| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

الأحد 19/12/ 2010

 

مهازل بشعة وأساليب همجية

راهبة الخميسي

لقد أصبحت ظاهرة العنف من الظواهر الشائعة في مجتمعاتنا العربية.
ولقد أثارت حادثة جلد الفتاة السودانية من قبل أفراد الشرطة السودانيين مؤخراً, السخط والاستنكار عند الكثيرين.
وللأسف فقد تفوقت السودان في ممارسة العنف ضد مواطنيها علناً ودون أن تأبه أو تبالي لما تفرزه هذه الحالة من تداعيات خطيرة.

قامت الشرطة السودانية بجلد فتاة شابة, لسبب إنها كانت ترتدي بنطلوناً, وهذا ما ينافي الشرع برأي الشرطة السودانية, التي مارست جلد الفتاة في الشارع وأمام الأنظار, والمؤلم في الحالة أنها حصلت في نفس الشهر (نوفمبر) الذي يهتز فيه كل العالم ليقف مع حقوق الانسان وحرياته, ضد العنف والتنكيل.

ولقد سبق وأن مارست الحكومة السودانية سياسة العنف هذه ضد الكثير من النساء السودانيات, فاحراق الطالبة إبتسام, وإغتيال طالبة أخرى داخل الحرم الجامعي في كلية الصحة السودانية, وصب ماء النار (التيزاب) قبل سنتين على ثلاث فتيات أخريات, واغتيال السيدة الشابة سناء من قبل شريك أبيها بالعمل, وتقديم النساء للمحاكم بتهمة إرتداء الملابس الفاضحة, مثلما حصل مع الصحفية السودانية لبنى أحمد الحسين, حيث كانت ترتدي بنطالاً هي الاخرى, ووصل الحال بسطوة الشرطة السودانية أن قبضت على مجموعة من الرجال أيضاً بحجة أنهم يضعون مساحيق الماكياج على وجوههم أثناء قيامهم بأحد عروض الازياء.

كلنا نعرف بأن العنف العام يتأثر بعنف الدولة, فهل هذه رسالة من الحكومة السودانية لتلقين الجيل الجديد بتعريف العنف واستغلال القوة؟
أم هو سرقة علنية لأحلام المواطنين في الحياة الكريمة؟
وهل سيبقى الجاني يهرب بجرائمه بسبب وقوف السلطات السياسية الى جانبه؟

وأين هي السلطة الدينية التي تقتدي بالآية القرآنية الصريحة التي تنص على ما أنزله الله فيها عن الرسول الكريم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين), فأين هي الرحمة التي نصت عليها هذه الآية, عند السلطة الدينية؟

لقد هزت حالات العنف هذه وأثارت موجات كبيرة من الاستنكار, وحظيت بالاهتمام الكبير من كل وسائل الاعلام العالمية, ووضع موضوع تعرض النساء السودانيات للعنف والتنكيل, على الصدارة في قائمة منظمات حقوق الانسان.

سوف لن تسكت المرأة العربية على هذه المهازل البشعة وهذه الاساليب الهمجية, ولن تبقى كالمتفرج على من يستحمون بمياه العنف, لأنها الأولى بالحقوق, والاولى بممارسة حرياتها الشخصية ضمن حدود الاخلاق التي يقرها الشرف في كل مكان.
 

السويد

 

free web counter