| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

الأحد 16/1/ 2011

 

لله يا محسنين

راهبة الخميسي

ألقيت مسؤولية توفير لقمة العيش لبعض الاسر العراقية التي تعاني من الفاقة, على كاهل الاطفال الصغار, وخاصة اليتامى منهم, الذين لا معيل لهم ولعوائلهم, فتركوا الدوام في مدارس العلم, ليمتهنوا التسول في الشوارع والطرقات, والساحات العامة, أو على أبواب المساجد والجوامع والاضرحة ومختلف دور العبادة, لاستعطاف الناس من أجل جمع المال.

وانتشر هذا المشهد المؤلم بشكل ملفت في الآونة الاخيرة في مدن العراق الحبيب, فمن هو المسؤول عن هذه الظاهرة المؤلمة, وماهي تداعياتها وتأثيراتها على جيل العراق الذي نعوّل عليه, بل على العراق بشكل عام كوطن؟

وماهي الحلول للحد من انتشار هذه الآفة التي ستقود الطفل الى الجريمة أو الانحراف السلوكي, وتعلمه الدجل والتضليل؟ ومن ثم الوقوع في شباك عصابات الارهاب والجريمة.

أليس التسول هو بداية الطريق للانحراف؟

لقد عانت شعوب كثيرة من خطورة حالة التسول, التي كان العامل الاقتصادي من أهم مسبباتها.
وأصبح التسول من أبرز مظاهر التخلف الاجتماعي الذي يسيء للوطن ومواطنيه. فهو داء خطير يتفشى بسرعة, وتعجز كل الجهود من اجل القضاء عليه اذا استفحل, أو أصبح مهنة يصعب التخلي عنها.

لقد وّقع العراق على إتفاقية دولية في حقوق الطفل, والتي هي من أهم اللوائح في حقوق الانسان,. أفليس من واجب الحكومة الالتزام بتوفير العيش الامن لاطفال العراق؟

على الدولة أن تضع أسرع الحلول المناسبة لهذه المشكلة, وأن تتظافر وتتكاتف جهود الجهات المعنية في العراق.
وأن لا تنسى الجمعيات الخيرية دورها في هذا المجال.
وأن تعالج الدولة مشكلة البطالة, وتوفر فرص العمل للقادرين على العمل.
وأن يدرس القانون هذه الحالة, وأن تقوم الدولة باحتواء المواطنين المسنين.
وأن يتعزز دور المؤسسات الانسانية لتلبية احتياجات المعاقين والمتشردين, وتأمين العيش للعدد الكبير من أرامل العراق وأيتامه الذين هم ضحايا الحروب التي خاضها العراق.

كي لا تتفاقم ظاهرة التسول وتنتشر, فيبتلي العراق بمواطنين مرضى نفسياً, يشكلون عبئاً على انفسهم وعلى الوطن.
والالتزام بنظام الرعاية الاجتماعية للاسرة. والذي يؤمن الاخير بدوره بقاء الطفل على مقاعد الدراسة لتأمين مستقبله, وعدم انزلاقه للاعمال الرخيصة هذه, مفترشاً الشوارع ليؤمن لقمة العيش الى هؤلاء الكبار من عائلته؟

إضافة الى ذلك فسوف يكون هذا الطفل المسكين صيداً سهلاً للانزلاق في شبكات الجريمة والارهاب’ وعرضة لشتى الامراض النفسية المعقدة التي من شأنها أن تحوله الى إنسان غير سوي, يمارس الجريمة والقتل والاحتيال, وابتزاز الاموال بشتى الطرق.

وتقول الاحصائيات الاخيرة في العراق بأن حوالي 25% من سكان العراق يعانون من الفاقة, وهم تحت خط الفقر, والكل يعلم ماذا يسفر عن الوضع الاقتصادي المتردي, اذا تزامن معه انعدام الامن!!!

فيا سلطة القانون حذار من سحق كرامة الجيل واسقاطه في هاوية.

وصه يا وطن .!!!

 

السويد

 

free web counter