| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    الجمعة 25/3/ 2011

 

من نوري السعيد الى نوري المالكي

راهبة الخميسي

إختلف المؤرخون في الرأي, حول شخصية رجل رسم السياسة العراقية لفترة طويلة, منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 باسم المملكة العراقية, وهو نوري السعيد, فقد كان له دور كبير في اختيار المرحوم فيصل الاول, ملكاُ على العراق, حيث كان نوري السعيد, أحد رجال الثورة العربية التي قادها الملك حسين, ملك الحجاز, عام 1916 بالتحالف مع بريطانيا العظمى, ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى.
وكان لهذا الرجل - نوري السعيد - دور كبير في التوقيع على معاهدة الاستقلال مع بريطانيا عام 1930, مما مهد السبيل لدخول العراق في عصبة الامم, كدولة مستقلة, عام 1932, وكان يعتقد ان من مصلحة العراق, أن يتحالف مع بريطانيا, الدولة العظمى, لكثرة المخاطر المحيطة بالعراق آنذاك, من الدول الاقليمية وغيرها.
تقلد نوري السعيد, مناصباً عديدة, منها, رئاسة الوزراء, ثلاثة عشر مرة, ما بين عامي 1921 - 1958, وتقلد منصب وزير الخارجية, ووزير الدفاع, وكانت له اليد الطولى في اختيار الوزراء, وحتى في اختيار رؤساء الوزراء, حين يتنحى الاخيرعن منصبه.
وقد حكم نوري السعيد, حين كان العراق بلدا فقيرا, خارجا من مرحلة استعمارية عثمانية, امتدت لأربعة قرون, فكانت المهمة صعبة وشاقة, في بناء دولة, إبتداءا من الصفر, ففي عام 1921, تم تأسيس الجيش العراقي, في 6 كانون الثاني, ولم يكن حينها شيء اسمه بنية تحتية, فلا مشاريع ماء, ولا كهرباء, ولا تعليم, ولا صحة.
تدفق الماء في بغداد لأول مرة, وبواسطة الانابيب, الى الدور السكنية عام 1924, والكهرباء هي الاخرى كانت لاول مرة في عام 1928, بعد ان نصبت محطة كهرباء بغداد على يد شركة استثمارية بلجيكية, وقامت الحكومة العراقية في عام 1925 , بمنح شركة نفط العراق إمتياز التنقيب عن النفط في كركوك, وكانت ميزانية العراق في ذلك الوقت تعادل بضعة ملايين من الدنانير.
هذه المقدمة البسيطة والسريعة, ليست الغاية منها تلميع شخصية نوري السعيد مطلقاً, بل هي وقائع تاريخية, تحتاج الى التجرد في كتابتها,بعيداً عن العواطف والاراء الشخصية.
فمما يؤاخذ عليه نوري السعيد, أنه كان معادياً للحركات اليسارية, وخاصة الشيوعيين, الذين ناصبهم العداء واعتبر حركتهم, تعمل لصالح المعسكر الاشتراكي, واعتبر الشيوعيين أناسا ملحدين, وأصدر قوانيناً بتحريم الانتماء للحزب الشيوعي, وأعاد محاكمة قادة الحزب الشيوعي العراقي, بل وتدخل في إصدار أحكام الاعدام بحق رفاق الحزب الشيوعي العراقي, فاعدم الشهيد فهد ورفاقه في عام 1949, وحارب الصحافة الحرة.
واعتقد الكثير من الباحثين, أن سبب سقوط النظام الملكي, هو نوري السعيد, وذلك بسبب سياساته التعسفية, وخرقه للدستور العراقي, وتزويره للانتخابات.
وكانت نهايته في عام 1958, في اليوم الخامس عشر من شهر تموز, حيث لقي حتفه على يد مرافقه السابق, وصفي طاهر, في منطقة البتاويين في بغداد.
بعد هذا الاستعراض السريع الخاطف, وبعد السنين الطويلة من تاريخ العراق, بين فترة حكم نوري السعيد وعام 2006, حيث تسلم نوري المالكي العراق, وهو تحت الاحتلال الأمريكي.
تسلم نوري المالكي, الحكم في العراق, وهو يعاني من انهيار في بناه التحتية, ومن توتر طائفي, لم يشهد له مثيلاً من قبل, حيث سيطرة الميليشيات على الشارع العراقي, وعمليات القتل الطائفي تفتك بالعراقيين, بدون تمييز, الى آخره من المشاكل والصعوبات, التي سوف يكتب عنها المؤرخون.
ومن خلال هذه المقتطفات, نرى أن هنالك أوجه للتشابه, كما أوجه للاختلاف, بين فترتي حكم نوري السعيد, ونوري المالكي.
1- حكم نوري السعيد العراق تحت الاحتلال البريطاني, أما نوري المالكي فقد حكمه تحت الاحتلال الامريكي.
2- حكم نوري السعيد العراق, البلد الفقير في موارده, وميزانيته لم تكن تتجاوز بضعة ملايين من الدنانير, وحكم نوري المالكي العراق التي تزيد عوائده على 80 مليار دولار, (وفي كلا الحكمين عانى العراق من الفقر).
3- وقع نوري السعيد معاهدة الاستقلال مع الانكليز عام 1930, ووقع نوري المالكي إتفاقية جلاء الامريكان عام 2011
4- كان نوري السعيد يمثل خطاً علمانياً في الحكم, وكان رئيس حزب العهد العراقي, ونوري المالكي يمثل خطاُ دينياً, وهو رئيس حزب الدعوة الاسلامي العراقي.
5- كان العراق في فترة نوري السعيد, بلداُ مصدراً للحنطة, والشعير, والتمور, أما في فترة نوري المالكي فالعراق من البلدان المستوردة لهذه المحاصيل, والتردي واضح في الواقع الزراعي.
6- فتحت الكثير من وسائل الترفيه في زمن نوري السعيد, كدور السينما, والملاهي, والحانات, وأغلقت جميعها في زمن نوري المالكي, ووصلت البنية الفوقية الى حافة الانهيار.

7- حصل نوري السعيد على لقب (الباشا), وحصل نوري المالكي على لقب (دولة).

وضاع العراق بين الباشا والدولة

 

السويد

 

free web counter