| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رحيم الحلي

arsrks@yahoo.com

 

 

 

 

السبت 9/6/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


سلاما لشهيد الغربة المناضل حميد ظاهر أبو رياض


رحيم الحلي

انطبعت صورته في ذاكرتي ، حين رايته أول مرة ، في أدائي امتحانات الصف السادس الابتدائي عام 1969 ، في منطقة الإبراهيمية في مدينتي الحلة الفيحاء ، ينظر إلينا بود وحنان وهو يروح ويجيء في الممر الممتد بين الكراسي المدرسية المصفوفة ، لا ادري لماذا علقت صورته في قلبي دون آخرين ، ربما لابتسامته الحنونة واشراقة وجهه ، أم ربما شعرت بحبه وعطفه علينا .
أما اللقاء الثاني ، كان عام 1975، عندما وقفت انتظر اللقاء بمسؤولي الجديد وفق الإشارة الحزبية ، جاء يسحب دراجته الهوائية ، وابتسم ليسألني حسب الإشارة المتفقة ، حين أجبته رحب بي كان معلما حقيقيا ، تعلمت منه الانضباط وشدة الالتزام ، كان طيبا ودمثا .
كان مكشوفا ، فهو من شيوعي الخمسينات ، الأمر الذي عرضني للكشف ، لعدم وجود التناسب العمري ، لكني تعلمت منه الكثير ، وأهمها الإخلاص والتفاني ، كان بمثابة اب لي ، ثم أصبحت عضوا في اللجنة القاعدية لجنة رياض التي كان عضوا في قيادتها ، والتي يقودها معلمي المناضل زهير ناهي أبو ظافر.
كنا نعقد كثير من اجتماعاتنا الحزبية في داره الجميلة في حي الحسين ، والتي زينتها إضافة إلى أسرته الطيبة ، الحديقة المتناسقة ، والتي امتلأت بورود ألجوري ، وعرائش العنب ، وأطلت من سياجها أشجار الرمان والبرتقال .
كان شيوعيا معروفا كما ذكرت ، حتى انه كُلّفَ ذات مرة إيصال التهاني التي بعثتها محلية الحزب الشيوعي إلى قيادة حزب البعث في إحدى المناسبات .
وفي عام 1978 اشتدت الحملة الإرهابية القمعية على تنظيمات الحزب ، وتعرض الرفاق المكشوفون لأشد الأذى ، ووقع العبء الاكبر عليهم ، فبيوتهم مكشوفة وتتعرض لمراقبة مستمرة من أجهزة النظام وإذنابه ، فتعرض للاستدعاء إلى أجهزة القمع ، ثم اتخذ قراره بالاختفاء ، كذلك مسؤول هيئتنا الحزبية الرفيق أبو ظافر ، لم اعد أرى وجوهم الطيبة التي تعودت على رؤيتها ، كنت أرى فيهم الأب والمعلم ، إضافة إلى الشهيد محمد علي الحمامي.
كانت مرارة عظيمة ، إن أفارقهم ، وبقيت احلم بلقائهم مرة أخرى ، وان أتعلم منهم ، لم تنتهي رحلة التعلم ، إن رفقتهم أضافت لي الكثير ، وأكسبتني المعرفة والخبرة .
غادرت العراق عام 1980 ، واستطعت الإفلات من قبضة السلطة ، وفي سوريا حيث أقيم ،اخبرني المناضل الراحل فاروق الخليلي أبو لينا ، بأنه يحمل لي خبرا سارا ومفاجئا ، وان صديقا عزيزا يسأل عني ، انه الحبيب أبو رياض ، وكان اللقاء لا يوصف في حرارته ، عانقته طويلا وضممته بلهفة المفتقد لمعلمه ولوالده ، كان ذلك عام 1983، وبقينا نلتقي بين فترة وأخرى ، ثم عاد عام 1985 بسبب إصابة عينه أثناء مسيرة ليلية عند عبور الحدود ، وذهب للعلاج في موسكو دون جدوى ،كان اللقاء الأخير هو في نهاية ذلك العام عندما ودعته دون اسأله عن وجهته ، بسبب إجراءات الحيطة ، لم اعلم انه اللقاء الأخير في حياتنا .
سلاما لك ، يامعلمي ويا والدي ، تضحيتك كبيرة ، خسرت بيتك الجميل الذي بنيته ، من تعب سنين عمرك المضني ، بنيته حجرا فوق حجر ، ثم فقدت أسرتك الكبيرة العدد المكونة من سبعة بنات وابنين ، التي تشردت في وطنها ، وتحملت زوجتك أم رياض الحمل الاكبر بغيابك،وهي تكد وتتعب لإيواء وإطعام أسرتها والحفاظ عليها ، ونجحت في ذلك بفضل صبرها ،وتربيتكم الفاضلة لأسرتكم ، كم تمنيت لو رايتها حين عدت إلى وطني بعد سقوط الديكتاتوريةلكني لم استدل على بيتهم ، كم تمنيت لو قبلت جبينها العالي
سلام لولديك رياض وليث ، ولبناتك هيفاء وإيمان ونضال .........