| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. رياض الأمير

 

 

 

الثلاثاء 27/10/ 2009



أيام العراق الداميات !

د. رياض الأمير

بعد مجزرة آب الماضي الذي سقط جرائها عشرات الشهداء والجرحى ضربت قوى الإرهاب من جديد في تفجيرين خلفا عشرات الضحايا من الأبرياء ومئات الجرحى في يوم الأحد الدامي.
وقف المواطن العراقي حائرا أمام هذا العمل الإجرامي الكبير متسائلا أليست جريمة وزرة الخارجية علمت الأجهزة الأمنية الدرس لكي توقف عملا إرهابيا كبيرا كهذا؟

ليس هناك أدنى شك بتعاون وثيق بين أعداء العراق الجديد في الأعمال الإرهابية٬ وهم كثيرين. وليس هناك ادني شك بتعاون بين مخلفات النظام المقبور وعصابات القاعدة في العراق لإجهاض العملية السياسية برمتها٬ وكذلك ليس هناك أدنى شك بوجود المجاميع الخاصة المدعومة من قبل النظام الإيراني وكذلك المجموعات المتسللة عبر سوريا للقيام بإعمال القتل الجماعي للعراقيين ولكن هناك علامة استفهام كبيرة من يهيئ حاضانات الدعم اللوجستي لهولاء القتلة؟

إن اختراق الأجهزة الأمنية وتواطأ الكثير من عناصرها أصبح كالكتاب المفتوح بصفحاته لا داعي للتطرق اليه . إن القاعدة الأساس التي يبنى عليها الإرهاب في العراق مرتكزاته لكي يقوم بنحر العراقيين هم العراقيين أنفسهم . نعم إن هناك عدم رضا لدي الكثير من العراقيين ٬من كل القوميات والديانات والمناطق عما يجري ضمن ماكينة العملية السياسية التي تعمل تحت صراع الأحزاب الحاكمة بشكل مخفي وحرب معلنة او المخفية بين قادتها من اجل المناصب. مرض المحاصصة الطائفية والعنصرية التي بدٲت تمزق أوصال الجسد العراقي ولم تسلم منها أي دائرة في الدولة حتى السلك الدبلوماسي العراقي الذي كان من الواجب أن يكون ملكا لكل العراقيين وٳذا به محاصصة داخل المحاصصة على حساب الكفاءة والوطنية العراقية. الهجوم المبرمج من قبل الجماعات التكفيرية وقوى قومية أو حزبية ضد سكان العراق الأصليين من المسيحيين العراقيين والصابئة المندائيين والايزديين . فشل البرلمان العراقي في تمثيل الإرادة الوطنية العراقية واستحواذ المرضى من الطائفيين والعنصرين على قراراته التي لم تكتمل مرة إلا ٳذا كانت في المصلحة الذاتية لأعضائه وأقاربهم. الفشل في إعادة صياغة الدستور العراقي الذي لزقت مفرداته بإحياء من المصلحة الطائفية والقومية الضيقة على حساب الوطن ومستقبله وبنائه جديدا متلافيا اخطاء أربعة عقود من الحكم الشمولي. إلاخفاق في العمل على ضمانة وحدة التراب العراقي في حل المشاكل المفتعلة كعادية كركوك كجزء من الأرض العراقية كما هو الحال مع أي مدينة أخرى ٬مفهوم السيادة الكاملة للسلطة المركزية٬ الفدرالية ٬ تعدد الولاءات داخل المنظومة العسكرية والأمنية ٬ التنافس على الاستيلاء على جهاز المخابرات العراقية لمصلحة حزبية أو ولاء لدولة أخرى وتفريغه من العناصر الوطنية ٬وغيرها الكثير. هذا إذا أضيف إليه تذمر الشارع العراقي من انعدام الخدمات وسوء البني التحتية والامتيازات التي يملكها السياسيين الجدد وأقاربهم التي بدت تفوق ما كان يتمتع به أزلام النظام السابق وآخرها قرارات توزيع أراضي على ضفاف نهر دجله بموازاة الفساد المالي والإداري للكثير من المسئولين وعدم وصول يد القضاء إليهم لحمايتهم من قبل الأحزاب النافذة .عدم وجود خطط واضحة لمكافحة البطالة وتهيئة فرص العمل للخريجين العراقيين حسب الكفاءة وليس الولاءات الحزبية والطائفية أو القومية. إن هذا القليل جدا ممن ساعد ويساعد على خلق حاضنات تقدم الدعم اللوجستي لعصابات الإرهاب والجريمة المنظمة بالقيام بجرائم كالتي حدثت في يومي الأربعاء والأحد الداميين اللذان خلفا المئات من الأبرياء بين شهيد وجريح.

إن الطريق لإيقاف دوامة القتل الجماعي للعراقيين هي في تهيئة الفرصة للشعب أن يأخذ بزمام المبادرة في بناء منظومة وطنية عراقية بعيدة عن المرض الطائفي والتعصب القومي والمناطقي . إبعاد القوى الأمنية عن التناحر الطائفي والحزبي واختيار الولاء للوطن كأساس. كتابة الدستور العراقي من جديد وإلغاء كل ما يحمل في طياته قنابل موقوتة في طريق الوحدة الوطنية والتعايش السلمي٬ قوميا ودينيا بين أبناء الوطن الواحد. إلغاء تركيبة الدولة متشعبة القيادة ومتعددة القرارات المتضاربة مع بعضها. توسيع قاعدة المصالحة الوطنية وعدم إبقائها في حيز التنظير وخلق مناخات حقيقية للاعتراف بأخطاء الماضي وقبول الآخر الذي يريد المساهمة في بناء العراق الموحد الديمقراطي .فسح المجال للقوى الوطنية العراقية واللبرالية العمل بحرية وليس إقصائها أو ابتلاعها. وأخيرا إيقاف التدخل الخارجي بالشأن العراقي من أي جهة كانت ومحاكمة أي شخص أو حزب أو مجموعة تسهل ذلك٬ بغض النظر عن دينها وطائفتها أو قوميتها والسعي الجاد والحثيث وبمساعدة أصدقاء العراق لإنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة الدعامين للإرهاب والممولين له والمقدمين المأوى لعناصره ٬ مثل سوريا وإيران وغيرهما.








 

free web counter