| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. رياض الأمير

 

 

 

الثلاثاء 13/4/ 2010

 

هل لقب "أية الله" سينظف مقتدى ويعطيه الحكمة ؟

د. رياض الأمير

جاء في تقرير مفصل لوكالة «أسوشييتد برس»قبل عدة ايام ونشرته العديد من وسائل الإعلام من مدينة النجف بان مصادر مطّلعة في المدينة قالت بإن طهران تعزز من وجودها داخلها ، التي طالما كانت مستقلة عن المراكز الدينية الشيعية في إيران. ويقول الشيخ علي النجفي، وهو الابن والمساعد الأبرز لآية الله بشير النجفي، الباكستاني المولد وأحد أبرز أربعة مراجع كبار في المدينة: "في بعض الأحيان تكون تحاول أيادٍ خفية التدخل في شؤون المرجعية". وقال في إشارة ضمنية إلى إيران: "من المتوقع أن تقوم دول أجنبية بالتدخل في شؤون النجف".

وأضافت الوكالة نقلا عن مساعد للسيستاني إن رجال دين بارزين من إيران، ومن بينهم المرشد الأعلى آية الله على خامنئي، قاموا أخيرا بافتتاح مكاتب تمثيل لهم في النجف، ويقوم البعض بالحصول على "الخمس" وإدراج أسماء الطلبة في معاهد دينية يديرها نواب لهم. وقال مساعد السيستاني: "عندما يغادر الأميركيون، سوف يلعب الإيرانيون بنا كما يشاءون"، مشيرا إلى المخاوف داخل مدينة النجف وفي أماكن أخرى داخل العراق من ازدياد نفوذ طهران بعد رحيل الولايات المتحدة من العراق.

فالسيد علي السيستاني يقدم توجيهاته إلى ساسة بارزين يطلبون نصحه ودعمه من وراء الكواليس. ويتم التعامل مع تصريحات بصورة حرفية، وتدخل حيّز التطبيق فور إصدارها، وتتنوع ما بين فتاوى يتم صياغتها بحرص وأحكام تتناول شؤون البلاد في المجمل. وسيلعب خليفة السيستاني، دورا هاما في صياغة مستقبل العراق، وتحديد الاتجاه الذي تسير إليه الأغلبية الشيعية. ويضفي ذلك على المنصب جاذبية خاصة بالنسبة إلى إيران، في الوقت الذي تسعى فيه لتعزيز مكانتها مع بدء القوات الأميركية انسحابها، المقرر أن يتم في نهاية 2011. وتتمتع إيران فعلا بنفوذ كبير، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى أن معظم الساسة الشيعة العراقيين عاشوا هناك عدة أعوام إبان حكم صدام حسين وبعد عودتهم إلى العراق واحتلالهم مناصب رفيعة في السلطة ساهموا في تعزيز ذلك الدور وبقي للكثير منهم الولاء لإيران أكثر منه الولاء للعراق.

استدعت طهران مقتدى الصدر الى قم ليكون في مدرستها وليس في مدرسة النجف وحوزتها العلمية المتميزة في مجال تهيئة رجال الدين الشيعة. فهل في ذلك إعداد إيران لمقتدى الصدر بعد منحه درجة " أيه الله" لكي يتزعم الحوزة العلمية بعد السيستاني ؟ إن المؤشرات تشير إلى ذلك .فهل سيستطيع اللقب الذي سيحمله مقتدى من تنظيفه من ردن جريمة قتل الخوئي في العاشر من نيسان 2003، تلك الجريمة التي لازال القضاء العراقي حبيس أهواء الساسة الجديد في تنفيذ قراراتها؟. كما هل يستطيع لقب " أية الله " من إعطاء الحكمة لمقتدى وهو مراهق سياسي؟ الشك كبير في ذلك خاصة وان إطلالته الأخيرة عبر قناة الجزيرة القطرية مع محمد كريشان أثبتت ان مدرسة قم لم تغير فيه شيئا . فطريقة كلامه و العبارات التي تفوه بها سوقية. والمصطلحات التي استخدمها تدل على جهل وغباء مفرط.

وجه مقتدى الصدر من قم ، هو على اتصال مستمر بولاته في طهران وبالجنرال سليماني، بتدبير سلسلة من المناورات للتحكم في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة واستعراض قوته في دعوته أتباعه للتظاهر ضد التاسع من نيسان ، الذي وصفه مقتدى بأنه "يوم أسود حل على العراقيين جميعا"، ذلك الحدث الذي حرر مقتدى وعائلته من عبودية النظام الصدامي ولولاه لبقي في زاوية معتمة يبعث برسائل التأيد والشكر لصدام حسين على الرغم من قتله أبيه وأخويه. لقد استطاعت جماعته المتكونة أصلا من فدائي صدام وجيش القدس العراقي وأجهزة القمع الصدامية من جمع ألاف في مظاهرة تحمل شعارات النظام الشمولي الديني في طهران ضد الولايات المتحدة وبريطانيا، في نفس الوقت الذي اتفقت فيه روسيا وأمريكا على رفض برنامج إيران النووي وتضيق الخناق عليه.

كتب الدكتور عزيز الحاج في عراق الغد عن مقتدى :" كيف أمكن لرجل مطلوب للقضاء العراقي بتهمة جنائية، أن يصول ويجول ب"تياره" في ساحة السياسة العراقية!!؟ وحين يتحدثون مهتاجين عن خطر عودة الملطخة أيديهم بالدم العراقي، يعجزون عن تفسير كيف أمكن لهذا الرجل أن يحتل حوالي 40 مقعدا برلمانيا مع أن جيشه الإرهابي هو أكثر من تلطخت يداه بالدم العراقي في كربلاء والنجف والبصرة وغيرها من مدن العراق، ومع أن له مليشيا مسلحة باسم "لواء اليوم الموعود"؟ ومقتدى الصدر قد ناصر علنا فتنة القاعدة في الفلوجة، وكان جيشه يضم عددا كبيرا من فدائيي صدام..ولم ننس بعد تصريح خامنئي عام 2003، حين قال لمقتدى بأنه يرى فيه "حسن نصر الله العراقي"، ولا تصريح الصدر نفسه بأنه "ذراع حزب الله اللبناني في العراق".

وفعلا كانت مظاهرة مقتدى ليست فقط من تنظيم جيشه "المهدي" وإنما في حراسته مما جعل الأجهزة الأمنية العراقية في النجف بائسة، مما أعاد صورة استعراض جيش حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية من بيروت كقوة فوق الجيش والحكومة.
 

 

free web counter