| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رواء الجصاني

jassaany@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 8/2/ 2008



الجواهري والانقلاب الفاشي عام 1963

رواء الجصاني

فور وقوع الجريمة السوداء في الثامن من شباط 1963، انتفض الجواهري – كما هو عهده – منحازاً لجماهير الشعب وكادحيه وقواه الديمقراطية التي استهدفها الانقلابيون البعثيون... متجاوزاً هذا العتاب او ذلك الخلاف في الرأي والموقف، ليعلو صوته هادراً في قصيدته الثائرة : "يا دارة المجد ودار السلامْ، بغداد يا عقداً فريد النظامْ" ... ومن بينها البيت الشهير: "يا عبد حرب وعدو السلامْ، يا خزي من صلى وزكى وصامْ" عن الزعيم "الرسمي" للفاشيين...
... وبُعيد الحدث الأشأم ومجازره الدموية بفترة وجيزة، انتخب الجواهري رئيساً لحركة الدفاع عن الشعب العراقي، التي انبثقت في براغ لتتابع، وتدعم النشاطات المعارضة، والاعلامية بشكل خاص، في تنوير الرأي العام العالمي بحقيقة الحكم الأسود وقيادييه من شوفينيين وعنصريين وظلاميين، وبما تسببه من كوارث راح ضحيتها العشرات من قادة الحركة الوطنية والثورية العراقية، عسكريين ومدنيين، والمئات من المناضلين من اجل التحرر والديمقراطية... ولقد ضمت اللجنة العليا لتلك "الحركة" التي نتحدث عنها اقطاباً سياسيين ومثقفين بارزين عديدين نذكر من بينهم نزيهة الدليمي وفيصل السامر وصلاح خالص وذو النون ايوب ومحمود صبري، وكذلك جلال الطالباني في فترة لاحقة...
... وإذ يطول الحديث والتوثيق عن مواقف الجواهري الكبير في هذه الفترة الأبشع في تاريخ البلاد، يبرز أولاً، جمع من قصائده المتفردة ولعل الأهم منها، مطولته المعنونة "سلاماً إلى أطياف الشهداء الخالدين" من قادة الحركة الوطنية العراقية الذين اغتيلوا، وصمدوا ببطولة نادرة تحت التعذيب الرهيب وحتى الموت. ومن بين أبياتها: "سلاماً وفي يقظتي والمنامِ، وفي كل ساع وفي كل عامِ، تهادي طيوف الهداة الضخامِ، تطايح هاماً على اثر هامِ، سلاماً وفي كل ما استعيدُ من الذكريات وما استفيدُ، سلاماً مصابيح تلك الفلاة، وجمرة رملتها المصطلاة.. ولاة النضال حتوف الولاة... سلاماً على جاعلين الحتوفْ ممر المواكب جسر الزحوفْ"... وقد جاءت فيها تصريحاً لا تلميحاً، اسماء كوكبة من قادة الشعب وحركته الوطنية: سلام عادل وجمال الحيدري ومحمد حسين ابو العيس وتوفيق منير وطالب عبد الجبار... وهم ممن كانوا والشاعر في علاقة صميمية متبادلة...
وبهذا السياق ايضا، تجدر الاشارة، وان في عُجالة، الى ما تم تسجيله في الجزء الثاني من مجلد "ذكرياتي" للجواهري، والذي تحدث فيه عن جملة من الشؤون ذات الصلة بالانقلاب الفاشي... والتي نعد ان نتوقف عندها بمزيد من التفاصيل والتوثيق في فترة لاحقة.

 


 

Counters