| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    الأحد 13/3/ 2011

 

أمير (اللواء الركن نعمان داخل)

راهبة الخميسي

أعلنت هيئة النزاهة العراقية التابعة لمجلس النواب, أنها نصبت كميناً لأحد الضباط العراقيين, ومسكته متلبساً بجريمة الرشوة, حيث كان متفقاً مع أحد المقاولين, على دفع مبلغ 50 ألف دولار, مقابل عمل متفق عليه مع المذكور, وتم اكتشاف أمره, ثم مسكه وتجريده من رتبته العسكرية, إلا أن المجموعة المرافقة للضابط, والمعروفة بوحدة التدخل السريع, إصطدمت مع هيئة النزاهة, وأصابت عدداً من أفراد الهيئة, ومكنت الضابط المذكور من الفرار.

تعيدنا هذه الحادثة الى الوراء, لفترة زمنية تمتد الى بداية تأسيس الجيش العراقي في 6 كانون الثاني 1921, وكان الضابط الذي وضع أول نواة للجيش, هو المرحوم جعفر العسكري, الملقب بأبي الجيش العراقي, حيث كان أول فوج هو فوج موسى الكاظم.

لقد بذل هذا الرجل العراقي جهداً كبيراً, في توسيع الجيش العراقي الوليد في العدة والعدد, خاصة وان ما كان موجوداً من أسلحة لدى العشائر العراقية, يفوق كثيراً عما لدى الجيش, ولكن ماذا حصل لهذا الرجل الوطني؟!

ففي عام 1936, قام الفريق بكر صدقي, بحركة تمرد, وعندها حاول الفريق جعفر العسكري, الاتصال بالقوى المتمردة, وركب سيارته, ذاهباً الى منطقة خان بني سعد الواقعة بين بغداد وبعقوبة, للقاء قادة هذا التمرد, وحين وصل الى هناك, تم إلقاء القبض عليه وإعدامه من قبل المتمردين, وهكذا خسر العراق ضابطاً فذاً, ورجلاً وطنياً هو أبو الجيش العراقي, جعفر العسكري, ولم يكن في رصيده دينار واحد حينها!!!!

ثم قامت ثورة 14 تموز, وأطيح بالنظام الملكي, وقتل من قتل من رجالات الحكم آنذاك - المتهمون بالعمالة والرجعية -, وبعد التدقيق بسجلات وحسابات هؤلاء العملاء كما كانوا يصفونهم... لم يعثر الباحثون في حسابات الملك فيصل الثاني, والوصي عبد الاله, والباشا نوري السعيد, أية مبالغ أو حسابات.

ومن الاحداث التي يذكرها الباحثون, ان ديوان الرقابة المالية, حين تدقيقه لقوائم الصرف, عندما أوفد رئيس الوزراء نوري السعيد باشا الى تركيا, بزيارة رسمية, إتضح أن القوائم المصروفة, كانت قد تجاوزت المبلغ المخصص لمثل تلك الايفادات, بمبلغ 50 دينار عراقي, فأرسلت الدائرة المعنية كتاب الى الباشا نوري السعيد, تطالبه فيه باعادة المبلغ المذكور الى خزينة الدولة من حسابه الشخصي, وقسط المبلغ لاستقطاعه من مرتبه, لعدم تمكنه من دفعه مرة واحدة.

وتعيدنا حادثة نعمان داخل (اللواء الركن), الى أسماء لامعة من السجل العسكري للجيش العراقي, وهم كثر, ومنهم أمير اللواء الركن غازي الداغستاني, الضابط اللامع, الذي وقف في قفص الاتهام عام 1958, ومات منفياً في لندن, ولنذكر أيضاً, الفريق رفيق عارف, رئيس أركان الجيش لغاية 14 تموز 1958, عندما طلبه الملك حسين(ملك الاردن), للحضور الى عمان لأمر هام, عندما كان العراق والاردن في وضع اتحاد, وأبلغه أن هنالك حركة يستعد لها بعض الضباط العراقيين لإسقاط النظام الملكي في العراق, ولكن هذا الرجل أنكر ذلك رغم علمه, وكانت ثورة 14 تموز 1958 .

ونذكر الضابط العراقي البطل عمر علي, الذي شارك في حرب فلسطين 1948 وكانت له صولات وجولات.
ونذكر الزعيم عبد الكريم قاسم, الذي حكم العراق للفترة 1958-1963, ولم يكن في جيبه غير دينار وربع, فلقد كان يوزع راتبه على الفقراء.

ولابد لنا أيضاً أن نذكر عبد الرحمن عارف, رئيس جمهورية العراق, عندما أسقطه الانقلابيون في 17 تموز عام 1968, وقرروا إبعاده عن العراق, ولم يكن لديه أية مبالغ, وصرفت له سلفة مقدارها 3000 دينار عراقي, على أن تستقطع من راتبه التقاعدي.

نتذكر...ونتذكر
ونعود لنسأل اللواء الركن نعمان داخل:
أين تضع نفسك يا أيها اللواء من هؤلاء الذين هم برتبتك؟

وهل يقبل واحد من هؤلاءالافذاذ, ان تكون أنت أو من مثلك مراسلاً لهم؟
هل من المعقول أن يكون شخص مثلك مؤتمناً على العراق؟
أسفنا عليك يا عراق, أن يكون هؤلاء هم حماتك, والشرفاء من أبناء جيشنا الباسل, على قارعة الطريق.

وأخيراً أقول :
يا أيها اللواء الركن ان مزبلة التاريخ تنتظرك وأمثالك, لأنكم لطختم تاريخ وصورة الجيش العراقي.
ولكن سوف يأتي اليوم الذي تعود فيه الصورة المشرقة لجيشنا الباسل.

 

السويد

 

free web counter