| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. رياض الأمير

 

 

الأثنين 8/3/ 2010

 

عشية السابع من آذار

د. رياض الأمير

لا ريب بان يوم السابع عشر من آذار عام 2010 سيكون يوما مهما في تاريخ العراق المعاصر. حيث سيرسم صورة جديدة لعراق ما بعد صدام حسين. إن الاهتمام العربي ـ الإقليمي والعالمي كبير ومختلف بالنسبة للتجربة العراقية. فالعربي ـ الإقليمي (دول الجوار العربية وغير العربية المحيطة) يحاول أن لم يؤثر عليها لمصلحته ٬إفشالها . أما العالمي فيختلف تماما من حيث المبدأ والهدف. فالاتحاد الأوربي والولايات المتحدة وكندا واستراليا والكثير من الدول الأخرى ٬ليست تدعم الانتخابات وإنما تعتبرها خطوة واسعة نحو بناء الديمقراطية في العراق وبالتالي تعطي أهمية كبيرة لدوره القادم في محيطه وعلى المستوى العالمي.
كما وان الكثير من الكتاب وان اختلفت رؤيتهم في التفاؤل والتشاؤم نحو الواقع العراقي لكنهم يعتبرون انتخابات السابع من آذار مهمة. فالدكتور عزيز الحاج كتب :" بينت في مقالاتي وفي حواري مع عراق الغد، بإنني من دعاة المشاركة القوية في الانتخابات، وإن لم أكن على كبير تفاؤل. ولكن أية هزة لتشبث وهيمنة الأحزاب الدينية ستكون لصالح العراق وشعب العراق".
أما الدكتور شاكر النابلسي في مقال له في عراق الغد تحت عنوان "العراق: من انتخابات 1923 إلى 2010 " الذي جاء فيه :"وتبقى الديمقراطية العراقية هي الرائدة في المنطقة، في معناها ومرماها، وتتمثل في قدرة الشعب العراقي على التغيير٬ تغيير الوجوه والسياسات، وليس مجرد ناخبين، وصناديق اقتراع. "
وكتب الدكتور سعد بن طفلة العجمي في مقال له :" أكتب هذه المرة بنوع من القلق الخاص، فلعلي من القلة الذين لا زالوا يرون أملا كبيرا في تطور الديمقراطية العراقية، رغم محاصصة "بريمر" الطائفية التي نفذها الطائفيون، ورغم دموية الإرهاب البشعة التي أزهقت حياة مئات الآلاف من الأبرياء، ورغم تهجير آلاف الأسر داخل وخارج العراق، ورغم كافة أشكال القبح السياسي والفساد المالي والإداري التي وسمت العملية السياسية في العراق طيلة السنوات السبع الماضية... إلا أنني لم أفقد الأمل في عراق الغد، ولم أتخل عن كلمات الأمل ومتابعة الإضاءات التي تصدر بين فترة وأخرى، تبشر بعراق طالما حلم به العراقيون، وصادر أحلامهم تجار الدين السياسي هناك، وسماسرة التكسب باسم الدين ومبادئه الرائعة".
إن الفرصة كبيرة أمام العراقيين ٬ بعد ٳن وجدت اغلب الفعاليات السياسية المساهمة في الانتخابات بشكل مكثف٬ أن يحققوا انجازا مهما في انتخاب من يؤمنون بالعراق "أولا " ووحدة ترابه وتساوي أبنائه دون النظر إلى الطائفة والدين والقومية والمنطقة٬ وفي حجب الثقة عن أولئك الذين خذلوه في تفضيل مصالحهم الطائفية٬ الحزبية٬ القومية ومصالح الدول الأخرى على حساب المصلحة الوطنية العراقية.
في مؤتمره الصحفي الذي عقده نوري المالكي أمس في مجلس الوزراء حول العملية الانتخابية التي ستجري غد قال :"أدعو جميع الجهات إلى أن تدقق في جميع ملفات الفائزين وإبعاد المزورين والمتهمين والمتورطين مع القاعدة والمشمولين بالاجتثاث قبل أداء اليمين الدستورية في البرلمان"٬ ولسوء الحظ لم يذكر الذين كانوا في البرلمان وهم على قمة قوائم انتخابية حالية يعملون للحرس الثوري الإيراني ويمثلون مصالح ولاية الفقيه.

فمهما اختلفت الرؤى في تشاؤمها حول الوضع العراقي أو تفاؤلها فان يوم السابع من آذار 2010سيغير حتما خارطة المنطقة التي هزها يوما التاسع من نيسان 2003 بدماء الكثير من أبناء الشعوب والقوميات في قوات التحالف.







 

free web counter