| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. رياض الأمير

 

 

 

                                                                                  الأثنين 10/10/ 2011



هل منطقة الشرق الأوسط تسير إلى سباق نووي ؟

د. رياض الأمير 

خلال الحقبة السوفيتية قيل بان صحيفة " برافدا" ,أي الحقيقة لا تقول الحقيقة وصحيفة " ازفيستيا" , أي الإخبار ليس فيها أخبار. وقد تغير ذلك بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. فقد نشرت برافدا مقالا نقلا عن ال " ازفيستيا" بتاريخ الثاني عشر من أيلول ⁄ سبتمبر الماضي تحت عنوان " محطة بوشهر النووية تثير ردات فعل قوية " وجاء في المقال بان الخطر من تشغيل المحطة كبير ومختلف الجوانب . وقال احد الخبراء للصحيفة بان إيران إن لم تستطع من صنع قنبلة نووية بمساعدة هذه المحطة، لكن أي حادثة لها كضربها مثلا، أو تعرض المنطقة لزلزال فأنها ستتحول إلى قنبلة نووية يذهب ضحيتها شعوب عدة حيث ستتحرك السحابة الذرية أما باتجاه العراق والكويت آو باتجاه السعودية، البحرين وقطر وبذلك ستحدث كارثة بيئية على مستوى العالم يصعب معالجتها. وان كان المشروع النووي الإيراني لإغراض سلمية , فانه سيدفع دول منطقة الشرق الأوسط لسباق نووي ".

واستمرت الصحيفة في القول :" وبعد تشغيل محطة بوشهر أعلنت المملكة العربية السعودية عن نيتها بإنشاء محطة نووية آو أكثر وسارعت تركيا إلى الإعلان عن منشأة في " Akkuyu. " ، هذا بالإضافة إلى نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية استنادا إلى ما صرحت به وزارة البني التحتية عن بناء منشأة نووية في صحراء النقب في مدينة ديمونة" . واستمرت الصحيفة في وصف حالة الشرق الأوسط قائلة بان إسرائيل الدولة الوحيدة التي لم تنظم إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية , وفي نفس الوقت تملك مفاعل نووي لم يكن يوما تحت إشراف دولي. وان "سباق نووي سلمي" في منطقة الشرق الأوسط سيعطي إسرائيل إضفاء الشرعية على قدراتها النووية." وتستمر الصحيفة بالحديث عن إن استخدام الطاقة الذرية للإغراض السلمية شيء غير سيئ , ولكن منطقة الشرق الأوسط ,منطقة غير مستقرة وان تشغيل محطة بوشهر سيكون عامل في تحويل أي مواجهة عسكرية فيه إلى حرب نووية".

إن ما جاءت به الصحيفة الروسية ليس بجديد ولسوء الحظ لم تهتم به السلطات الروسية في مساعدة النظام الإيراني على خلق عامل خطر جديد في منطقة تقف على برميل من البارود, إن انفجر وصلت ناره إلى روسيا أيضا, هذا بالإضافة إلى الخطر البيئي الذي سيحدثه أي حادث تتعرض له المنشأة وخاصة وأنها تقع على تصدع زلزالي. وقد أثار الكثير من العلماء الإيرانيون المخاوف منذ البدء حول مكان المفاعل ونوعه, ولكن السلطات الإيرانية , في زمن الشاه وكذلك بعده لم تستمع إلى العقل واعتبرت السباق من اجل تشغيل مفاعل نووي نوع من التبهرج القومي على حساب أمان الشعوب الإيرانية والشعوب المجاورة.

أما الجانب الاقتصادي الذي سوقه النظام الإيراني لإنتاج الطاقة الكهربائية ففيه نوع كبير من الخيال لان إنتاج المحطة لا يتعدى 2,5 بالمائة من الطاقة الإنتاجية الإيرانية للكهرباء. كما وان سعي النظام الإيراني في مجال تخصيب اليورانيوم عالي الكفاءة بعيدا عن أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونصب أجهزة جديدة وتدشين محطات لذلك ما هو معلن وما هو سري وعدم التزامها بالاتفاقات الدولية وتسويفها للمباحثات مع مجموعة "خمسة زائد واحد" ما يعطي الذريعة للدول المحيطة الخوف من أهداف البرنامج النووي الإيراني ويدفعها إلى سباق نووي محموم ستقع الشعوب العربية ضحيته.

free web counter