| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. رياض الأمير

 

 

 

                                                                                     الخميس 10/2/ 2011



نفايات نظام ملالي طهران السياسية والنووية

د. رياض الأمير 

1.
جاءت تصريحات علي خامنئي بعد انتفاضة شباب مصر من اجل التغير لإجهاضها وكذلك أظهرت خطط نظام ملالي طهران نحو الدول العربية ومستقبلها التي يريد تحقيقِها في إقامةِ شرق ِ أوسط َ إسلامي تقوده إيران .تلك التصريحاتِ التي يجب قراءتِها باهتمام ووضوح من قبل المنتفضين ٬ ليس فقط في ارض الكنانة٬ وانما في جميع الدول العربية. ولحسن الحظ لم تفت على شباب مصر ذلك عندما دعا أعضاء في أحزاب المعارضة المصرية وآخرون في لجنةِ الحكماء الشبابَ في ميدان ِ التحرير إلى عدم ِ الانجرار وراء الأجندات الخارجية٬ في إشارة إلى تصريحاتِ المرشد الإيراني ورفضوا أن يقوم خامنئي التحدث باسمهم .
إن عمى الألوان المصاب به خامنئي دفعه أن يَتناسى ما يعيشه نظام الحكم في إيران منذ سقوط الشاه ولحد ألان حيث تتطلع الشعوب الإيرانية وفي طليعتها الشعب العربي الاحوازي بشوق ٍ إلى الحريةِ من النظام ِ الجاثم ِ على صدورها في إلهائها بالتخفي وراءَ رغبة َ نظامِه بإقامة شرق ِ أوسط َ إسلامي على غرار النموذج الإيراني تقوده طهران تحت راية ولاية الفقيه. ولم تتأخر يد النظام الإيراني الملطخة بدماء الأبرياء في دسها في صفوف الانتفاضة حيث ألقت الأجهزة ُ الأمنية ُ المصرية القبض على إيرانيا في القاهرة كان يَحمل بطاقة ً مزورة هدفه التحريض ِ على سفكِ دماء المصريين كما تفعل أجهزته على سفك دماء المواطنين في العراق وفي لبنان وفي اليمن وغيرها.

2.
ان التدخل الإيراني في شئون مصر لم يكن فقط بعد الانتفاضة الرائعة في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني ا لماضي وإنما قبله في تشكيل مجاميع إرهابية وخلايا تجسسية تعمل لمصلحة النظام. ان هذا المنهج ليس جديدا فقد قام به نظام ملالي طهران في العراق بعد سقوط النظام الصدامي عام 2003 ولا زال دوره التخريبي مستمرا يشمل جميع مفاصل الحياة في العراق وكان أخرها تعين وزيرا للتعليم العالي”علي أديب” فارسي الانتماء والهدف وإيراني الولاء حتى النخاع الذي دشن باكورة انجازه كوزير التوجه للمرجعية الدينية لتلقي إرشادها في توجيه التعليم العالي في العراق وتحويله إلى إسطبل من التخلف الفكري والحضاري أسوء مما تعيشه الجامعات الإيرانية.

فقد شهد الأسبوع الماضي قيام عدد من الجامعات العراقية بمنح صلاحيات لرجال الأمن المكلفين بحراسة الطلاب لمنع اختلاط الجنسين تمثلت بسكب الزيت الأسود على مقاعد الاستراحة في حدائق الجامعات وأماكن الانتظار وعلى جدران الممرات الداخلية المفضية إلى قاعات الدراسة ٬مع عبارات توعد وتهديد لمن وصفوا بالشاذين من الطلاب الذين يديرون أحاديث مع الطالبات التي وصفوها بباب الشيطان. وقامت وزارة علي أديب بشكل قسري إحراج الطالبات على لبسهن إمام الجميع وخصوصا الطالبات من يلبس البنطلون أو اللاتي يشاركن زملائهن الحديث على اعتباره مناف “لأخلاقنا وديننا الحنيف.” ومن المضحك المبكي أن تكون من أولى قرارات “علي أديب” إصداره امرأ بتغير المراحيض الغربية إلى شرقية في الجامعات العراقية وكأن هذا أساس الارتقاء في مجال التعليم العالي في بلد الحضارات . وكيف يمكن الارتقاء في مجال التربية والتعليم في نظام تسيطر عليه الأحزاب الطائفية والقومية ووزيرها “علي أديب” حيث ميزانية الدولة العراقية في مجال التربية والتعليم اقل نسبة ما رصدته أكثر الدول العربية فقرا وتخلفا؟ إن ما يقوم به وزير التعليم العالي هو إنهاء التطور العلمي في العراق موازيا بما قامت به مجاميع أسياده في أجهزة الحرس الثوري الإيراني باغتيال أكثر من ثلاثمائة عالم عراقي بشكل منظم .

3.
إن السلاح النووي الذي تسعى له طهران محمومة ليس فقط من اجل إركاع شعوب المنطقة وإنما إنشاء شرق أوسط إسلاميا تقوده وعلى نمطها .كما جاء في تصريح خامنئي بعد الانتفاضة في مصر. فخلال الاجتماع الأخير بين مجموعة الدول خمسة زائد واحد في اسطنبول حول البرنامج النووي الإيراني وعملية تبادل الوقود النووي أصرت طهران على نهجها وموقفها الرافض لتعليق برامج تخصيب اليورانيوم. كشفت الأقمار الاصطناعية واعتراف نظام ملالي طهران بوجود عدد من المنشات الجديدة لتخصيب اليورانيوم أو التي في طريقها لإنشائها .إن ما يقوم به النظام الإيراني تهديد للاستقرار” والأمن في منطقة الشرق الأوسط وكذلك مما سيدفع دولها إلى عملية سباق تسلح واسع لربما سيكون في مقدمته السلاح النووي وذلك لخوفها من توجهات النظام الإيراني وأهدافه وإحدى مؤشراته تصريحات خامنئي الأخيرة, هذا بالإضافة إلى ما يقوم به من تدخل واسع في اغلب الدول المجاورة له ابتدءا من العراق ومرورا بلبنان، فلسطين ، مصر ، اليمن وصولا إلى المغرب العربي.

4.
إن احتقار نظام طهران للعراق وشعبه وحكومته على الرغم من أن اغلب قادتها من أزلامه وكذلك لا يتمثل فقط في استباحة آمنه والتصرف بالعراق كمحمية فارسية ,وإنما في رمي نفاياته المختلفة في الأراضي العراقية كمياه البزل والمخلفات الصناعية في المياه العراقية وأخيرا قراره إنشاء محطة نووية على الحدود العراقية دون التفاوض مع حكام بغداد .
لم يفكر النظام الإيراني ماذا سيفعل مع النفايات النووية والمشاكل التي تحيط التخلص ولا الإمكانية التقنية في التعامل معها في جميع أنحاء العملية النووية وتخصيب اليورانيوم مثل التخلص من العناصر المشعة , النفايات النووية ٬ قضبان الوقود النووي المستنفد التي لا يمكن الاحتفاظ بها مع خصائصها المدمرة والسامة لمئات الآلاف من السنين دون إيجاد طرق تقنية عالية لحفظها. إن إيران لم تعالج مسائل التخلص من النفايات النووية في بوشهر, المنطقة التي تقع على الصدوع الزلزالية فكيف لها أن تفكر في امن العراق وشعبه
 

 

 

free web counter