| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

راهبة الخميسي

 

 

 

الأربعاء 24/3/ 2010



رسالة مفتوحة الى البرلمان العراقي الجديد

راهبة الخميسي - السويد

مرت سنوات عجاف على العراقيين منذ الاحتلال الامريكي عام 2003 ولحد الان راح ضحيتها أعداد كبيرة من الابرياء ومن مختلف مكونات الشعب العراقي, وكان للساسة العراقيين اليد الطولى في ذلك نتيجة للشحن الطائفي وتقاطع المصالح.

لقد افرزت تلك الفترة المظلمة 2003-2009 برلمانا طائفيا بعيدا عن رؤية وطنية صادقة مما أدى الى تعطيل الكثير من القوانين التي يحتاجها الشعب العراقي فساءت الاوضاع الاجتماعية والصحية والخدمية الى أدنى مستوياتها واتسعت الفجوة بين الاغنياء والفقراء, وازداد عدد الاميين, وكان عدد المهاجرين والمهجرين خارج العراق وداخله يصل الى أربعة ملايين مواطن, وهي أكبر موجة هجرة تشهدها منطقة الشرق الاوسط, وقاسى هؤلاء الكثير ولم يلتفت لهم أحد, ولم نسمع صوتا واحدا من داخل البرلمان يستغيث لهؤلاء المواطنين, وبعد مرور هذه السنوات, عاد البرلمانيون مرة أخرى يعدون المواطن العراقي بالرفاه والخدمات والاحلام الوردية, وكأنهم غير مسؤولين عن السنوات السابقة التي عانى فيها المواطنون العراقيون من المرارة.

واليوم, توجه العراقيون من جديد الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في البرلمان على أمل التغيير.

كلمة نوجهها الى النواب الجدد: أنظروا الى شعبكم بعين الوطنية العراقية واتركوا الطائفية, لأن العراق جسد واحد إذا تداعى جزء منه تداعت بقية أجزائه, إنكم أيها البرلمانيون عراقيون, وجميعكم شرب من مياه دجلة والفرات, تصرفوا كرجال دولة وليس رجال طوائف, فان شعبكم الذي اختاركم سوف لن يسكت مرة أخرى, انه شعب العراق الذي لن يقبل بالظلم والجوع والفقر وهو يدرك أن بلاده تمتلك مقومات العيش الرغيد.

ومطلوب في البرلمان الجديد أن يؤكد على وطنية مطلقة ولا يجب أن يؤشر على أي برلماني بارتباطه بدول الجوار بأي شكل من الاشكال, حيث أن الحكومة المنتخبة هي المسؤولة عن تنسيق العلاقات مع الدول المجاورة, على أن تضع مصلحة شعبها فوق كل الاعتبارات, لذا على مجلس النواب تشريع قانون الاحزاب وتحديد مصادر التمويل والبرامج الوطنية بشكل واضح, لأن البرلماني الوطني والذي يحب شعبه عليه أن يضع نصب عينيه (ألعراق أولا وأخيرا).

رسالتي أيضا الى شركاء الوطن الاخوة الكورد: إنكم عانيتم الكثير من النظم السابقة, ودفعتم الكثير, فالجميع قد دفع, وقد تساوى العرب والكورد في المظالم والاضطهاد, واليوم ينظر لكم شعبكم في العراق باحترام وإجلال, وأنتم تشاركون في البرلمان, في صنع مستقبل العراق لكل مواطنيه, والمطلوب منكم أن تكونوا عنصرا فعالا في بناء كل العراق, فأن خير العراق كبير وكبير ويغطي الجميع بعربه وكورده وكل مكوناته, إن العراق اليوم ليس كعراق الامس ولن يتكرر فيه القائد الضرورة مرة أخرى, فالدستور وإحترامه هو الضرورة.

لا نريد الشوفينية سواء كانت عربية أم كوردية, نريد أن نردد جميعنا الاغنية الخالدة (هربجي كورد وعرب رمز النضال), نريد أن نقول أن الكورد والعرب رمز البناء المشترك لكل العراق لأن الشعب العراقي يحتاج اليوم وقفة تاريخية من أبناءه الغيارى لإعادة إعماره فقد عانى شعبنا الكثير من المآسي والظلم والتخلف وبذل التضحيات وعضه ناب الفقر وهو لا يستحق كل ذلك.

نطالب البرلمان المنتخب باختيار حكومة وطنية عراقية بمعنى الكلمة, وأن يكون رئيس الوزراء والوزراء على قدر كبير من المسؤولية التاريخية لاعادة بناء العراق, ويقتضي أولا تصفية عناصر الفساد في كل أجهزة الدولة وهي أهم خطوة لبناء العراق الجديد, فاننا لا يمكن أن نسكت على نهب المليارات من أفواه العراقيين, ولا أعتقد أن أي برلماني وطني يقبل هذا, إن شعب العراق يحتاج اليوم الى حكومة بناء وليس حكومة شعارات, والمواطن يريد العمل والصحة والتعليم والكهرباء والامن وهي حقوق مشروعة لكل إنسان.

وأخيرا ... يا أيها البرلمانيون الجدد لا تنسوا وعودكم ... فالشعب لا ينسى!




 

free web counter