| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رواء الجصاني

jassaany@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 7/4/ 2008



الجواهري وأهل البيت

رواء الجصاني

برغم كل الهموم الوطنية والانسانية التي حمل ثقلها "اختياراً لا كما الناس يشاؤون اضطرارا"، كان الجواهري لصيق "أحبابه الأغلين من قطعوا ومن وصلوا"، من أهل بيته، الأقربين، يكن لهم عاطفة "لا تجارى"، وتلك هي سمة الشاعر، الانسان، قبل كل هذا وذاك...
ففي معمعان شعره الغاضب، ودويّ تمرده الجامح على الرتابة والخنوع، وجد صاحب "أنا حتفهم" و"خلي الدم القاني يسيل" و"يوم الشهيد" و"موطن الأبطال" وغيرها من الروائع، فسحة ليكتب أكثر من قصيدة "عائلية"، ومن بينها عام 1939 حين نعى زوجته الأولى التي "تكنى بما تلدُ"، وأخرى عام 1951 مجّد فيها والدته في "الرحيل والمقام" ... كما ناغى خلال ذلك القصيد "العائلي" طفلتيه اللتين يقتنص منهما "الخيال والعطر والظلالا" سنة 1962، وجدد الوفاء لزوجته "حلوة المجتلى" – 1974، وناجى شقيقته "فرحة العمر" - 1977 " ... وكل ذلك بشعر لا أرق منه، وإن شمل أبيات عديدة، طعمت العاطفة بفلسفة الجواهري في التحدي والمواجهة والشموخ.
ويصف الجواهري أولئك الأقربين إليه في عديد من قصائده، الشاملة، أو الخاصة، بنخبة اللذات مرة، وبالأغلين مرات أخرى، وفي جميعها يبثهم الحنين والشوق، والحب والوفاء، وحتى يكاد يطبق "جفناً على جفن" ليبصرهم، بل ويفتديهم، كما في القطعة الأخيرة من عصمائه "دجلة الخير" عام 1962.
وفي ترابط مع ما تمت الإشارة إليه، بل وتوثيقاً له، يخال للمتابع بهذا الشأن، أن الشاعر الكبير لم يكتف بالتعبير عن عواطفه تجاه الأهل شعراً. لذلك أباح بما يكنه لهم من عاطفة عميقة، وبكل مباشرة، حين كتب عنهم في مقدمة ديوانه (1961): "إلى قطع متناثرة من نفسي هنا وهناك... أهدي ديواناً هو خير ما أهديته إليهم في حياتي كلها، وقد لا أقدر أن أهدي إليهم شيئاً بعده". وهم الذين مشى بهم "خبباً في طريق الآلام" وصبروا معه على كل ما انزله بسوحهم "من أذى وحرمان وخوف وقلق..." وهو يصارع التخلف والجور والطغاة، طيلة عقود وعقود، وعلى طريق الثورة والتنوير.


مع تحيات مركز الجواهري في براغ
www.jawahiri.com



 


 

Counters