| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

الأحد 19/12/ 2010

 

وزير خدمي ووزير سيادي

راهبة الخميسي

إستبشر العراقيون خيراً باتفاق الكتل السياسية, على حل معضلة تشكيل الحكومة العراقية, بعد النتائج غير الحاسمة للانتخابات, وعلى أثر ذلك, دخل السياسيون في مفاوضات تقسيم الوزارات حسب الحصص الانتخابية, وهنا بدأت صراعات من نوع آخر بين الكتل السياسية, وهي إختيار الوزارات لكل كتلة, فتسابقت هذه الكتل للحصول على وزارات دون اخرى, وهنا بدأ التساؤل بين المتابعين للعملية السياسية, لماذا هذا الصراع ؟

أليست كل وزارة مختصة بأداء خدمة للوطن؟
إن المواطن يحتاج الى وزارة الاسكان بنفس درجة حاجته الى وزارة التربية, لان توفير السكن الملائم لا يقل أهمية عن وجود مدرسة لابنائنا, فكلاهما يكمل الاخر, والحاجة الى وزارة الثقافة هي نفس الحاجة الى وزارة الخارجية, وهكذا.

وإن المواطن العراقي لا ينظر اليوم للمسؤول من خلال موقعه الوظيفي, بل من خلال ما يقدمه.
إن شعبنا على درجة من الوعي, حيث يميز بين المخلص والامين وبين العكس منهما.

وقد تسربت الاخبار من خلال وسائل الاعلام, أن هنالك صفقات بين الكتل لبيع وزارة من كتلة الى أخرى, على سبيل المثال وزارة سيادية مقابل وزارتين خدميتين, وهذا غير معقول وغير مقبول اطلاقاً.
فهذه المصطلحات ليست مألوفة عند العراقيين, لان كل الوزراء يحتاجهم البلد, ومن يقدم أكثر يتقرب لشعبه أكثر, وإن أهمية وزارة الكهرباء عند العراقيين أكبر من أي وزارة سيادية في الوقت الحاضر, ووزارة الموارد المائية هي أكثر من سيادية, لان المياه ترتبط بحياة الانسان العراقي بشكل مباشر, ووزارة الثقافة سيادية لان الثقافة لا تقل أهمية عن الغذاء والماء بالنسبة لحياة الشعوب.
ووزارة التربية أكثر أهمية من أي وزارة أخرى, لبناء جيل متعلم بشكل سليم, ووزارة الزراعة والصناعة .... وهكذا كل الوزارات.
وموضوع بيع الوزارات بين الكتل السياسية وكأنها سلعة, هو عمل غير مقبول.
وإن الذي يريد خدمة شعبه لا يفكر في الموقع الوظيفي الذي يشغله.

إن إكثر الامور التي تهم الانسان العراقي في المجتمع اليوم, هي أن تستيقظ الاسرة صباح كل يوم فيجد أفرادها طعاماً على مائدتهم.
وإن السكن والمعيشة اللائقة, هي التي تحفظ للعائلة كرامتها, وإن العيش الرغيد هو السعادة الحقيقية للاسرة .

فيا أصحاب القرار لا تضعوا مصالح شعبكم خلف ظهوركم, لان صبر العراقيين قد نفذ, وستكون ردة الفعل خطيرة على مستقبلكم, ومستقبل العملية الديموقراطية والسياسية برمتها و.... ساعة لا يفيد الندم.
 

السويد

 

free web counter