|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
		الجمعة  22  / 11 / 2019                          راهبة الخميسي                                   كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس
		نغني لأطفال العراق راهبة الخميسي (موقع الناس) هو يوم الطفل العالمي يا أطفال العراق يا من حملتم هموماً تفوق قدراتكم الصغيرة، تحملتم أبشع الضغوط، وصبرتم حتى على مسؤولية توفير لقمة العيش لعوائلكم يا فقراء ويا ايتام العراق. زجتكم الظروف بأسواق العمالة مرغمين، تاركين اللهو الطفولي واللّعب لتفكروا بهموم الحياة. كيف نعتذر منكم يا اطفال العراق الفقراء ياتلاميذ المدارس الطينية المهترئة، يامن احتضنت الارض وصفائح التنك اجسادكم الطرية الغضة، يامن لم يلتفت لكم دستور العراق الذي كتبته الايادي الملوثة، فلم يؤمن مستقبلكم، ولم يأبه لنمائكم وحمايتكم، ولم يهتم ببؤس معيشتكم. جعتم يا اطفال العراق، وتيتمتم، وتحملتم العوز والحرمان، وعانيتم من شتى انواع العذابات، وخيم على عقولم شبح الفقر والعوز وقساوة الجوع والامراض والمخاوف دون رعاية ودون حقوق. استنزفت طاقاتكم الجميلة بسبب وضع اقتصادي متردٍ في بلد يفيض بالثروات والاموال، ولامست أناملكم الناعمة أدوات العمل بدل عن أن تلامس ألعابكم، تركتم مدارسكم وتعرضتم لشتى الانتهاكات التي وصلت للاتجار بكم وبأجسادكم الناعمة. تعرضتم لمختلف الضغوط التي لا يقوى على حملها حتى الاقوياء من الكبار، بين جدران سجن الوطن الكبير الموصد بأقفال الخيانة والسفالة الصدئة التي اسموها رجال دولة. أنتم أسمى قيمة في الوجود يافلذات أكبادنا، يا قرّة الأعين، يامن كنتم تجولون الشوارع وتروجون لبيع ما تستطيعون من أجل إطعام عوائلكم، نراكم اليوم تجولون في ساحات النضال وتحملون علم العراق وتروجون لحب الوطن وتنشدون للحرية وللمستقبل السعيد. لقد كبرتم يا أطفال العراق، وتحديتم السنوات التي لاتزال في بداية سلالم العمر. كبرتم وانتم تزاحمون الابطال والمناضلين، وحناجركم تنَّحت عن الشكوى، وصدحت عالياً لحب الوطن. جفت بأعينكم دموع الأسى فحلت محلها ابتساماتكم لتهللوا لشمس عراق جديد. إقتحمتم أجمل صفحات التاريخ لتسجلوا أسماءكم في الصدارة. هتفتم وأنشدتم وغنيهم للوطن، للإنعتاق من الظلم ومن سطوة الفاسدين. أبكيتم عيوننا وأغدقتم على قلوبنا بالامل الكبير، فكنتم أسطورة هذا الزمان. لعيدكم سوف ننشد، وسوف نغني، ونرفع أصواتنا: أن فلذات أكبادنا كبارُ شجعان يمشون على أرض البطولة. كل عام وأطفال العراق بألف خير   * ناشطة مدنية - السويد
	Since 17/01/05.  web counter