راهبة الخميسي
الأثنين 20/12/ 2010
حكومة الكيانات لا الكفاءات
راهبة الخميسي
بدأت المعلومات تتسرب عن التشكيل الوزاري المنتظر في العراق, وكان أولها غيثاً, حيث أعلنت إحدى النساء البرلمانيات أن التشكيل الوزاري الجديد قد أقصى المرأة العراقية من الحقائب الوزارية, فلم تمنح أية حقيبة وزارية للمرأة.
وهذا التراجع الكبير والوضع المتردي الذي يسير نحوه عراقنا, ينذر بنتائج سلبية شديدة, وبدلاً من أن يردم الفجوة بين الجنسين سوف يضع جداراً منيعاً أمام الكفاءات النسوية العراقية التي توازي كفاءات الرجل, بل أحياناً تتفوق عليها ببعض المجالات, ككفاءتها الكبيرة ونجاحاتها التي أثبتتها في مجال الشباب والتعليم والرياضة ومنظمات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.
لقد أثبتت المرأة العراقية نجاحاتها وتميزها من حيث الكفاءة والقدرة على اداء المهام في مختلف المفاصل.
فأين هو تثمين عطاءها لاجل بناء الوطن؟
أليس هذا هو الوقت المناسب للانطلاقة بالانتقال الى مرحلة جديدة تنتظرها كل نساء العراق؟
على المرأة العراقية التي تشترك ضمن الكتل السياسية, أن تفرض حقها وبإسناد وترشيح من كتلتها التي تنتمي اليها.
وأن تكون دعوة لكل القوى الديموقراطية بأن تتحد أصواتها لأجل مشاركة المرأة في نيل حقائب وزارية تتناسب مع كفاءتها وقدرتها.
إن تعزيز دور المرأة العراقية وتعزيز مشاركتها بالعملية السياسية لهو مطلب مشروع, وان المرأة العراقية تستحقه بجدارة.
فلا يجب على المرأة البرلمانية أن تتخذ موقف المتفرج على ما يجري في الساحة, فلا تعترض ولا تعتصم ولا تطالب بحقوقها,لأن ذلك سينعكس على المرأة العراقية بشكل عام.
إنها لبادرة خطيرة وإن المستقبل ينذر بفتح باب واسع تخرج من خلاله المرأة العراقية, لتكون بعيدة عن الساحة السياسية, وبعيدة حتى من أن يسمع لها صوت باتخاذ القرار, وكل هذا سيكون بداية لان تقبع تدريجياً في صومعة البيت,وتبعد عن مسيرة التطور النسوي في كل العالم, فتصبح من جديد الحرمة الخاضعة لسطوة الرجل.
على المرأة العراقية أن تنهض بواقعها وأن ترفض كل الاقصاءات التي ترتكب بحقها المشروع, وأن تطالب بتثمين دورها لتبقى على قرب من كل تفاصيل العملية الديموقراطية لبناء عراق جديد, فهي ليست قاصرة في القيادات الرشيدة التي يحتاجها البلد.
وأخيراً ندائي للمرأة العراقية التي إستطاعت أن تنتزع حقها في مجلس النواب, أن تنهض وتبادر لانتزاع حقها بالسلطة التنفيذية قبل فوات الاوان.
السويد