| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رزاق عبود

razakaboud@hotmail.com

 

 

 

السبت 7/3/ 2009



بصراحة ابن عبود

نساء العراق : الاغلبية المهضومة!

رزاق عبود

بسبب الحروب العدوانية التي شنها نظام صدام الفاشي فقد تغير التركيب الديموغرافي للمجتمع العراقي. كما هو الحال في كثير من الدول التي عانت حروبا طويلة كان حصادها الاكبر من الرجال، لان التجنيد الالزامي في كل العالم، ما عدا اسرائيل، يشمل الرجال فقط. وقد عانت جمهوريات الاتحاد السوفيتي، السابق، والمانيا، وايطاليا، واليابان، والكثير من الدول الاوربية من هذا الخلل في التركيب السكاني. لكن المرأة في اوربا لاتعاني، ولا تعتبر هذه مشكلة اجتماعية. فالمرأة هناك تملك مصيرها، وجسدها، ولها حق التصرف به. ولا يعارضها احد من غير المتخلفين فكريا، واجتماعيا، وسياسيا، ودينيا، وعقليا. فالمراة هناك لها حق الانتخاب، والترشيح، والعمل في اعلى مناصب الدولة، والمجتمع. وتعمل كطبيبة، ومهندسة، وتقود الطائرة، والشاحنة، والقطار. تعمل كمحامية، وقاضية، وهو امر لازال محرما في اغلب الدول الاسلامية. ولم تفشل المرأة في اي من هذه الاعمال، والوظائف، والمهام. بل ان التجارب، وكل الدراسات اشارت، ان المراة اثبتت جدارتها في كل الاعمال، والمهام، التي زاولتها، وتفوقت في اغلب الحالات على زميلها، زوجها، اخيها الرجل. بدون ان تغير شي من جسدها، او ملابسها، او قصة شعرها فهي انسان كامل العقل، والموهبة، مهما طالت ملابسها، او قصرت. واذا كانت شرقية، او غربية. الامر الاساسي، ان المجتمعات المتمدنة اعترفت للمراة بالمساواة الكاملة مع الرجل، وانها ادت، وتؤدي دورها في المجتمع، وانها نصف المجتمع الفاعل. انها القدم الثاني التي يستند، ويسيرعليها الوطن، والمجتمع. المرأة في العراق زرعت، وحصدت، ناضلت، وصمدت، قاتلت، واستشهدت، عملت، وابدعت، درست وتفوقت، فكرت، وابتكرت، كتبت، ورسمت، حبلت، وانجبت، تزوجت، وترملت، تعذبت، واغتصبت، تغربت، وتشردت، صرخت، وعولت، بكت، وتألمت...الخ...الخ! اكثر من الرجال.

35 عاما من المطاردات، والعذاب، والتخفي، والحروب، والتهجير، والتقتيل. خسرت الاب، والاخ، والزوج، والحبيب، والخطيب، الصديق، والقريب حتى ارتد المجتمع بسبب الحروب، والفاشية، والاسلام السياسي الى الوراء، وعاد يمشي على اربع، وصار لمجتمعنا اربعة اقدام يمشي عليها، ويتكأ. ثلاث منها للنساء، وواحدة عرجاء للرجال.لكن الشرع الرجالي "الحضاري" جدا "المتمدن" جدا "التقدمي" جدا، الذي وضعه قادة عشائريين من الجبال، واسلاميين متخلفين من الجنوب. اخذوا من المجتمع الثلاث اقدام، ومنوا على المرأة بالربع فقط. عدد النساء في العراق اكثر من النصف بكثير، لكن لهن فقط 25% من مقاعد البرلمان، واقل بكثير في مجالس المحافظات. والكثير من ال 25% نساء مغلوب على امرهن، لم يخترهن احد، مجرد لعب بيد العشائريين، والملتحين المتخلفين. مغسولات الدماغ، والفكر يتابعن ايدي الصغير، والاعرجي، والدليمي ان رفع يده رفعنها، وان خفض يده خفضنها. توابع حتى في الحياة السياسية، هكذا يريدون. مكياج لوجه البرلمان القبيح، واجهات للمحاصصة البغيضة، وبهارات للطبخة التوفيقية الفاسدة. ثلاث ارباع المجتمع تمثله اشباح سوداء في مسرح العرائس الطائفي القومي المتعصب. لقد تناسوا ان المرأة العراقية، عمرت الحقول، وادارت المصانع، وانتجت البضائع، وانجبت الرجال وربتهم. نسي هؤلاء انهم يقبلون حذاء فاطمة القرشية، ويدوسون باحذيتهم القذرة حقوق المرأة العراقية. فاي نفاق، واي هضم للحقوق؟؟ المراة في العراق القديم، الذي يتباهون بحضارته، وهم يمارسون البريرية كانت الاهة، وقديسة في حين تباع المرأة العراقية المعاصرة في سوق النخاسة الاسلامية، والقومية الجبلية. يقبلون ايادي الشمطاء رايس، وينحنون للمراوغة هيلاري، لكنهم يستخفون بسيدات العراق، ويسحبونهن مثل قطيع جمال في الصحاري العربية القديمة، ويتمتعون بجسدها اثاثا في البيت. وزيرة "شؤون المرأة" ليس لديها، حتى مقرا لوزارتها، رغم ثقل حقيبتها، وسعة مهماتها. في حين يتمتع وزراء الدولة من ذوي الحقائب، والرؤوس الفارغة بمكاتب، وحرس، وامتيازات، وحمايات، وسيارات مصفحة. او"نائبة" تستحي ان تكشف حتى عن اصابعها، وتحجب كل جسمها بسواد تخلفها، وتتمنى ان تغطي حتى وجهها للتخلص من مشقة اغتساله صباحا. تتمتع هذه الشبح بكل الامتيازات في حين تلقى من تدافع عن المراة، وحقوقها كل الرفض، والتجاهل، والمضايقات، والسخرية، وتتلقى تهما متعددة، ولا تجد بابا مفتوحا لطلباتها بالمساواة. يتحدثون باسم الديمقراطية التي تعني، من بين ما تعنيه، حكم الاغلبية في حين تحرم الاغلبية الفعلية : نساء العراق من حقوقها الاساسية!!


 

free web counter