| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. رياض الأمير

 

 

 

الأحد 25/4/ 2010



ولماذا لا يرفض الرئيس طالباني تجديد ولايته ؟

د. رياض الأمير 

كتب الأستاذ عدنان حسين مقالا نشر أيضا في عراق الغد تحت عنوان "ولماذا لا يكون رئيس الحكومة كردياً؟ " .وفي الوقت الذي أشارك فيه رٲي الكاتب وكذلك لا أمانع أن يكون كذلك رئيس الجمهورية ورئس مجلس النواب من الأكراد أو أن يكونوا جميعا من التركمان أو العرب بجميع طوائفهم أو المسيحيين أو الصابئة المندائيين أو من أي مكون عراقي ما داموا ينشدون " العراق أولا" ووحدة ترابه وتساوي مكوناته المختلفة٬ وليس على أسس المحاصصة القومية أو الطائفية ـ الدينية. وابدأ كما بدأ عدنان حسين :ولكن لو كان الخيار لي لاقترحت أن تُحلّ أزمة رئيس الجمهورية بالطلب من الرئيس الطالباني ان يعتذر عن الترشيح لولاية ثانية وهو أعلن ذلك في نهاية العام الماضي . وكذلك أعيد ما قاله عدنان حسين بتغير :مهلكم أيها الشوفينيون الأكراد٬ أعرف أنكم تستنكرون أي فكرة من هذا القبيل أشد الاستنكار، من دون أن تعطوا أنفسكم مهلة خمس دقائق، ولا حتى دقيقة واحدة، لقراءة السطور التالية:
لست معاديا للأكراد ولا طموحهم القومي٬ وأنا واحد من أوائل من كتب مرحبا باختيار طالباني رئيسا في مقال لا زال يمكن الرجوع إليه تحت عنوان " نعم انه الرئيس " معتبرا اختياره دليل على أن العراق جديد بعد سقوط النظام الصدامي وولادة عراق لكل العراقيين بغض النظر عن الدين والقومية والمنطقة . وكذلك أني واحد من الذين تربوا على دعم الحقوق المشروعة للشعب الكردي منذ رفع شعار الحكم الذاتي لكردستان والديمقراطية للعراق . وكذلك دعم ا تجربة الإقليم في عراق موحد وليس على أساس دولة في دولة أو فوق الدولة العراقية . كما واني لا مصلحة شخصية في هذا البتة وأنا فخور بان مؤتمر المعارضة العراقية في نيويورك عام 1999 جمعني بطالباني في طائرة واحدة من لندن وكذلك في أحاديث جانبية خلاله عن الوطنية العراقية وعراق ما بعد صدام حسين وبحضور عدد من الأصدقاء الذين لا شك يتذكرون ذلك إذا قرأوا هذه السطور. كما لا تربطني أي علاقة مع جماعة التغيير التي تعارض إعادة انتخاب طالباني.

فالرئيس جلال طالباني قائد حزب ٬ في انتخابه رئيسا للعراق بعد نضال طويل مع الأنظمة العراقية المختلفة قد حقق أعلى ما يطمح له الإنسان في أن يكون أول رئيسا منتخبا ديمقراطيا لعراق الحضارات ٬فبالتالي إن وقوف الإئتلاف الكردي ورغبته في عادة انتخابه لا تزيد على سجله إضاءة أخرى . فالرئيس طالباني الذي ادى دورا جيدا خلال حقبة ولايته يمكن ان يقوم بدور اكبر وهو خارجه وسوف يزيد الى عدد الذين أعجبوا بأدائه أعداد أخرى من العراقيين وغيرهم ٬ وكذلك لم يقل دور الرؤساء السابقين بعد انتهاء ولايتهم عن دورهم في المنصب في داخل بلدانهم أو على الصعيد العالمي ٬ وإنما على العكس أعطاهم فضاء أكثر وحرية أوسع في التعامل مع العديد من القضايا٬ المهمة كما هو الحال في فرنسا وبريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية .وإصرار الرئيس طالباني وكذلك الإئتلاف الكردي على إعادة الترشيح سيعزز مبدٲ اللبننة في عراق نتمناه أن يكون جديدا ومثاليا في المنطقة بعد أن أزيح نظام ما استطاعت كل قوى المعارضة المختلفة من إسقاطه لولا بساطيل قوات التحالف ودماء أبنائهم ومالهم الوفير. وهم أيضا من أعطى الأمن والاستقرار للإقليم أكثر من عقد من الزمان من سقوط النظام الشمولي والذي ناضل الرئيس طالباني من اجل قيامه ٬ وبالتالي خلق مأزق جديد كما تفعل الأحزاب الطائفية وقادتها التي تمثل أجندات خارجية ٬ لمن ساعد الأكراد على تحقيق طموحهم لا يتفق بالمرة مع ميزات الشعب الكردي وإخلاص أبنائه لأصدقائهم وتفانيهم من اجل مصلحة الآخرين وسيبقي ضلال الشك لدي "الشوفينيين "العرب والتركمان ٬ كما سماهم عدنان حسين في اتهام الأكراد باستغلالهم الظروف الحالية واستغلال الشراكة في الحكم لأخذ الأهم من اجل المنافع القومية على حساب المصلحة الوطنية العراقية . كما وان إعادة انتخاب الرئيس طالباني سيضيف إلى ذلك سوء توزيع السفارات العراقية وحجزها للأحزاب الكردية في أهم العواصم الأوربية وهذا ما تشير إليه التعيينات الجديدة للسفراء.

أنا لا اشك لحظة بوطنية الرئيس جلال الطالباني وحبه لشعبه الكردي وكذلك لكل العراق .ولا اشك بأنه من قدم الكثير في مسيرته الطويلة من النضال إن يفضل المنصب على المصلحة الوطنية العراقية وإبقاء مرض المحاصصة وتركيز سياسة اللبننة فيما يخص المناصب الثلاث وكذلك الوزارات أو حجز السفارات٬ في العراق الجديد الذي عمل كثيرا على ولادته .

فلننتظر حكمته وقراره الصائب من اجل العراق ووحدة أبنائه٬ وهو الذي قال يوم الجمعة 23 الشهر الحالي ، في بلدة قلاجوالان:" إن جميع الجهات بحاجة إلى الكرد لأنهم يعتبرون كعامل خير بين الأطراف الأخرى وقوتهم تنعكس إيجابا على الشعب العراقي "


 

free web counter