوطن من الكورد الفيليين, فلقد قام البكر في سبعينات القرن الماضي بتهجير 70000 سبعين الف شخص من الكورد الفيليين.

ولقد فاق صدام حسين كل من سبقه في تنفيذ جريمة التهجير ضد الكورد الفيليين, ففي الثمانينات قام بتهجير اكثر من نصف مليون مواطن من الكورد الفيليين خلال حملة تهجير المواطنين الشيعة الذين هجرهم الى ايران تحت ما اسماه بالتبعية الايرانية, والذين كان عددهم يزيد على ستين الف مسلم شيعي, اضافة للمواطنين الفيليين - نصف مليون -, وكان بذلك قد وجد العذر في التخلص من اكبر عدد من المواطنين الشيعة, تحت مسميين مختلفين - الشيعة التبعيين, والكورد الفيليين - .

ولم يكتف صدام حسين بتهجيرهم فقط, بل نكل بالكثيرين بدفنهم في قبور جماعية, مثلما نكل بالكورد وأباد الابرياء بكارثة الانفال, واباد شعب حلبجة بالسلاح الكيمياوي.

ولم ينصف الكورد الفيليين, لا سقوط الطغاة, ولا انهيار العروش, ولا تغيير السلطات, فهم لا يزالون يعانون من التشتت ويسكنون بالمهاجر بعيدين عن وطنهم الاصلي الذي تجذر فيهم وتجذروا فيه, ولا تزال حقوقهم المشروعة مغتصبة, ولم يستردونها على مدى السنين التي مرت, وهم فقط يستمعون للوعود الكاذبة التي تستخدمها الجهات المستفيدة بتخديرهم بتلك الوعود من اجل فائدتها بترشيح انتخابي أو ما شاكل, لمصالحها.

سوف يبقى الكورد الفيليين مثلا أعلى بالتضحيات والاستشهاد من اجل قضيتهم الانسانية وحقوقهم المستلبة, مثلما هم مثل أعلى بوطنيتهم وحبهم لبلدهم العراق الذي تشبعت ارضه بدمائهم الطاهرة.

وفي هذه المناسبة التي تمر علينا - يوم الشهيد الكوردي الفيلي وذكرى التهجيرات - نضيء يافطة البطولة في سماء العراق, وقد كتب عليها باحرف من نور:
المجد والخلود للشهداء الكورد الفيليين, ولشهداء العراق أجمعين, ولشهداء الانسانية في كل بقعة من بقاع المعمورة.
 

السويد
 

 

free web counter