| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    الجمعة 18/2/ 2011

 

انقذوا العراق من الفساد المالي

راهبة الخميسي

ازدادت عوائد العراق المالية بعد عام 1950 بشكل ملحوظ, نتيجة لتعديل اتفاقية النفط بين الحكومة العراقية والشركات النفطيةالتي كانت تستثمر النفط آنذاك, حيث أصبحت حصة العراق المالية بموجب التعديل 50% من العوائد, مع خصم12,5% من المنتوج النفطي الى الحكومة العراقية للتصرف بها, لسد حاجة السوق المحلية.

وعلى اثر ذلك ولتحقيق التنمية السريعة, تشكل (مجلس الاعمار) الذي أخذ على عاتقه وضع خطط التنمية وتنفيذها, حيث خصص لهذا المجلس 70% من عوائد العراق النفطية للاستثمار, وهو رقم جيد اذا ماقورن بما يخصص بالوقت الحاضر حيث انه الان لايتجاوز 30% من العوائد للاستثمار, اما الباقي من العوائد فهي تشغيلية (رواتب واجور وخدمات).

لقد قام مجلس الاعمار بأعمال لها اهمية كبيرة في الاقتصاد والتنمية, وقتها, وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر مشروع الثرثار, حيث تم تشييد مشروع كبير في سامراء للتحكم في مياه نهر دجلة, بتحويل المياه خلال موسم الفيضان, الى بحيرة الثرثار بواسطة قناة, واعادتها للاستثمار في وقت الصيهود, وكان لهذا المشروع فائدة مزدوجة, لدرء خطر الفيضان من جهة, ولتوفير المياه للزراعة من جهة أخرى.

ومن المشاريع الاخرى, سد دربندخان على نهر ديالى, وسد دوكان, على نهر الزاب الصغير, ومصفى الدورة عام 1955, ومشروع المسيب الكبير الزراعي, وكلها مشاريع ذات جدوى اقتصادي, وكان الشعب العراقي آنذاك يثور ضد السلطة, ويتظاهر, وينتفض, فلن ينسى تاريخ العراق اضراب الطلبة عام 1952, أو انتفاضة 1956 التي كانت ضد العدوان الثلاثي على مصر, وأخيرا ثورة 14 تموز عام 1958, حيث اعلن قادة الثورة, ان هذه الثورة انما قامت ضد الفساد والتخلف.
والان وبعد أكثر من نصف قرن على تلك الاحداث, يحق لكل عراقي ان يتسائل, الى اين وصل العراق في الزمن الذي نحن فيه الان؟

لقد أصبحت عوائد النفط الحالية من بيع النفط, تصل الى 7 مليار دولار سنوياً, مخصص منها 30% للاستثمار, اي ان أكثر من 20 مليار دولار, صرفت على مشاريع التنمية, وهذا مبلغ كبير, في كل القياسات, ولكن يبدو أن كل ما صرف, كان يصرف على مشاريع وهمية لا وجود لها على ارض الواقع. فليس هنالك اية ملامح للبناء, والشعب يسمع فقط, انهم سيعملون , وسينفذون كذا وكذا, ولكن..... لا كهرباء, ولا ماء, ولا مجاري, ولا معامل, ولا سدود, ولا مشاريع زراعية......

ألا يخجل هؤلاء السراق من أنفسهم أو من شعبهم؟
ألا يخشون من غضب الشعب , وهم ادرى من غيرهم, ان الشعب العراقي لا يسكت طويلاً على ضيم؟؟
ألا يتعظ هئلاء السراق مما يجري اليوم على الساحة العربية, فبالامس كانت الثورة التونسية, واليوم ثورة الشباب المصري, وغداً.... وغداً ...

لنقولها من الان , وبأعلى أصواتنا...يا منظمات المجتمع المدني, ويا وسائل الاعلام, لقد طفح بنا الكيل وقد آن الاوان لفضح هؤلاء السراق, ولا يمكن السكوت على الوضع المأساوي الذي يعيشه أكثر مننصف شعبنا العراقي, تحت خط الفقر, ولا يمكن السكوت , وملايين العراقيين يسكنون في أكواخ تعصف بها الرياح, وهم الذين تحت أقدامهم ثروات كبيرة , وملايين الدولارات.

ولا يمكن السكوت على ان عشرات الالوف من الشباب العراقيين الذين حصلوا على الشهادات, وهم يفترشون الارصفة لبيع لعب الاطفال أو بيع السكاير, ولا يمكن السكوت عن مئات الالوف من الارامل اللائي يعجزن عن توفير لقمة العيش لاطفالهن.

لقد كان امل العراقيين في البرلمان العراقي الجديد, هو فضح المفسدين , والتحقيق في موضوع حرق الوزارات وحرق البنك العراقي, واتلاف المستندات والعقود.

على البرلمان العراقي أن يقف بصلابة ضد سراق الوطن, وسيجد ان الشعب كله معه, لاعادة كل دولار مسروق على يد اصحاب الكروش المتخمومة باموال الشعب, ليكونوا عبرة لغيرهم.

ولا أحد فوق القانون... وما ضاع حق وراءه مطالب.

 

السويد

 

free web counter