| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رحيم الحلي

arsrks@yahoo.com

 

 

 

الأربعاء 6/2/ 2008



في ذكرى إنقلاب شباط الأسود

رحيم الحلي

تمر هذه الأيام ذكرى إنقلاب شباط الأسود ، التي أسقطت الحكومة الوطنية بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم ، وبدعم من القوى الدينية الرجعية ، وبمباركة أمريكية وبريطانية ، هذه القوى التي تحالفت لإطفاء شعلة تموز ، والتي اقلقتها المنجزات السياسية والاقتصادية لثورة تموز ، كإلغاء حلف بغداد الاستعماري ، وتشريع قانون الإصلاح الزراعي ، ومشروع تاميم النفط ، فتحالفت القوى القومية والدينية الرجعية ، وبدعم من القوى الاستعمارية لقتل الثورة ، وتم الإعتداء على حياة المناضل الوطني عبد الكريم قاسم وقادة ثورة تموز ، وعلى القوى الوطنية التقدمية وجماهيرها ، بطريقة وحشية ، تنم عن همجية هذه القوى الظلامية ، فكان 8 شباط بحق يوم أسود في تاريخ شعبنا العراقي ، أدخل وطننا العزيز في نفق مظلم لم ننتهي حتى اليوم من أثاره التدميرية ، فقد حاولت هذه القوى الظلامية التي تعيش في جحور التاريخ ، تحطيم عرى الوحدة الوطنية ، وتصفية منجزات الثورة ، وبدأت مسيرة القتل والعنف ، التي أشاعت الرعب والخوف في نفوس الناس ، وحاولت زرع النفاق السياسي وتكميم الافواه ، وشنت حملة إجرامية ظالمة بحق القوى الوطنية اليسارية ، وقُتِلَ عشرات ألاف من الناس لا لذنب ارتكبوه ، سوى إيمانهم بحرية شعبهم ووطنهم ، ووقوفهم ضد الظلم الطبقي ، والنهب الاستعماري .
وفي هذا اليوم الحزين من تاريخ شعبنا ، أود لو أضع وروداً على أضرحة شهداء ثورة تموز ، شهداء الوطن والشعب ، للقادة الأحرار عبد الكريم قاسم وفاضل المهداوي وجلال الاوقاتي ، وماجد محمد امين ، وسلام عادل .........
وأشكر قناة الحرية العراقية التي قدمت برنامجاً ، أضاءت فيه النور على هذه المرحلة التي حاول مجرموها طمس حقائقها وخفاياها ، وكنت أتمنى أن لا تقوم القناة بإضفاء صبغة قومية على موضوع المقاومة الباسلة لأبناء وطننا لإنقلاب شباط ، فلقد قاوم كل أبناء شعبنا الأحرار هذا الأنقلاب الاستعماري ، بكل طوائفه وانتماءاته القومية ، وكم حزين في هذه الذكرى المشؤومة ، وأنا أرى أبناء وأحفاد إنقلاب شباط من عناصر القاعدة والمليشيات الدينية الظلامية وهي تمارس القتل والحرق بحق الإنسان ، وتذكرنا كيف حرق الانقلابيون كتب الناس ، وعوض النور والمعرفة أشاعوا الجهل والقتل والظلام ، وكيف بدأوا مسيرة التدمير والخراب التي إنتهت بوضع وطننا والمنطقة بأيدي المستعمرين ، التي حاول الزعيم الوطني قاسم ، وبدعم القوى اليسارية ، تحرير العراق من هيمنتهم وظلمهم.

وكم حزين وأنا أرى كثير من الأحزاب والقوى الدينية الطائفية ، تمتلك قنوات فضائية وتستفرغ التاريخ لتنشر القيء الطائفي في عقول الناس وتثير الفتن ، ولا أرى قناة فضائية للقوى التقدمية اليسارية .
لا أريد أن نعيش على فتات الآخرين من الذين يتصدقون ببعض الفتات ، ولأغراضهم السياسية الخاصة ، وربما يقول قائل الرمد أهون من العمى ، متى نتعافى ؟ ومتى تشرق شمس نهار جديد ؟ ، نهار الحرية الحقيقية لشعبنا ، ومتى تنهض خيولك يا وطني ؟ والتي عقرها الفاشيون ، وأذاقوها الجوع والضيم واشبعوها خوفاً وتقتيلاً .
وفي هذه الذكرى الأليمة ، أقدم رسالة محبة لعوائل ضحايا شباط من أبناء شهداء الحزب الشيوعي العراقي وذويهم ، وأقبل أياديهم التي لا زالت تحمل شعلة تموز الخالدة ، وتواصل الطريق الصعب لحرية وسعادة شعبنا ، وبناء مجتمع العدالة والمساواة ، ونشر النور والمعرفة ، في وسط ظروف غاية في التعقيد إذ يجثم المحتل وتشتتد الفتن كي تنشغل الناس ، وتنقلب الرؤوس إلى الخلف في غياهب الماضي ، كي لايروا ما يجري في حاضرهم من نهب وتجويع وحرمان.


 

Counters