| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. رياض الأمير

 

 

 

                                                                                  الثلاثاء 24/5/ 2011



هرطقة ملالي طهران - بين علي خامنئي واحمدي نجاد

د. رياض الأمير 

الصراع بين ولي الفقيه ورئس الجمهورية الإيرانية له أبعاده الهرطقية فالمنافسة بين علي خامنئي واحمدي نجاد حول من ينتظر الإمام المهدي ومن يسلم له الراية مستمر وتعداه إلى أن الرئيس أينما يذهب خاصة إلى خارج إيران تصاحبه هالة من النور الإلهي على شكل مصباح دائري بقوة 220 فولتا، كما يروج له أتباعه حيث تقوم بعض المواقع والصحف الإيرانية الحكومية بنشر صوراً زعمت بوجود هالات نور فوق رأس احمدي نجاد. وفي المقابل، من اجل أن لا يكون ذلك فقط منشورا في مصلحة نجاد يظهر المرشد وكأن وجهه تحيط به الأنوار والهالات. وفي تقرير نشرته “الجديدة ” عن ذلك النور الذي يشع من وجهة خامنئي معزز بصورة تظهر جهاز إضاءة مخفي في السيارة التي يقلها وآخر فوق رأسه.

ولم تنتهي الخلافات بين الرجلين عند حد الهالة النورانية، وإنما إلى خلاف عقدي سوف يسرع في وضع نهاية لنظام استبدادي عنصري .

فبعد اعتكاف احمدي نجاد في انتظار الإمام المهدي وعودته لمزاولة عمله في الأول من مايو /أيار معلنا في إنه يدعم المرشد ومفهوم “ولاية الفقيه”، يكشف أن هناك علامة استفهام كبرى حول ولائه للمفهوم الأساسي للجمهورية الإسلامية. وان حدة الخلاف بين المرشد علي خامنئي ورئيس الجمهورية لم تنتهي. فالخلاف لم يعد في وجهات النظر حول إدارة شئون الجمهورية الإسلامية ، كخلافات جزئية، كما هو الحال في إقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي ، إلغاء ثلاث وزارات ، الموقف من الانتفاضة الشعبية في ليبيا ومصر وغيرها من أمور السياسة بل هي تتمحور حول القضايا العقائدية والفكرية الأساسية التي تمس جوهر النظام الإسلامي في إيران ولها بعدها الأيديولوجي الصرف. فمهمة أحمدي نجاد الوحيدة ، التلميذ البار لآية الله مصباح يزدي، تهيئة الظروف لعودة الإمام المهدي. تلك المهمة التي تشير إليها لافتة ملاحظة كتبها اصفنديار رحيم مشائي: “إن الرئيس يبذل جهده لإعادة المهدي بأسرع وقت ممكن”. والمهمة تلك لنجادي لا تتفق مع فكر ”ولاية الفقيه” ولا رغبات علي خامنئي ، المرشد نفسه.

ويلعب “مستشار نجاد ووالد زوج ابنته رحيم مشائي دورا أساسيا في هذا الخلاف، لان مشائي يحمل مشروعا فكريا وسياسيا لا يتماشى مع ما يريده الولي الفقيه وبالتالي مع مستقبل الجمهورية الإسلامية ونظامها السياسي والفكري برمته، وهذا المشروع يقوم على أن ظهور الإمام المهدي قد أصبح قريبا وأن مشائي يتواصل معه مباشرة وأن ذلك سيؤدي إلى إلغاء دور مرشد الجمهورية الإيرانية (نائب الإمام المهدي حسب الدستور الإيراني والولي الفقيه)، أما البعد الثاني في المشروع فهو يتركز على ضرورة إعادة البعد القومي في الفكر الإيراني وتقديم هذا البعد على الجانب الإسلامي واعتبار الدين الإسلامي ما كان له الانتشار لولا دور الفرس فيه.

وكانت سنوات حكم خميني بعد سقوط الشاه وهو مرشد الجمهورية الإسلامية ،هي تمهيد لكي يقوم بتسليم الراية للإمام المهدي ، كما اعتقد أتباعه داخل إيران وخارجها وأن الحرس الثوري الإيراني سيكون جيش الإمام المهدي المقبل. وكان الهدف من إعداد جيش قوامه عشرون مليون فرد كي يقاتل مع الإمام المهدي عند ظهوره. وكانت الحرب الإيرانية – العراقية التي اراد لها أن تستمر لمدة ثماني سنوات إلا تهيئة ذلك الجيش وتعبيد الطريق له باحتلال العراق لكي يمر عبر مدينه كربلاء والنجف للوصول إلى القدس . وفاة روح الله خميني قبل تسليمه الراية للمهدي أدت إلى انتشار حالة من التساؤل والقلق لدى بعض تلك الأوساط، فتم الترويج لاحقا على أن علي خامنئي من سيقوم بتسليم الراية للإمام المهدي ، لأنه من خراسان (مشهد) وذلك طبقا لبعض الأحاديث من أن “رجلا من خراسان سيسلم الراية للإمام”. وبما إن الإمام المهدي لم يظهر بعد وعلي خامنئي يأمل بعدم ظهوره لكي يبقى هو الحاكم ، انتشرت في الجهة الثانية بعد وصول محمود أحمدي نجاد لرئاسة الجمهورية بأن نجاد سيعد الجمهورية الإسلامية لتكون مركزا أساسيا لانطلاق الإمام خصوصا على صعيد الركائز العسكرية والتكنولوجية ومنها برنامج إيران النووي . وتم الترويج لذلك بشكل واسع في إيران ولدي الجماعات المرتبطة بنهجها في الدول العربية كما هو الحال في العراق وفي لبنان.

ومن اجل إضفاء القداسة على علي خامنئي في صراعه البقاء خليفة للإمام المهدي وضد احمدي نجاد أعلن خطيب جمعة قم بان خامنئي عند ولادته نطق باسم الإمام علي ، وبغض النظر عن الاسم الذي نطق به وقدسيته عند ولادته فخطيب جامع قم جعل منه نبيا وبالتالي لا داعي لانتظار الإمام المهدي الذي يبشر لعودته احمدي نجاد. وفي سورة ال عمران:

إذ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿45﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿46﴾

 

free web counter