راهبة الخميسي

 

كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 

الأحد 20/2/ 2011

على ماذا يراهن القذافي؟؟؟ راهبة الخميسي لن تنفع بعد الان كل المسكنات المالية, أو أكاذيب التعديلات التي يوعد بها القذافي شعبه, ليقمع نقمة هذا الشعب, ضد الجور والظلم والجوع الذي خضع له سنيناً طويلة. فلقد تآكلت الطبقة الوسطى الليبية, وتنامت الطبقة الفقيرة (في بلد من أثرى بلدان العالم) , حتى بلغت اكثر من ربع عدد السكان. هاهي اليوم, ثورة الشعب الليبي الباسل ضد طاغيتهم, قد بلغت مالايعقله البشر, فالمجازر مستمرة في كل مدن ليبيا, ومذابح الطاغية تعم أبناء شعبه, يستأجر مرتزقة من مختلف الدول, الافارقة, والنيجيريين, والغانيين, وحتى من الجزائر او تونس, ويوزع عليهم العتاد والسلاح والمال, كي يذبحوا ابناء شعبه العزل المساكين. لقد غرقت مدن ليبيا خلال الايام القليلة الماضية,منذ بدء ثورة الشعب الى اليوم, غرقت بدماء الاحرار, وشهدت بطشاً ومجزرة بشعة, لم يشهد الوطن العربي مثيلا لها على مدى التاريخ. فالدماء الزكية تسقي كل شبر من مدن ليبيا, وتتزايد كل ساعة بل كل لحظة. لقد أصبح الجسر الذي يربط طرابلس ببنغازي, معبراً لنقل المعدات العسكرية, لذبح الابرياء, ترافق ذلك المروحيات التي تقصف البشر, الشوارع والساحات محتقنة, واصبح مطار الابرق القريب من مدينة درنة, شاهداً على تناثر الجثث الشبابية البريئة, وأصبحت مدينة مصراتة مساراً لتشييع الجثث, بموازاة المسيرة التي يستمر بها المتظاهرون الحاشدون المتزايدون دون خوف أو تراجع. الشباب الليبي الأعزل من السلاح, يواجه كتائب القذافي ومرتزقته المجرمين, ويحتشد في تظاهراته تحت دوي أصوات الرصاص , وقمع الكتائب القذرة التي سخرها المجرم القذلفي لقتل الشعب. هاهي طرابلس تقف بوجه القمع والظلم ونزيف الدم وتنادي باسقاط القذافي, واقامة العدل والقصاص, وسيادة القانون, فقد تجمهر المحامون الليبيون الذين بلغ عددهم اكثر من 500 محامي , تجمعوا بمسيرة سلمية ينادون للشعب الذي ليس لغيره فوق سيادته, ولا مزايدات في ذلك, وينادون للافراج عن المحامين المحتجزين, ويدعون للاعتصام لحين تحقيق ارادة الشعب الليبي, وقد تضامنت معهم بعض من قوى الامن في قصر المحاكم, بتظاهرة متلاحمة. أما في بنغازي, التي امتلأت شوارعها بالسيارات التي لاتحمل لوحات رقمية, وسخرت لاطلاق الرصاص على حشود المتظاهرين باسلحة الكلاشنكوف, فان شباب بنغازي تركوا بيوتهم جميعا لينظموا بتظاهرة كبيرة مع الحشود الاخرى المتظاهرة, رافقهم بهذا الانظمام للمتظاهرين, عدد كبير من العناصر العسكرية وجنود الجيش الليبي, وحصل ذات الموقف في مدينة درنة, التي تواجه الرصاص الحي على يد جماعة القبعات الصفر, مرتزقة القذافي, وقد تحول فيها جامع انس بن مالك الى تابوت جماعي يغص بالاجساد الشبابية الغضة, وفتحت المعسكرات الامنية في المنطقة الشرقية, وتوزعت الاسلحة على المواطنين للمواجهة, وقد حجز المتظاهرون عدداً كبيراً من المرتزقة واعتقلوهم. وانظمت بعض قوى الامن في قصر المحاكم للتظاهرة الكبيرة هناك. وقد حجزت قوات النظام الليبي عدداً كبيراً من الضباط والجنود في كتائب النظام لغرض منعهم من الانضمام للمتظاهرين. أما مدينة شحات, فلقد سيطر عليها المتظاهرون, وهرب منها المرتزقة والمتصدون, وفروا الى الوديان المحيطة, ولايزال الشباب الليبي يلاحقون هؤلاء المرتزقة, ويطاردونهم. وتصرح اغلب الاخبار التي تتناقلها القنوات الفضائية, أن سكان مدينة درنة ومثلها بعض المدن الليبية, تعاني من حصار , فلا وقود, ولا دقيق, ولا مواد غذائية. وتطول قائمة الاحداث على الساحة الليبية التي تشهد المجازر البشعة, والعالم يناشد, والاقلام تكتب, ,والشرفاء يشجبون, وتحتج الدول, ويعلو صوت المنصفين, و مواثيق الشرف تستنكر, والعالم كله يطالب بالكف عن سفك الدماء;. ان القذافي يعلم جيداً أنه مهما كانت قوته, ومهما بلغ بأسه, لايمكن أن يصمد أمام هذا الغليان المروع, ويعلم أن الشعب وحده, هو من يحسم الامر بيديه, فعلى ماذا يراهن القذافي؟؟؟ كفاكم يامجرمو الحروب, واتقوا الله   السويد