|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  10  / 12 / 2020                          راهبة الخميسي                                   كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 
 

 

اليوم العالمي لحقوق الانسان تحت شعار:
(اعادة البناء بشكل افضل - قوموا ودافعوا عن حقوق الانسان)

راهبة الخميسي
(موقع الناس)

منذ عام 1948 وبعد صدور وثيقة حقوق الانسان التي تعد من اهم الوثائق بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الان، والعالم يحتفل بمناسبة صدور قرار الجمعية العامة للامم المتحدة والمؤرخ في اليوم العاشر من شهر ديسمبر، حول حقوق الانسان، والذي كان تحت شعار (الناس جميعا يولدون احرارا متساوون في الحقوق والكرامة)، ومن حق الانسان التمتع بكل الحريات والحقوق المثبتة في الاعلان المذكور دونما أي تمييز بسبب اللون او الجنس او الدين او اللغة او الاراء السياسية او الاصل الاجتماعي او الوطني او الاقليم الذي ينتمي اليه الفرد, وان لكل شخص حق في الحياة والحرية والامان.

وساوى القرار في ديباجته الرجال والنساء في الحقوق والكرامة.
ولقد تفرعت من هذا القرار بروتوكولات واتفاقيات حقوق الطفل، وحقوق المرأة، واتفاقيات القضاء على التمييز بكافة أشكاله.
وكان لهذا الاعلان العالمي ثقله بين كافة شعوب العالم واممها.

ان بنود هذا القرار جاءت من اجل البشرية كلها ولم تميز اي شخص عن شخص آخر بأي حق من حقوق الانسان على اساس الكرامة والحرية والعدالة والسلام، ومن اجل تنمية الفرد وبالتالي تنمية المجتمع البشري كله.

وقد نظمت حملات سنوية عديدة بهذا الشأن، مثل حملة الكرامة والعدالة للجميع، وحملة عدم التمييز لحماية الفئات الاضعف في المجتمع، وغيرها من الحملات الاخرى وكلها تهدف للعدالة بين ابناء البشرية كافة.

ولكن على الرغم من هذا الصوت الذي جاء من أجل الانسانية، يعيش عراقنا الان زمن الانتهاكات والعمليات الارهابية والكوارث التي تزداد وتتصاعد يوماً بعد يوم.

عراقنا الذي يعاني الانسان فيه من شتى انواع الانتهاكات والعنف المستمر، والتهجير والقتل الوحشي، والاختطافات والاعتقالات والقمع والموت المجاني، والتهديد والاغتصاب والابادة على يد قوى الظلام والمافيات المستهترة التي انتشرت في كل مكان من بلدنا النازف، وجعلته يتجه الى الهمجية والتخلف والفقر، وان قواه السياسية الحاكمة تقتدي بالانظمة المتخلفة من الدول الاخرى، وتعجز عن اي اصلاح للخراب الذي حصل ويحصل.

ان التردي في العراق بكل مفاصل الحياة مستمر، بل هو في ازدياد، وتكاد معظم الحقوق الانسانية التي ناضلت من اجلها البشرية عبر هذا التاريخ الطويل، تكاد ان تطمر وتوأد ، لتعود بالعراقيين الى دهور تجاوزتها الطبيعة والقوانين.

التيارات المعادية، وميليشيات الولاء للدول الطامعة بالعراق والهادفة لتخريب بنيته، مافيات القتل والسرقة والاعتداء على حرية وحياة المواطن، تفشت مثلما يتفشى الوباء واحرقت امال الفرد العراقي وتطلعاته للعيش الامن الرغيد.

وقد كان لاجتياح جائحة كوفيد-19 حمل كبير زاد من معاناة المواطن العراقي مسلوب الحقوق، والذي يثقل كاهله انعدام العدالة والمساواة والتمتع بالامن، ويهيمن عليه شبح القتل والموت المجاني على يد المافيات المجرمة التي تغلغلت في كل الاماكن.

لقد خصص يوم حقوق الانسان هذا العام بموضوع جائحة كورونا، والذي يطالب بالتركيز على بذل الجهود لضمان تعافي الانسان وضمان رعايته، فكيف سيصل المواطن العراقي لتحقيق هدفه بالتمتع بحقوق الرعاية الصحية وهو فاقد لكافة الحقوق الانسانية، في ظل كابوس دولة لا تهمها حياة المواطنين، وليس امامها اهداف لتحقيق عدالة اجتماعية تؤمن للفرد راحة العيش والاستقرار؟!

وكيف سنصل لاعادة بناء وطننا من جديد ويتحقق ضمان حقوق الانسان ويتعزز العدل والمساواة وضمان هذا العيش الكريم الامن الذي هو من اهم الحقوق المشروعة؟

تحية لذكرى هذا اليوم العالمي، وتحية لكل انسان يحمل فكراً نيراً، وساعداً يعمل من اجل العدالة البشرية، وكرامة الانسان، وتمتعه بحقوقه الكاملة.

 

* ناشطة مدنية - السويد
 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter