| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    الأثنين 18/4/ 2011

 

هنا بغداد

راهبة الخميسي

شهدت فترة الثلاثينات من القرن العشرين, حركة صحافية, وفنية واضحة, في العراق, فكان للصحافة دور كبير في التأثير على الرأي العام, وظهرت الصحافة الساخرة, (جريدة حبزبوز - نوري ثابت), إضافة الى صحف سياية مختلفة, وكانت هنالك أيضاً, صحف مسائية مثل, الرأي العام, واليقضة.
ثم كانت اذاعة بغداد في عام 1936, فكان ذلك حدث كبير لدى الاوساط العراقية, وانتشر المذياع في الاماكن العامة (المقاهي), وكان الناس يتجمعون قرب المذياع لسماع الاصوات الفنية التي كانوا يعشقونها, كصوت حضيري ابو عزيز, وناصر حكيم, وداخل حسن, ومحمد القبانجي الذي كاد متفرد الابداع في اداء المقامات, وهو من طور البستة في الغناء, وابتدع نوعاً جديداً في المقامات, اسماه مقام اللامي.
ومن الاصوات النسائية, كانت تبث اغنيات بصوت منيرة الهوزوز, وصديقة الملاية,(التي وصل بها الحال في السبعينات ان تستجدي عند باب الاذاعة),وسليمة مراد, وعفيفة اسكندر(التي تعاني الان من المرض والعزلة, دون أن يتفقدها أحد), واخريات.
وكان الملك غازي مولعاً بالاذاعة, فلقد كانت له اذاعة صغيرة في قصر الزهور, (كان يذيع فيها بصوته, ويدعو العراقيين لمناهضة الانكليز).
وفي الاربعينات من القرن العشرين, دخلت أصوات جديدة للاذاعة العراقية, مثل وحيدة خليل, ولميعة توفيق, وزهور حسين, ويوسف عمر(الذي دخل صوته لاذاعة في نهاية الاربعينات بعد خروجه من السجن) و الذي كان مطرباً مقاميا متميزا في الاذاعة, حيث خصصت له حفلات مقامية اسبوعية وناظم الغزالي, ومحمد عبد المحسن.

إن تعدد الاصوات النسوية في مطلع القرن العشرين في العراق, منحت الاجواء الاجتماعية العراقية خصوصية حضارية, وان كانت تدل على شيء إنما دلت على تطور الذوق, وتحدي البيئة الصعبة آنذاك.

وظهر مذيعون متميزون في الخمسينات من هذا القرن, مثل سعاد الهرمزي, ومشتاق طالب, وحافظ القباني, وكلادس يوسف, وأمل المدرس, والمربية عربية توفيق, وأمل القباني, وحسين حافظ, وآخرون.
كذلك ظهرت فرق تمثيلية إذاعية, ومن أبرز من عمل فيها, المرحوم عبد الله العزاوي, وشكلت فرقة موسيقية خاصة بالاذاعة, تقوم بدراسة النصوص الغنائية والالحان, وكان من أبرز العازفين فيها, جميل بشير, وخضر الياس, وسامي عبد الاحد, وغيرهم.

ومن الشعراء الغنائيين كان الشاعر جبوري النجار, وسيف الدين ولائي.
وشهدت فترة الخمسينيات نهضة كبيرة في المجال الفني, فظهر مطربون ومطربات متميزون أمثال, مائدة نزهت, وأحلام وهبي, وهيفاء حسين, والفنان الكبير رضا علي حيث وضع أسس الاغنية البغدادية.
أما على صعيد البرامج الاذاعية, فكان الرواد, عزيز شلال عزيز وبرنامجه من التاريخ, وعبد الحميد الدروبي وبرنامجه الرفوف العالية , وسعاد الهرمزي وبرنامج من الذاكرة, وغيرهم.

وقد ذكرت المرحومة المذيعة عربية توفيق في مذكراتها عما حدث صبيحة الرابع عشر من تموز عام 1958 فكتبت:-
" حضر الى داري السائق المكلف بنقلي الى دار الاذاعة في الساعة الخامسة والنصف صباحاً, وعندما دخلت مبنى الاذاعة, وجدت عدداً من أفراد القوات المسلحة, وكان عبد السلام محمد عارف, يقف بانتظاري, لافتتاح الاذاعة, وبدأنا بإشارة الاذاعة اليومية, (وهي صوت الكناري), وأخبرني أن هنالك ثورة, وسنذيع بيانات هامة, وفي الساعة السادسة من ذلك الصباح) قلت - انه يوم جديد مشرق على العراق في هذا الصباح -, ثم تناول العقيد عبد السلام محمد عارف, المايكرفون, فأذاع البيان الاول للثورة, وبعد دقائق قليلة, تجمع المواطنون أمام مبنى دار الاذاعة, بأعداد ازدادت بسرعة عجيبة, وكان بعضهم يحمل أشرطة مسجلة, كان منها نشيد الله أكبر, والذي استخدمناه في ذلك اليوم التاريخي,"
اما الفنان الكبير المرحوم عزيز علي فقد ذكر في مذكراته مايلي: -
"كنت ذات يوم أقدم وصلتي الغنائية في الاذاعة, وكان الكثير من المحبين يحضرون ويقفون أمام مبنى دار الاذاعة في منطقة الصالحية, عند دخولي أو خروجي منها, وذات يوم, حضر نوري السعيد باشا, أثناء تقديم وصلتي الغنائية, وكان يقلب صفحات الدفتر الذي كنت أكتب فيه أشعاري, ولم يتحدث معي حينها وغادر الاذاعة, وبعد عدة أيام طلبني الى مكتبه, فذهبت وفي داخلي هاجس بأنني أنتظر التوقيف بعد هذا الاستدعاء, حتى انني احضرت معي بطانية, وعندما قابلته قال لي: لماذا تشتمنا ونحن نخدم العراق؟ وكان الموضوع هو سؤال فقط ليس إلا."

وفي 8 شباط عام 1963 , شهدت اذاعة بغداد أحداثاُ كبيرة, حيث قام الانقلابيون بإصدار البيانات السيئة الصيت, مثل بيان رقم 13 والذي يدعوا لإبادة الشيوعيين عن بكرة ابيهم.
كذلك شهد الاستوديو الكبير تنفيذ قتل الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم ورفاقه, دون محاكمة, وكان ذلك في اليوم التاسع من شباط الاسود.
أختتم موضوعي بدعوة الى من يهمهم الامر والى كل من يحب العراق, بالالتفاتة ورعاية الرواد الذين ساهموا في بناء الفن العراقي الاصيل, وأغنوا الذائقة العراقية,أ والذين بنوا صحافة متميزة, أو أدب خدم حركة التطور في العراق الذي يتعرض الان الى التدني على ايدي بعض الجهلة والمتخلفين, ويهمش ويقصي المبدعين.

ملاحظة:- بسبب شحة المصادر لم احصل على معلومات أكثر مما حصلت عليه, أعتذر عن كل الاسماء اللامعة في ذاكرة الاذاعة العراقية, والذين لم تسعفني المعلومة لذكرهم.

 

السويد
 

 

free web counter