| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    الثلاثاء 14/8/ 2012

 

وطن مهاجر

راهبة الخميسي

في ظل المتحكمين بمصائر الشعب ومقدراته, يتفاقم حجم الكارثة التي حلت بابناء العراق, والتي كان نصيب الاطفال منها الجزء الاكبر .

يتفرج كل العالم ويشاهد حالة البؤس,  وقساوة الجوع الذي يتضور منه اطفال العراق الابرياء, وعلنا عبر الفضائيات والصور التي تعرض على مواقع الفيس بوك, ومواقع التويتر وغيرها, يرى العالم كيف ان طفل العراق الفقير يلجأ الى النفايات والمزابل كي يقتات منها ويسد رمقه, طفل العراق الذي يصنف بلده من اغنى بلدان العالم, ممتلكا احتياطيا كبيرا للنفط, متربعا على نهرين عظيمين عقمتهما السلطات  عن انجاب الخيرات والزرع.

كيف تحول هذا الشعب الى حالة الفقر والتسول؟ انها والله لجريمة كبرى لم يكتب تاريخ العراق مثيل لبشاعتها.

هل سيتسارع الشعب ليدعم قوائم اللصوص الذين ينتظرون يوم الانتخابات القادمة؟ مثلما انتخبهم واوصلوا بعض ابناءه الى المزابل ؟

ما الذي يخدش حياء المسؤولين؟

هل يعلمون بانهم بما فعلوا باطفال العراق انما سلموهم مفتاح الحلم مبكرا, ولسوف يكبر الصغار....سيصبح نحاتا عالميا من لعب بالطين بدل اللعب بلعب الاطفال, سيصبح ثائرا من تجرحت مشاعره وانحنت امه لتقبل ايادي من منحها لقمة كي تطعمه, سيصبح فنانا او اديبا مبدعا من تضور من الجوع... فان العود انما صفا صوته لخلو جوفه.

اللعنة على كل من سرق لقمة الفقير.

اللعنة على كل من غفت عيناه في ليلة ارقت وادمعت عيون الامهات.

اللعنة على من عام في مستنقع الظلام

...........

عيد الفطر قادم ..... والمسؤول صائم

كيف يفكر المسؤول, ماذا سيلبس طفله يوم العيد؟

كيف تفكر البرلمانية العراقية, وعلى اية مائدة فخمة للافطار ستقول... ربي تقبل مني صيامي, وهل يخطر في بالها حيرة ارملة, أو افطار فقير, في نفس الوقت وذات البلد وعين السبب؟

على اي غد ينوي حكام العراق...وهل فكر واحد منهم ان يرى اطفاله ولو ليوم واحد دون لقمة أو فراش ينعمه في نومه, ودون هواء بارد يقيه لهيب السموم الحار الذي يحرق اجساد غيره من اطفال الفقراء؟؟

هل جرب واحد منهم ان يعتبرها تجربة معايشة, ليشعر من  خلالها بوضع الفقير في بلده ولو ليوم واحد دون زاد أو فراش؟ أو كأن يكتفي بتمرة وكأس ماء فقط لافطاره بديلا عن الولائم الرنانة؟

هل تساءلت الحوزات الدينية أين تذهب اموال الخمس ولمن توزع ؟

وهل يظن المتنفذون ان الناس يصل بهم الحال الى ان يصدقوا أكاذيب اكساء الفقراء من خلال دور الرعاية في العراق؟ أفهل أن كل فقراء العراق يتمثلون بالعشرات من الاطفال الذين صادفتهم التفاتة دورالرعاية فقط؟ والذين لا يتجاوز مجموعهم عدة مئات بالعدد؟ ام ان هنالك الاف والاف الاطفال الذين لم يحظوا بلمسة من الرحمة؟.

الا تخجل الفضائيات وهي تعرض للعيان, كيف تذل الفقراء حين تمنحهم من مكرماتها فينحنون بالشكر ويطلقون دعواتهم بالتوفيق وطول العمر لمن يرحمهم بعطاء؟ اليس هذا هو ما يقال عنه (عهر النية براس المساكين)؟

العيد قادم ياعراق, وسوف يودعك رمضان الخير وفي قلبه غصة, في عينيه دمعة, وفي داخله حسرة, وأمنية في أن يرى فقراءك يلبسون ثوباً جديداً يسمونه ثوب العيد.

عيناي تحدق بك على البعد

يا زائري

بأية وقاحة أنت مقبل عليّ

......

هل تدرك ايها العيد

انني استقبلك ببطن أخمصها الجوع

وبجسد أحرقته حرارة الشمس

رث أحتمي بالعراء

لاني ....فقير

أتدري يا زائري

انني ادوس حافيا على أرض الثراء؟

أمتلك نفطا ومالا

وليس لي منها سوى وهم هراء

أحدق بك فلا أراك

المسك فتنفقأ بين اصابعي الغضة

فقاعة أضلت الطريق

أزرعك زهرة بيضاء بين المقابر

أسقيك وهم العيد

تنمو....وتسافر

أنتظر

وأبتهل

ثم أكابر

أيها العيد اذا أدركتني

فتذكر أنني

طفل صغير

وطني عني مهاجر

 
السويد
 14آب2012



 

free web counter