| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    الأربعاء 13/4/ 2011

 

وقفة مع كوردستان

راهبة الخميسي

كان العراق قبل الحرب العالمية الاولى 1914 جزءا من الدولة العثمانية, وفي عام 1916 , إتفقت كل من بريطانيا وفرنسا على اقتسام ممتلكات الدولة العثمانية, حسب إتفاقية (سايكس بيكو), على أن يكون العراق, وشرق الاردن, وفلسطين, تحت الادارة البريطانية, وتكون سوريا ولبنان , تحت الادارة الفرنسية, وهكذا تم ما أتفق عليه بعد إنتهاء الحرب عام 1918.

وكان العراق يتكون من ثلاث ولايات إدارية, هي ولاية الموصل, وولاية بغداد, وولاية البصرة.
وفيما يخص ولاية الموصل, فانها كانت تضم الاقسام الشمالية من العراق, بما فيها إقليم كوردستان.
وعند تأسيس الدولة العراقية عام 1921, باسم المملكة العراقية, صدر دستور العراق عام 1925, والذي تضمن أن العراق يتكون من قوميتين هي العربية, والكوردية, والمكونات القومية والدينية الاخرى, ولكنه تجاهل حق الكورد في أمورهم القومية, خاصة إن السلطات التي حكمت العراق آنذاك, إنفردت الى حد كبير في القرار السياسي, وتجاهلت حق الكورد في حقوقهم, مما أدى الى حدوث حركات وثورات, مثل ثورة الشيخ محمود الحفيد, وثورة البرزانيين, وتعرض الكورد الى القمع والمطاردة.

وقد خرج البرزانيون من العراق بعد عام 1945, بأعداد كبيرة الى الاتحاد السوفييتي.
وبعد ثورة 14 تموز عام 1958, طالب البرزانيون بقيادة الملا مصطفى البرزاني, بالعودة الى الوطن, ووافقت حكومة الثورة على عودتهم, وجرى لهم استقبال كبير في موانيء البصرة, وكان الزعيم عبد الكريم قاسم قد استقبل بنفسه الملا مصطفى البرزاني , وكانت الجماهير قد استقبلتهم حينها إستقبال الابطال.
ولكن مطالب الكورد لم تجد آذاناً صاغية من حكومة الثورة, مما أدى الى قيام إنتفاضة الكورد في أيلول عام 1961, للمطالبة بحقوقهم القومية.
وكان للقوى الديموقراطية في العراق, موقف وطني متميز, وعلى رأس هذه القوى, كان الشيوعيون العراقيون, حيث رفعوا شعار (السلم في كوردستان), من أجل اخوانهم الكورد, وقد تعرض عدد كبير منهم الى الاعتقال, والسجن, والفصل, والمطاردة.

وفي الثامن من شباط الاسود 1963, حدث الانقلاب الدموي, وتعرض خيرة أبناء العراق, الى القتل, والسجن, وشنت حملة عسكرية كبيرة ضد كوردستان بسبب الشوفينية التي يحملها قادة الانقلاب آنذاك.
وفي عام 1966, قدم عبد الرحمن البزاز, رئيس الوزراء آنذاك, ورقة لحل المشاكل بين العرب والكورد, وقد وجدت هذه الورقة صدى في الاوساط السياسية الكوردية, وقام الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف, بزيارة الى المرحوم الملا مصطفى البرزاني, ولكن الاتفاقية لم تنفذ, بسبب ضغوط العسكر آنذاك, ثم إتفاق 11 آذار 1970 , وما تلاه من تطورات,(لا ندخل فيها لانها جزء من التاريخ المعاصر للعراق).

كلمة أخيرة للاخوة الكورد, هي أن يتذكروا أن لهم أخوة في الوسط والجنوب من الوطن الحبيب, كانت لهم وقفة تاريخية معهم, من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة.

 

السويد
 

 

free web counter