| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

راهبة الخميسي

 

 

                                                                                    الثلاثاء 10/6/ 2012

 

حذار من غضب الحليم

راهبة الخميسي

أدى الرئيس المصري الجديد (محمد مرسي), اليمين الدستورية كأول رئيس لمصر, منتخب في الجمهورية الثانية, وهو زعيم لتيار اسلامي(جماعة الاخوان المسلمين) الذي أسسه (حسن البنا) منذ اكثر من ثمانين عاماً, في الساحة السياسية المصرية.
وقد حدثت صدامات مختلفة بين هذا التيار والسلطات المصرية منذ زمن الملك فاروق, انتهت باغتيال حسن البنا في اواخر الاربعينات من القرن الماضي.
وبعد قيام ثورة يوليو 1952, حاول جماعة الاخوان المسلمين اغتيال عبد الناصر وفشلوا, وأدى ذلك الى صراع مريرتعرض خلاله العديد منهم الى السجن, وفي الستينات صدر الحكم باعدام منظر الحركة آنذاك(السيد قطب), وتم اعدامه.
وبعد وفاة عبد الناصر في ايلول 1970, جاء أنور السادات الذي أعطى فسحة من الحرية للاسلاميين, وقد كان جزاؤه منهم هو القتل في حادثة المنصة المشهورة عام 1981.
ثم تلاه حسني مبارك, فمد الاسلاميون جذورهم داخل الطبقات المسحوقة من الشعب المصري, واستطاعوا الدخول الى البرلمان, وايصال صوتهم. وبعد ثورة يناير وسقوط النظام السابق, حدثت تطورات كبيرة في الساحة السياسية المصرية, انتهت بالانتخابات الرئاسية, وفوز محمد مرسي بالاغلبية البسيطة على منافسه أحمد شفيق.
وهذا يذكرنا بالانتخابات البرلمانية العراقية التي انتهت ب 91 مقعد للعراقية مقابل 89 مقعدا لدولة القانون.
والفارق ان الساسة المصريون قبلوا النتيجة, أما الساسة العراقيين, فقد رفضوها وأدخلوها في متاهات طائفية, وتكتلات لم يألفها الشعب العراقي سابقاً, وأدت الى مانحن عليه الان من تشرذم سياسي.
لقد أعلن السيد محمد مرسي بعد فوزه بالانتخابات, أعلن عن استقالته من زعامة الحزب الذي ينتمي اليه, وأعلن ايضا أنه على مسافة واحدة من جميع المصريين.
وهنا تأتي المقارنة التي تفرض نفسها وهي موجهة الى السادة المسؤولين العراقيين, وعلى رأسهم السيد نوري المالكي, الذي هو الان في موقع قيادة الدولة, ولايجوز أن يبقى رئيساً لحركة سياسية تمثل لوناً واحداً من الشعب, فقد كان الاجدى به أن يعلن عن استقالته من رئاسة الحزب الذي يقوده, فور اعلانه رئيساً للوزراء, ليكون قدوة للاخرين من الوزراء من مختلف الكتل الطائفية التي ابتلى بها, وبهم عراقنا المتحضر سابقاً, والذي كان محط انظار شعوب المنطقة أيام الملكية وحتى بعد ثورة 14 تموز عام 1958, والى ان جاء نظام صدام وجر العراق الى ماهو عليه.
لقد أعلن الرئيس المصري الجديد, أن مصر(دولة مدنية).....
فهل تجرأ السيد المالكي, وأعلن في خطاباته ان العراق دولة مدنية؟؟
وهل أعلن عن فتح صفحة جديدة لكل العراقيين؟؟
ان الرئيس المصري يحيي قواته المسلحة, واجهزة الدولة الامنية, التي قضى فترة طويلة من حياته داخل سجونها, ليفتح صفحة جديدة أمام شعبه.
لا نريد من كل ما سبق, أن نبيض وجه النظام المصري الجديد...إطلاقاً!!!
ولكن ما قاله محمد مرسي أمام شعبه, يشير الى توجه وطني صحيح, يبعد الشعب عن الانشقاقات, لأن سياسة لي الاذرع لا تحقق التقدم والتطور, ولا الاستقرار.
لقد قال السيد المالكي قبل بضعة أيام, ردا على البرلمان الذي جاء به رئيساً للوزراء,( يجب أن يحاسب البرلمانيون على افعالهم قبل محاسبتي) وهذا الكلام غير موجود في ابسط الانظمة الديموقراطية, فهو يريد محاسبة من جاء به لهذا الموقع الحساس.

كلمة اخيرة لكل الساسة العراقيين:
لقد مضت عشر سنوات على التغيير في العراق, ولم يقدم لهذا الشعب الكريم شيئاً حتى من ابسط مقومات الحياة, والملايين من العراقيين الان دون سكن وتعليم وخدمات مختلفة, بالوقت الذي فيه العراق الان في افضل حالاته المادية حسب الاحصائيات والميزانيات المليارية..
ولكي نضع العراق على الطريق الصحيح, لابد أن ننظر الى النقاط الجوهرية المهمة التالية:
1- اصدار قانون للاحزاب على أساس وطني, بعيداً عن الطائفية والمذهبية.
2- فصل تام بين السلطات, التنفيذية, التشريعية, والقضائية.
3- إعادة بناء الاجهزة الامنية على أسس وطنية, وطرد المرتشين والطائفيين.
4- إعادة النظر في المناهج التعليمية من المراحل الاولى وحتى الدراسات الجامعية.
5- دعوة كل الكفاءات الوطنية من داخل وخارج العراق, للمساهمة في بناء العراق وإنتشاله مما هو عليه الان.
6- التحاور مع الكتل السياسية المخالفة لتوجهات السلطة, لايجاد صيغة وطنية يتفق عليها الجميع.
7- ضرب المفسدين الذين عاثوا بالبلاد فساداً, والتخلص منهم, لانهم الآفة التي نخرت جسد الدولة العراقية.
8- البحث مع الاخوة الكورد, عن صيغة تجنب البلاد التناحر والتفكك, حيث ان اغلب الدول في العالم تتعايش على اختلاف طوائفها ومذاهبها وقومياتها, على اساس ميثاق وطني متفق عليه.
وما عداه... فان الشعب العراقي لن يسكت طويلاً...والحذر...الحذر من
غضب الحليم!!!


السويد
7- تموز- 2012



 

free web counter