| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. رياض الأمير

 

 

 

                                                                                  الأحد 18/9/ 2011



بين جنون القذافي وعقلانية القادة الجدد

د. رياض الأمير 

لم يكن هناك ادني شك لدي الكثير في عالمنا العربي والعالم قاطبة بان معمر القذافي لم يكن سويا في تصرفاته وقيادته ولا في فكره.  كنت قد نشرت قبل فترة غير قصيرة قبل بداية الانتفاضة الجماهيرية في ليبيا في السابع عشر من شباط الماضي مقالا تحت عنوان ” مجنون سيرت” لقي اهتماما من قبل المعارضة الليبية في ذلك الوقت وقامت بإعادة نشره في أكثر من منبر لها.  واليوم يخرج القذافي   المتواري عن الأنظار بعد سيطرة الثوار على أنحاء واسعة من ليبيا، برسالة الى مجلس الامن  وهي الرسالة الثانية التي تبثها قناة الرأي التابعة لمشعان الجبوري  المتهم بقضايا الإرهاب في العراق  والذي  يتخذ من سوريا مقراً لها عن طريق مذيع وليس بصوت القذافي نفسه   من اجل فك حصار  فلوله  التي  تجمعت  في سيرت   مستميتا إنقاذها من   القوات الثائرة , قال: “إن الإرهاب والدمار الذي يمارسه حلف شمال الأطلسي على منطقة سرت لا يمكن وصفه ولم يكن له مثيل في السابق وليس أمام الشعب الليبي إلا القتال حتى النصر أو هزيمة الاستعمار.”

ففي الوقت الذي يدعو  القذافي الليبيين إلى  القتال   معرضا  أرواح الكثيرين منهم  للموت  لا في سيرت المحاصرة آو  في بني الوليد وغيرها   , يهرب أبنائه إلى مناطق آمنة  في  الجزائر وابنه الساعدي  إلى النيجر  كما هرب  إليها ثلاثة  من جنرالاته  هم : الريفي علي الشريف قائد سلاح الجو الليبي قبل سقوط النظام، وعلي كنا قائد القوات الليبية في منطقة اوبري في جنوب ليبيا على بعد 200 كلم شمال النيجر، ومحمد عبد الكريم من القيادة العسكرية في منطقة مرزوق في أقصى جنوب ليبيا  بالإضافة إلى  32 فردا  من  المقربين وقبل وصول  هؤلاء  سبقهم إليها في  الرابع من سبتمبر/ أيلول منصور ضو قائد الكتائب الأمنية, أما هو  ففي  جحر  ما يختفي به كما فعل  رديفه صدام حسين .  ومن ذلك الجحر يدعو للقتال. وحاله هذا وكذلك  ما كان عليه صدام حسين  ما دعي احد الصحفيين  في نيويورك تميز الى التعجب من ” رجولة ” الزعماء العرب الذين يذبحون شعوبهم وهم يختبئون كالجرذان.  فالقذافي  كما قال عنه  عبدالسلام جلود , الرجل الثاني  السابق في النظام الليبي بعد التحاقه  بالثوار  بان القذافي   أكثر من جبان , لا يقوى على الانتحار بعد كل هزائمه.

وفي المقابل كان خطاب رئيس المجلس الانتقالي في العاصمة طرابلس الذي دعي فيه إلى المصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي  لبناء ليبيا جديدة يشارك فيها أبنائها من كل المناطق  والثقافات  وبناء دوله مدنية يكون الإسلام المعتدل  مرشدها وليس  استغلال الدين لأهداف  سياسيه  من اجل الالتفاف على  رغبات الليبيين وذلك في أول خطاب يلقيه مصطفى عبد الجليل في العاصمة طرابلس بأن الدولة الديمقراطية الجديدة التي ستقام في ليبيا ستستند إلى الإسلام المعتدل وقال :”نحن شعب مسلم وفق الإسلام المعتدل وسنحافظ عليه. أنتم معنا وتؤيدوننا. أنتم سلاحنا ضد كل من يحاول اختطاف هذه الثورة”.  كما دعا عبد الجليل مناصريه إلى الامتناع عن أفعال الثأر، مضيفا:” أن القيادة الجديدة في ليبيا لن تقبل بأي أيديولوجية متطرفة “. وأضاف بأن المرأة ستلعب دورا فعالا في ليبيا الجديدة.

الفرق بين القادة الليبيين الجدد والعراقيين الحاليين كالفرق بين الثرى والثريا .
 

 

free web counter