| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. رياض الأمير

 

 

 

الأثنين 15/6/ 2009



مشعلي الحروب !

د. رياض الأمير

لربما يوم الثالث عشر من حزيران الجاري يوما سيبقى طويلا في الذاكرة عن مشعلي الحروب والوقوف ضد الأمن والسلام العالمين والمتمثل في إعلان كوريا الشمالية استخدام البلوتونيوم لأغراض حربية وإعادة انتخاب احمدي نجاد رئيسا لإيران بدعم من المؤسسة الدينية لدي النظام.

جاء اعلان النظام الشمولي لبيانغ يونغ في استخدام الأسلحة النووية ضد الدول المجاورة عن تصعيد جديد في مواجهة المجتمع الدولي بعد صدور قرار مجلس الأمن يفرض عقوبات جديدة عليه . إن خطر النظام الكوري الشمالي ليس فقط لأمن شعوب شمال شرق آسيا ٬وإنما للأمن والسلم العالميين .

فمجلس الأمن في قراره الأخير بالإجماع ودعوته الدول الأعضاء إلى تفتيش كل السفن التجارية التابعة لكوريا الشمالية، ومنحها الحق في مصادرة واحتجاز السفن التي تحمل مواد أو معدات عسكرية خاضعة للعقوبات وفوضها القيام بعمليات التفتيش برا وبحرا وجوا وفرض على بيانغ يونغ قيودا مالية وتجارية ومنح نظام كيم مهلة 45 يوما للتخلي عن برنامجه النووي ٬ انتصار للإرادة الدولية . إن قرار مجلس الأمن جاء كرد على التجربة النووية الثانية التي قام بها نظام كيم جونغ لي في الخامس والعشرين من شهر أيار الماضي. إن إصدار القرار٬ وعلى الرغم من انه جاء بعد مخاض دام أسبوعين مهم للمجتمع الدولي٬ خاصة وانه صدر بالإجماع.

أعاد مجلس الأمن التأكيد على تنفيذ قراره السابق 1718 خصوصا على فرض حظر على تصدير واستيراد المعدات العسكرية من وإلى كوريا الشمالية، وتجميد الأرصدة المالية للأفراد ٬الكيانات والشركات ذات الصلة ببرنامج كوريا الشمالية النووي وببرنامج الصواريخ البالستية بعيدة وقصيرة المدى. ان المجتمع الدولي يشعر بالخطر الذي يهدد العالم من أي مكان كان وستتوحد جهوده مهما اختلفت الرؤى العقدية ومصالح الدول .

وّحد تصرف كوريا الشمالية المجتمع الدولي واعتبرت الصين القرار هو أول معارضة يتفق عليها العالم ضد برنامج بيانغ يونغ النووي وحثته على الوفاء بالتزاماته وبالتخلي عن برنامجه النووي.
من جانبه قال وزير دفاع كوريا الجنوبية :"إن رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ لي يسعى من خلال نشاطات بلاده الصاروخية الأخيرة لفتح الطريق أمام ابنه للوصول إلى كرسي الرئاسة، "متجاهلا حالة الفقر التي يعيشها شعبه واقتصاد بلاده المنهار"، وبأنه استبدادي وغير مسؤول وهمّه البقاء في السلطة على حساب سعادة المواطنين وراحتهم".

فبعد قرار مجلس الأمن 1718حبس العالم أنفاسه عن الخطوة التالية التي يمكن أن يقوم بها النظام الشمولي لبيانغ يونغ ٬ ولم يستمر طويلا حتى كان إطلاق صاروخ «تابودونغ 2» وتبعه بعدة صواريخ قصيرة المدى.
نقلت وكالة أنترفاكس الروسية عن مصدر عسكري قوله إن كوريا الشمالية تخطط لإطلاق صاروخ باليستي آخر، وإن المعلومات الواردة٬ حسب صور الأقمار الصناعية تفيد بوجود مؤشرات مؤكدة على استعداد بيونغ يانغ لإطلاق صاروخ أو عدة صواريخ حيث نقلت كوريا الشمالية إلى موقع إطلاق الصواريخ في دونغشانغ-ري على الساحل الشمالي الغربي صاروخا بلاستيا بعيد المدى يصل إلى أكثر من 5000 كيلومتر٬ أي يصل لاستراليا وألاسكا .

إن كيم يونغ لي واحد من مشعلي الحروب في عالمنا المعاصر يأخذ بيد احمدي نجاد الذي أعيد للحكم في طهران مما سيعيد المواجهة من جديد بين المجتمع الدولي والنظام الإيراني حول برنامجه النووي وصواريخه التي تهدد الدول المجاورة وتدفع المنطقة إلى سباق تسلح واسع ومنه "نووي" كما سيضع منطقة الشرق الأوسط على فهوة بركان لا يقل عن ما يفعله نظام كوريا الشمالية.

من يدري لربما ستتوحد الإرادة الدولية من جديد في وضع النظام الإيراني وحليفه الكوري الشمالي في سلة واحدة ويقف كما وقف ضد نظام صدام حسين.



 

free web counter