| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رواء الجصاني

jassaany@yahoo.com

 

 

 

الأربعاء 7/11/ 2007



محطات في تسعينات الجواهري

رواء الجصاني

مثلما كانت الحال عليه في عقود حياته الثمانية السالفة، حفلت تسعينات الجواهري بالكثير والجديد من الشعر والرؤى والمواقف، وخاصة تجاه ما كانت تشهده البلاد العراقية من أوضاع مأساوية وهموم وشجون لا تحصى، في ظل سلطة الحروب والشوفينية والارهاب...
وعلى مدى الأشهر الأخيرة من العام 1990، والأولى من العام 1991، انصب جل اهتمام الشاعر والرمز الوطني الكبير بتداعيات غزو جيش النظام العراقي للكويت، والحرب التي شنت عليه لاخراجه بالقوة العسكرية، ثم ما آلت إليه الأمور جراء تلك الاحداث... وقد شارك الجواهري بُعيد انتهاء الحرب في مؤتمر لقوى وشخصيات عراقية معارضة، انعقد في بيروت ربيع عام 1991، وسجل خلال حضوره ذلك المؤتمر أكثر من مؤشر مهم وبارز، وفق شهود ومشاركين يُعتد بآرائهم.
... وفي الأعوام الثلاثة الأولى من تسعينات القرن الماضي، وهن تسعينات الشاعر في آن، استمر الشيخ الجليل في اللااستقرار على أبسط وصف، متنقلاً بين عواصم شتى من بينها بودابست التي أقام فيها بضعة أشهر... فضلاً عن مستقريه في دمشق، وبراغ، التي غادرها لآخر مرة في خريف العام 1991 إلى العاصمة السورية، ومنها إلى لندن ليقضي فيها أسابيع قليلة، نكب خلالها برحيل زوجته "آمنة" والذي كان لوقعه أبلغ الأثر والتأثير في حياة الجواهري طيلة سنواته الأخيرة...
وخلال العامين 1992 – 1993 لبى الجواهري الكبير زيارات ودعوات قيادات رسمية وثقافية عديدة: إلى طهران حيث نظم له برنامج حافل شمل لقاءً مع المرشد الأعلى الايراني السيد علي خامنئي، وإلى أبو ظبي، لتسلم جائزة العويس الخاصة به، ثم إلى الرياض ضيفاً على الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي آنذاك، في فعاليات مهرجان الجنادرية السنوي، وإلى القاهرة للمشاركة في مئوية "دار الهلال" واستقباله من الرئيس حسني مبارك، ومنها إلى عمان بضيافة العاهل الأردني الراحل، الملك الحسين بن طلال...
ومما يوثقه لنا سجل الجواهري الشعري في النصف الأول من تسعينات القرن الماضي، وحتى آذار 1994 تحديداً، ثماني قصائد وقطع شعرية في الأخوانيات والرثاء والمناسبات التي تطرقنا إلى بعضها في السطور السابقة، ولعل من أهمها داليته في مئوية "الهلال" عام 1992.
أخيراً، وفي هذا التوثيق الموجز لتسعينات الشاعر الكبير، تجدر الاشارات السريعة أيضا الى تقليده الوسام الأردني الأرفع عام 1992، ومنحه جائزة "رابطة احياء التراث العربي" في استراليا لعام 1993، والى الحفل الكبير الذي اقيم له في دمشق بمناسبة تكريمه بالوسام السوري الأول عام 1995... ثم لتبدأ بعد ذلك بأشهر معدودة معركة "الموت اللئيم" و"طيفه"، وحتى السابع والعشرين من تموز عام 1997، تاريخ الرحيل المؤسي.
 


 

Counters