| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رزاق عبود

razakaboud@hotmail.com

 

 

 

الأحد 9/11/ 2008



بصراحة ابن عبود

امريكا بحاجة ألى ألعراق وليس العكس

رزاق عبود

الولايات المتحدة الامريكية غزت العراق من اجل النفط، ولاقامة قواعد عسكرية دائمة فيه، ومن اجل الضغط على ايران، ومن اجل ضمان امن اسرائيل، ومن اجل استدراج فلول القاعدة وكل المتطرفين اليه، واتخاذه ساحة عالمية لمحاربة الارهاب، كما صرح اكثر من مسؤول امريكي وعلى رأسهم مجرم الحرب جورج بوش. لهذا، ولاسباب كثيرة اخرى بعضها خرافي، وديني لكنها تورطت في المستنقع العراقي. وتريد الخروج بأي ثمن، لكنها تريد من العراق ان يدفع هذا الثمن. وكأن كل ما خسره العراق خلال اكثر من خمس سنوات من الاحتلال، وما سبقها من سنوات الحصار الجائر، لايكفي. تريد مقايضة خروجها المحتوم باستقلال العراق. ما لم تنجح بفرضه عبر الاحتلال العسكري المكلف للخزانة الامريكية تريد فرضه بالمفاوضات. وربط العراق بمعاهدة امنية تشبه، بل اكثر تعسفا من معاهدة نوري السعيد عام 1930 مع اسياده الانكليز. وامريكا، وهي تعيش اكبر ازماتها الماليه في كل تاريخها، والحرب في العراق تكلفها مليار دولار اسبوعيا، اضافة لحربها في افغانستان، وتدابيرها، واجراءاتها الامنية، والكساد الاقتصادي الذي تعانيه، وعزلتها الدولية المتزايدة، وانحطاط سمعتها، وهيبتها الى الحضيض. وازدياد المعارضة الشعبية للحرب، وانخفاض شعبية بوش بشكل فظيع  يضعها في موقف ضعيف جدا!

اذن الطرف العراقي هو الاقوى، موقفا، في المفاوضات استنادا الى وضع امريكا غير المريح اطلاقا، فهي دولة احتلال، والعالم كله تقريبا ضد هذا الاحتلال. هي اخطأت، وفشلت، وكذبت، وزورت الوثائق، وشوهت الحقائق، والشعب الامريكي باغلبيته الساحقة ضد حكومته. بعد ايام في 4 /11/2008 ستجري انتخابات حاسمة في امريكا اما تغير في خطها العام، واما ان يضعها خليفة بوش الجمهوري (ما كين) على خط الانهيار النهائي. فحديثه عن البقاء مائة سنة في العراق ما هو الا غرور فارغ، وخطة استعمارية واضحة. واوباما يريد تخليص امريكا من هذه الورطة. ونحن نتذكر كيف استغل الايرانيون بذكاء مسالة الافراج عن اسرى السفارة الامريكية في طهران. حيث كان مبعوثي ريغان المرشح وقتها للرئاسة يحث الايرانيين على ابقائهم ليربح السباق باسمهم، وغازلهم باسم الايمان، وفضيحة اسلحة الكونترا. حيث باع الايرانيين اسلحة دفعت اثمانها الى العصابات الفاشية في نيكاراغوا. وكان الرئيس كارتر المعارض الحالي للحرب، والمؤيد لاوباما يريد الاسراع ،وقتها، باطلاق سراحهم ليستفيد من العملية كدعاية لفوزه. واكيد تحدث اوباما مع القيادات العراقية بنفس المعنى فالرجل يريد، مخلصا، تخليص امريكا من ورطتها. ليس فقط لانه كان ضد الحرب من البداية بل لانه يعرف ان تكاليفها اذا ستمرت ستعيق تنفيذ وعوده الاصلاحية الاجتماعية في امريكا حيث البطالة المتصاعدة، وحيث 40 مليون امريكي لايملكون ضمانا صحيا، والانهيار المالي الامريكي سبب ازمة عالمية، وتشرد الوف من الامريكيين من بيوتهم التي اشتروها لانهم لم يعودوا يملكون ما يدفعون به اقساط قروضهم الى البنوك. الميل العام لدى الامريكيين هو الخروج من العراق. القادة العسكريين الكبار يوصون بنفس الامر. حالة الجنود مزرية. فشل القوات الامريكية في القضاء على الارهاب مقابل النجاحات الكبيرة للجيش العراق في فترة قصيرة. عودة القاعدة، وطالبان القوية في افغانستان. وخروج حليفهم القوي برفيزمشرف من السلطة في باكستان. وبالتالي فهم في حاجة لقواتهم، وتكاليفها هناك. حيث الشعب الامريكي اقل معارضة لها بسبب احداث 11 سبتمبر2001. كما يوجد غطاء اوربي، ومن الامم المتحدة ايضا.

الشعب العراقي، وقواه الحية تعارض المعاهدة الامريكية. ثم ان القوات الامريكية موجودة كقوات للامم المتحدة، ومجلس الامن يستطيع ان ينهي مهمتها، او يبقيها حسب طلب الحكومة العراقية. اذن المفاوضات يجب ان تجري مع الامم المتحدة، وليس مع امريكا. وتغيير نص التمديد بما يتلائم والوضع الناشئ، وسيادة العراق. العراق ليس بحاجة لحماية احد، فلم يحتله احد حديثا قبل احتلاله من امريكا. والجيش العراقي كفيل بالدفاع عنه وقد فعل في حربه مع ايران. ولم يحارب في المرة الاخيرة لانه اراد التخلص من صدام، لكن الامريكان خذلوا الجيش، ونكثوا بوعودهم للعراقيين بتسليم السلطة للمعارضة. وفرضوا أنفسهم كقوة احتلال بقرار من الامم المتحدة. اذن بامكان الامم المتحدة انهاء الاحتلال، والعراق عضو مؤسس في الامم المتحدة ومن حقه طلب المساعدة العسكرية من أي دولة، او مجموعة دول في حالة تعرضه لاعتداء جديد. اما حجة ان العراق تحت الوصاية الدولية حسب الباب السابع فالامم المتحدة تستطيع حل هذه الامر. واذا رفضت امريكا ذلك في مجلس الامن فان الجمعية العامة بامكانها فعل ذلك، خاصة وان معظم الدول غيرت موقفها من الحرب بما فيها بريطانيا. التي يهمها الان وضعها الاقتصادي وليس تحالفها مع بوش، الذي سيخرج قريبا من البيت الابيض. ولا ادري، ولا افهم سبب توقيع المعاهدة. وقد رفض الشعب العراقي في بداية العشرينات الاحتلال البريطاني، ومحاولة فرض معاهدة 1922 فكيف يقبلها الان، وقد اتضح زيف امريكا، وافتضح دور عملائها في العراق؟ ماذا نفعت معاهدة التعاون والدفاع المشترك مع سوفييت غورباتشوف؟ وامريكا الان في نفس الوضع فهم بحاجة لدعم، وليس تقديم الدعم للاخرين. وهم يريدون خلق حالة عداء دائم بين العراق وجيرانه كما افتعلوا مع صدام لعبة حماية البوابة الشرقية التي اعادوا فتحها من جديد للارهابيين والقتلة. فالنظام الاسلامي الايراني ليس خالدا. لماذا لا تقدم الدعم للمعارضة الايرانية بدل تكبيل العراق بحلف بغداد جديد؟ فالعراق يؤثر، ولا يتأثر في المنطقة. وطالما حلمت امريكا ان يكون العراق مركزا لسياستها العدوانية في المنطقة، والسيطرة على موارد البترول فيه. فكيف يضع البعض تفسيرات عجيبة، ويختلق اعذارا مصطنعة لتبرير عقد الاتفاقية الامنية مع المحتل، الذي عليه ان يعترف بجريمته، ويدفع فاتورة اخطائه، لا ان نكافئه بمنحه الوصاية على مقدرات العراق، وشعبه. فالقانون الدولي اقوى من أي معاهدة ثنائية حتى لو كانت مع اقوى دولة. علما ان هذه القوة في طريقها الى الانهيار. ويكفي التذكير بترددها، وتنازلاتها امام الصين، وايران، وكوريا. ان عصر العراق هو القادم، وعصر امريكا هو السائر في طريق الانكفاء. فلا تكبلوا انطلاقه العراق!!


15/10/2008
 

free web counter