| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

الجمعة 21/1/ 2011

 

والي بغداد

راهبة الخميسي

خضع العراق للإحتلال العثماني في القرن السادس عشر, وعلى وجه التحديد عام 1534 م , وبقي ساحة للصراع بين العثمانيين والفرس, لفترات طويلة, واصبح يتنقل بين احتلالين, عثماني, وفارسي, الى أن حسم الوضع نهائياً للسيطرة العثمانية, على يد السلطان (مراد الرابع) في الثلث الاول من القرن السابع عشر, فاصبح العراق ولاية تابعة للسيطرة العثمانية.
وحسب النظام السياسي العثماني, يتولى الولاة الحكم باسم السلطان الذي مقره في عاصمة الدولة العثمانية(إستانبول) الحالية.

وتعدد الولاة على بغداد, ونذكر منهم والياً مصلحاً متنوراً هو الوالي (مدحت باشا), الذي درس الثقافة والحضارة الاوروبية, وجاء الى بغداد والياً عليها للفترة ما بين 1869- 1872 وهذه الفترة وإن كانت قصيرة, إلا أنها كانت فترة منتجة للعراق, حيث قام الوالي مدحت باشا بأعمال مهمة, منها ربط منطقتي الكرخ والكاظمية بخط الترام, وهو عبارة عن سكة حديدية تسير عليها عربة تجرها الخيول, وكذلك أصدر أول صحيفة باللغة العربية وهي
(جريدة الزوراء) وأسس مدارساً عسكرية باسم (المدارس الرشدية) وغيرها من المشاريع الاخرى, على الرغم من قصر مدة ولايته.

وانتهى حكم الولاة بعد سقوط الدولة العثمانية على يد الانكليز, وتأسست الدولة العراقية عام 1921 باسم مملكة العراق.
وبعد تلك الفترة الملكية, جاءت ثورة تموز المجيدة عام 1958, فأصبح العراق جمهورية, تحت زعامة الزعيم عبد الكريم قاسم (رحمه الله), الذي حكم العراق لاربع سنوات كانت مليئة بالانجازات التي لن ينساها العراقيون.
وحدثت تغيرات كبيرة في بناء الدولة العصرية, وانتعشت الحضارة في العراق, حيث ظهرت الجمعيات العلمية والادبية, والنوادي الاجتماعية, والسينمات, والملاهي, وغيرها, والعراق يسير بوتيرة متصاعدة من التطور, خاصة في النواحي الاجتماعية, ودخلت المرأة العراقية في سوق العمل, وشاركت أخيها الرجل في تلك النهضة الاجتماعية.
ومرت السنوات, وتنوع الحكام الى أن وصلنا الى ما نحن فيه,
وإذا بهذا البلد الذي كان مركز إشعاع فكري وحضاري, يتحول الى بلد مدمر, متخلف, ازدادت نسبة الامية فيه بشكل خطير, وعادت فيه المرأة الى الانزواء, وهمشت, وانتشر الفقر والمرض, وانهارت البنى الثقافية والاجتماعية.
وانتظر العراق من أبنائه أن ينفضوا غبار التخلف, فاختاروا لهم حكاماً ومشرعين في البرلمان, وأغلبهم عاش في دول أوروبية, كي ينهضوا بالعراق من جديد.
وانتخبت مجالس المحافضات لهذا الغرض, ومنها مجلس محافظة بغداد (عاصمة الحضارة).
ولننظر لما قدمه هذا المجلس لبغداد.....وليس لي الان في التحدث عن بغداد, فهي التي تتحدث عن نفسها.
هل يعتقد رئيس مجلس المحافظة أنه (والياً على بغداد)؟؟.
وإذا كان هو ذاك... فأي من الولاة هو؟؟ هل هو من الولاة المصلحين أم.....؟؟
لقد هدمت كل الملامح الحضارية في عاصمة الحضارة, فاصبحت بغداد عبارة عن خرائب تعشعش فيها الكواسر, لتبرمج لنهبها وهتك حريات وأرواح أبنائها, ولتجعل منها ركاماً بائسة,و قاحلة لا يرويها أدب, ولا ينعشها فن, ولا تسمو بها ثقافة أو علوم.
على أبناء بغداد أن ينهضوا ببغدادهم ويختاروا رئيس مجلس محافظة بغداد من أبناء بغداد نفسها, ليكون أقدر على تقديم ما تحتاجه بغداد, وليس شخصاً يصب عقده وتخلفه على أبنائها.
إنها دعوة مخلصة لكل أبنائنا وبناتنا أن يقفوا صفاً واحداً ضد التخلف والتردي والتقهقر, وأن لا يسمحوا لفئة تسعى لتدميرهم , وتتحكم بمصائرهم وبمستقبلهم.
فان الدستور قد ضمن الحريات العامة لكل مواطن.
وستبقى دجلة تتدفق, لتزيل كل المياه الآسنة عن طريقها.
 

السويد

 

free web counter