| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    السبت 23/4/ 2011

 

السياحة في العراق

راهبة الخميسي

بعد تطور طرق المواصلات, أصبح العالم في متناول الجميع من سكان المعمورة, حيث تجوب أجواء العالم آلاف الطائرات التي تنقل المسافرين بين الدول والقارات, بساعات معدودة, إضافة الى شبكة من القطارات السريعة التي تمتد بين الدول, بسرعة فائقة تصل الى 400كم في الساعة, كما هو الحال في أقطار أوروبا واليابان والصين والولايات المتحدة, وكثير من الدول.

لقد استفادت الدول من هذه الميزة والثورة في طرق المواصلات, منذ النصف الاول من القرن العشرين. فبدأت تلك الدول تروج لمعالمها السياحية فازداد عدد السياح الذين يقصدون تلك الدول بشكل ملفت, فمثلا وصل عدد السياح الذين يتوجهون الى فرنسا 80 مليون سائح سنوياً في الوقت الحاضر, وبلغة الارقام كم يحتاج هؤلاء السياح من فنادق, ووسائل نقل ومطاعم, وشراء هدايا واحتياجات, وزيارات للمتاحف والمواقع السياحية, وكم سيعمل من الفرنسيين في هذه المرافق؟ وأترك الاجوبة على هذه التساؤلات لتقديرات الاخرين..

وسيكون اسهاباً وكلاماً واسعاً لو تحدثنا عن الدول السياحية الاخرى مثل اسبانيا وسويسرا وايطاليا والولايات المتحدة.
عندما حدثت الثورة المصرية في 25 يناير, أعلنت السلطات المصرية, بعض الارقام عن السياحة وعلى لسان وزير السياحة المصري الذي قال أن عوائد مصر من السياحة كانت قد وصلت عام 2010 الى 14 مليار دولار, وان عدد العاملين في القطاع السياحي يصل الى 4 مليون نسمة, في مختلف مجالات السياحة.
ومعنى هذا هو أننا لو افترضنا, أن كل شخص من هؤلاء العاملين يعيل عائلة متكونة من خمسة أفراد على سبيل الافتراض, سيكون العدد عشرون مليون نسمة, يعيش على السياحة, أيمايعادل ربع الشعب المصري.
أما لبنان, فهي من أوائل الدول العربية التي اهتمت بالسياحة, وتعتبر عوائد السياحة في هذا البلد, هي الاهم والاكبر.

أما بلدنا العراق, مهد الحضارة الانسانية, حيث حضارة سومر, وأكد, وبابل, وآشور, فلم يعرللسياحة اهتماماً تستحقه, فتركت المواقع الاثرية, وتعرضت للاهمال والسلب والنهب منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى وقتنا الحاضر.
وانتهت بنهب محتويات المتحف العراقي, وسرقتها وتخريبها أثناء دخول الامريكان للعراق عام 2003.
ولقد أثار هذا الموضوع استهجان واستنكار الاوساط الثقافية العالمية.

ان المرافق السياحية في العراق كثيرة ومتنوعة فهنالك:
1- المواقع الاثرية التي تنتشر على مساحة واسعة من العراق, ومنها, أور, أريدو, لكش, الوركاء, بابل, نينوى, آشور, النمرود, دوركوريكالزو(زقورة عكركوف),والحضر, وكهف شندر في السليمانية(الذي وجد فيه أول انسان في العراق).
وما هذه المواقع الا جزء بسيط مما موجود في العراق من كنوز, لازالت تنتظر التنقيب, ومما يؤسف له هو أن الكثير من السراق يقومون بحفر هذه المواقع وبطرق بدائية غير علمية, ويعبثون بها فتتعرض للتخريب حتى غير المقصود, ويحصل ذلك بسبب ضعف السلطات المختصة, والذي يمنح لهم جرأة الاعتداء على ثروات البلد من هذا الخزين الثمين.
2- المراقد والمراكز الدينية: وتوجد في مناطق متعددة من العراق, في النجف وكربلاء, والكاظمية, والاعظمية, وسامراء وغيرها, مراقد دينية اسلامية مقدسة, كبيرة ومهمة, يزورها ملايين المسلمين في كل عام.
وهنالك مراكز دينية مسيحية, وآيزيدية, في الموصل ودهوك وأربيل.
وتحتاج هذه المدن الى اعداد من الفنادق ومزيد من الاهتمام بالمواصلات, والخدمات المختلفة الاخرى, لتأتي بمردود اقتصادي كبير لتلك المدن, وللعراق بشكل عام.
3- المصايف والشلالات: في أربيل هنالك مصيف شقلاوة, وكلي علي بك, وبيخال, وكلالة, وصلاح الدين, وحاج عمران.  وفي السليمانية مصيف بنجوين, وسرجنار. وفي دهوك مصيف زاويته, وسرسنك, وسولاف, وسواره توكه التي يحتضنه جبل كاره. ومصيف شرانش الجميل في زاخو.
وتطول قائمة المصايف في العراق والتي تتربع جباله الشامخة, في كل صوب من جبال كوردستانه والتي تمتاز بميزة مناخية ندر وجود مثيلها في بقاع العالم.

أما الشلالات وعيون المياه السحرية, كعين سيبه في جنديان, وغيرها والتي يعزز جمالها وروعتها تلك الكهوف التي تستقطب السائح., فتنتشر في مختلف مناطق كوردستان العراق أينما ذهبت, وتتبارى فيما بينها بسحر الطبيعة التي منحتها جمالاً خلاباً وسحراً مميزاً, ناهيك عن المرافق السياحية المهمة الاخرى, كالغابات, وعيون مياه الكبريت في حمامات العليل في الموصل.

ولا ننسى أهوار العراق وروعتها واجتذابها للسياح الذين كانوا يأتون لها بأعداد كبيرة من دول الخليج, والذين قطعت تواصلهم السياحي بها, الظروف السياسية التي مر بها العراق خلال الثلاثين سنة الماضية, ولا تزال فرصة احيائها واستغلالها لاقامة مناطق سياحية شتوية متميزة, لازالت قائمة.( يعيش في اهوار العراق أجمل الطيور بالعالم وهو طير التيم, يأتيها مهاجراً ليستقر فيها)

وللبحيرات العراقية اهميتها السياحية, وتوجد عشر بحيرات في العراق, منها بحيرات السدود مثل بحيرة سد دوكان وبحيرة سد حديثة , وبحيرة سد دربندخان, وبحيرة سد دبس,اضافة للبحيرات المعروفة, الحبانية, وساوه, والثرثار, ودوكان, والرزازة. والتي يعتبر بعضها من أغرب البحيرات في العالم لانها تقع في الصحراء وليس لديها مجرى مائي يغذيها غيرالمياه الجوفية(بحيرة ساوة).

كل ما ذكرته, هو جزء بسيط لما موجود من مرافق سياحية في العراق تنتظر من ينهض بهذا القطاع المهم.
- فترميم القصور والابنية والمكانات المهمة تاريخياً والتي عانت من الاهمال, كقصر الملك فيصل الثاني( القصر الملكي في سرسنك, والذي تعرض الى تغييرات متعاقبة, وكان اخرها ان رمم في زمن صدام المقبور واعتبره قصراً له).
- تحسين طرق المواصلات بين المواقع الاثرية والمدن الرئيسية, وتوفير وسائط نقل مريحة للسواح.
- الاكثار من الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية في تلك المراكز.
- انعاش وتنشيط هواية الصيد في الاهوار وفي المناطق الصحراوية والتي تستقطب الكثيرين, خاصة من ابناء الخليج.
- فتح باب الاستثمار أمام العراقيين والاجانب لأغراض السياحة بشروط سهلة كمنح قطع من ألاراضي بأسعار رمزية لمن يرغب باستثمار سياحي, كإنشاء فندق, أو مطعم, أو دار للاستراحة.
- الاكثار من المدارس والمعاهد للتخصص بالسياحة لغرض اعداد جيل من الشباب متخصص بهذا المجال.
- تفعيل دور وزارة للسياحة والاثار, لتأخذ على عاتقها تنفيذ ما يلزم والذي بضمنه تشجيع شركات السياحة, بفتح فروع لها في العراق, وتعزيز العلاقة مع دول العالم وتوضيح مافي العراق من امكانيات سياحية واثرية.

وأخيراً, فإن الاهتمام في الجانب السياحي سوف يوفر فرص عمل هائلة للشباب العاطلين, وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق من يتصدى لهذه المهمة.
وليعلم الجميع أن كلمتي (بابل وسومر), لهي مفتاح ساحر لشعوب العالم, خاصة شعوب العالم الغربي في أوروبا وأمريكا.


 

السويد
 

 

free web counter