| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

الأربعاء 2/2/ 2011

 

مصر تعيد كتابة التاريخ

راهبة الخميسي

إحتل نابليون بونابرت مصر عام 1798 على رأس قوة كبرى, واصطحب معه عدداً كبيراً من العلماء والمفكرين في مختلف المجالات, لدراسة أحوال مصر من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, ليس حباً بمصر’ بل طمعاً بها, لأهمية موقعها الجغرافي, إذ كان يخطط لجعلها قاعدة للانطلاق الى بلاد الشام, وغيرها من الممتلكات العثمانية آنذاك.
وتمخضت جهود العلماء على دراسة أحوال مصر, بتأليف سلسلة بحوث سميت (وصف مصر), وظهرت هذه البحوث على شكل مجلدات عديدة, وكان أهم مافيها, حل رموز الكتابة الهيروغليفية( المصرية القديمة), حيث استطاع أحد علماء الاثار الفرنسيين المدعو( شامبليون), من حل تلك الرموز ومعرفة معانيها, ومن خلالها استطاع العلماء قراءة كل تاريخ مصر الفرعوني, مما قدم للبشرية صورة مشرقة لحضارة مصر القديمة.
ولم تستغرق حملة نابليون على مصر سوى ثلاث سنوات, ولكنها على قصر مدتها, الا انها تركت آثاراً عميقة في نفوس المصريين.
وبعد فشل تلك الحملة على يد الانكليز, استطاع أحد القادة العثمانيين, من تثبيت موقفه في مصر, وأعلن نفسه حاكماً عليها, وهو ( محمد علي), وتمكن هذا الحاكم من بناء مجتمع كبير, وجيش متماسك, وتطورت على يده الزراعة والصناعة, وأعلن استقلاله عن الدولة العثمانية, وكاد أن يفرض سيطرته, حتى على السلطان العثماني, لولا تدخل القوات البريطانية, بتدمير اسطوله, وايقاف طموحاته, وتم بعدها توقيع اتفاقية, على سحب قوات محمد علي, وعدم تهديد الدولة العثمانية( عام 1840), مقابل بقاء محمد علي وسلالته من بعده, حكاماً على مصر, واستمرت هذه الاسرة في الحكم مابين عامي 1805_1952
وكان آخر ملوك هذه الاسرة, هو الملك (فاروق),ألذي انتهى حكمه على يد الجيش المصري في ثورة يوليو عام 1952, واسقط النظام الملكي, وأعلنت مصر جمهورية.
هذه نبذة بسيطة من تاريخ مصر غايتي منها, هي أن هذا البلد العريق بحضارته, بدأت فيه الحضارة والثقافة, في وقت مبكر قياساً بالدول العربية الاخرى.
وقد كانت بذور الديموقراطية, قد ظهرت في مصر قبل أي دولة عربية أخرى, فلقد كان أول برلمان, هو البرلمان المصري في سبعينيات القرن التاسع عشر, في زمن (الخديوي اسماعيل), أي أن عمر البرلمان المصري يقارب 140 سنة.

عندما تأزم الوضع السياسي في مصر عام 1881, في زمن ( الخديوي توفيق) , قام الجيش المصري, بقيادة وزير الحربية( أحمد عرابي), قام بمحاصرة قصر الخديوي, وفرض عليه مايريده الشعب المصري... كان ذلك منذ 130 سنة....!!!!
ولكن مالذي يحدث الان في مصر؟؟؟
لقد عانت دولة مصر ومنذ 30 عاماً, من الحكم المطلق الفاسد القمعي.
والحاكم الذي تملك الارض والبشر, ولم يبق للشعب المصري الا خياران, فأما الحرية أو الموت...
وكانت إنتفاضة الشعب المصري في 25 يناير, والتي ترنو اليها عيون كل شعوب العالم الحرة.
نناشد شباب مصر, ونقول لهم...
إنها فرصتكم التاريخية, فلا تراجع أمام الطغاة, إذ أنهم لايفهمون إلا لغة الثورة,
ويا جيش مصر..جيش أحمد عرابي.. أن انحازوا الى صفوف شعبكم, لتسجلوا مفخرة لكم ولشعبكم. ولكل الشعوب المقهورة.
و قلوبنا معكم.

 

السويد

 

free web counter