| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. رياض الأمير

 

 

الأربعاء 9/9/ 2009



هل "الإئتلاف الوطني العراقي"٬ وطني حقا ؟

د. رياض الأمير

نشرت العديد من المقالات لكتاب مرموقين عن الإتلاف الجديد الذي حضر له لعدة شهور ليولد بتشكيلته الماضية وبنفس الروح الطائفية التي طغت على الأول٬ اغلبها تتفق حوله بأنه صورة للإئتلاف السابق . والعديد من الكتاب اعتبر ابتعاد المالكي عنه تعزيز للدعم الذي حصل عليه في انتخابات المحافظات الأخيرة.
لم يستطع الذين وقفوا وراء التشكيل الجديد على الرغم من اللعب بالألفاظ وإلباس ثوب الوطنية عليه ٬ أن يغيروا صورته للمتابع الذي خدع بالإئتلاف السابق.

فالطابع الطائفي للإئتلاف الجديد بعد أن تغير اسمه من " الإئتلاف العراقي الموحد" إلى " الإئتلاف الوطني العراقي" يشير إليه دون لبس خطاب إبراهيم الجعفري الافتتاحي (احتفظ باسمه الحركي الذي يشير إلى تمسكه الطائفي على حساب لقبه الاشيقر). فلون المرض الطائفي في خطاب " الجعفري" كان واضحا ليس فقط في استرشاده بالمرجعية الدينية التي هي مرجعية لطائفة واحدة وليس لجميع أطياف المجتمع العراقي المختلفة ٬ وإنما وفي استشهاده في آية كريمة" قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين" التي أخرجت من صفوف الإئتلاف الجديد أبناء وطننا الأصليين ; المسيحيين العراقيين٬ الصابئة المندائيين ٬ الايزيديين وغيرهم من العراقيين.

لا شك إن بعض الذين انظموا تحت خيمة الإئتلاف الجديد لهم حس وطني غير طائفي ٬ لكن عددهم وأسمائهم من القلة بحيث لا يمكنها بالمقارنة مع الأغلبية من تنظيمات وأحزاب وأشخاص من كرس وعزز وزرع ونشر وباء الطائفية والمحاصصة على أساس الانتماء الحزبي والطائفي الضيق والمناطقية على أساس النعرة القومية وتبعية ٲديولوجية بعيدة عن الإرث الديني والوطنية العراقية الحقة٬ أن تغير صبغة الإئتلاف الطائفية ومحدودية توجهه.
ان البعض من الذين شكلوا الإئتلاف معروف عنهم اندفاعهم ٬ليس فقط التشبث بالسلطة وإنما الاحتماء بها بعيدا عن المحاسبة القانونية لفسادهم الإداري.

إن "الإئتلاف الوطني العراقي" لا يمكن أن يكون وطنيا وتقوده أحزاب ومنظمات مرتهنة بأجندات خارجية تعمل على تحقيقها على المدين القصير والبعيد على حساب العراق ووحدة ترابه وتآخي أبنائه من مختلف القوميات والديانات.

ان ست سنوات بعد سقوط النظام الصدامي وأربعة سنوات في السلطة ٬ تجربة كافية لكي تأكد النهج غير الوطني لتلك التنظيمات والأحزاب والأفراد.

إن عرابي الإئتلاف الطائفي السابق هم نفسهم عرابي هذا الإتلاف وهدفهم ليس مصلحة العراق كوطن ووحدة ترابه ومستقبل أبنائه وإنما المصلحة الشخصية ودثر الماضي السيئ والوصول إلى السلطة عن طريق مضلة الآخرين الذين يملكون الدعم المليشياتي واللوجستي المعزز ماديا وتسليحها من الخارج.

إن العراقيين ينتظرون بفارغ الصبر ميلاد تيار وطني عراقي حقيقي يكون شعاره " العراق أولا" يضم جميع مكونات شعبنا بغض النظر عن القومية والدين والطائفة والمنطقة٬ ليكون بودقة لجمع القوى الديمقراطية واللبرالية ٬ يهدف إلى إعادة أعمار العراق وبناء إنسانه وتعويضه عن سنوات الحرمان والحروب خلال النظام السابق وماسي الإرهاب والصراع الطائفي خلال سنوات ما بعد سقوط صدام. يفي الإنسان العراقي حقوقه ويبين له واجباته . اعتماد الكفاءة المهنية والنزاهة ورفض مبدأ الانتماء الطائفي أو القومي كأساس. إرساء مبدٲ المصالحة الحقيقية بين العراقيين والتعامل بشكل سليم دون تبعية لدول الجوار. تقوية علاقة العراق مع الدول التي ساهمت في إنقاذه من نير السلطة الفاشية على أساس تحالف استراتيجي يخدم ٲمن العراق ومستقبله ووحدة أراضيه .تعزيز دور العراق في محيطه العربي والإقليمي ٬ دون السماح في التدخل بالشأن الداخلي وضمان المصالح المشتركة لشعوب المنطقة كافة من اجل أمنها وسلامتها.


 

free web counter