| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رزاق عبود

razakaboud@hotmail.com

 

 

 

                                                         السبت  7 / 12 / 2013

 

بصراحة ابن عبود

من "سيدي" ابو عداي الى "مولانة" ابو حمودي، نفس النفاق، نفس النفوس!

رزاق عبود

نوري ابو السبح (مع احترامنا لكل بائعي السبح والمحابس) اصبح بقدرة قادر، وبغفلة من الزمن ، وتواطؤ العنصريين والطائفيين رئيسا لمجلس الوزراء. قبله اصبح راعي الغنم (مع احترامنا لكل الرعاة وباعة المواشي) صدام حسين التكريتي رئيسا للجمهورية العراقية. كلا الاثنين دعمتهما المخابرات البريطانية والامريكية. كلا الاثنين تآمرا على سلامة الجمهورية ، وتعاونا مع دول اجنبية ضد بلدهما. كلاهما حاولا اغتيال رئيس البلد. كلاهما هربا من "النضال" وفضلا اللجوء، والتعاون مع مخابرات البلد / البلدان المضيفة. كلاهما اطاحا برئيس حزبيهما بمؤامرة جعلتهما رئيسان للحزب ، والوزراء / الدولة . كلاهما قربا ضعاف النفوس من شيوخ العشائر ، ووزع عليهم المال ، والسلاح ، والاراضي (مع احترامنا لكل الشيوخ الذين رفضوا الخضوع). كلاهما اشترا الصحفيين ، والابواق ، والمطبلين ، والمزوقين ، والشعراء ، والراقصين ، والمداحين ، والرداحين (مع احترامنا لكل القامات التي حافظت على شرفها المهني). كلاهما ملأ ساحات بغداد، وشوارع المدن العراقية بجثث معارضيه ، ومنتقديه ، ومنافسيه. كلاهما شوه ساحات ، وشوارع العراق بصورتيهما الكريهة. كلاهما جعل من ابنائه ، واقاربه ، وعشيرته ، ونسبائه ، مرتزقة وسلطهم على الناس (مع احترامنا لابناء عشيرة بني مالك ، وابناء تكريت ، الذين بقوا على عهدهم السياسي ، والفكري). كلاهما قرّب النفعيين ، والوصوليين ، والفاسدين ، والمهربين ، والمرتشين ، والانتهازيين ، واللصوص ، ومهربي الاثار ، وجعلهم من بطانته المقربة على حساب الاكفاء ، والمخلصين ، والشرفاء. كلاهما سيطر على مراكز القرار في الدولة ، واحتفظ باهم المناصب الامنية ، والعسكرية ، والحزبية. كلاهما لهما حماية ضخمة ، ومواكب مرافقين لم يحظ بها كل رؤساء العالم. كلاهما حارب الشيوعيين ، والقوميين غير المتعصبين ، والوطنيين ، والاسلاميين غير الطائفيين . كلاهما حاربا ، وضايقا ، ونظرا باستصغار لمكونات شعبنا القومية ، والاثنية، والدينية ، والطائفية. كلاهما حوّل الجامعات، والمدارس ، ودور البحث والعلوم الى مراكز حزبية ، ومنابر للدعاية ، والتضليل ، وتزوير الحقائق، والتاريخ. كلاهما افتعل الازمات ، والمشاكل ، والخلافات ، مع الحلفاء ، او الاصدقاء ، او الجيران ، لتصريف ازماته الداخلية. كلاهما اطلق سراح المجرمين من السجون ، وسلحهم لقتل ابناء الشعب. كلاهما فرّطا بحقوق ، واراضي ، ومياه ، وشرف ، وسمعة ، وسيادة الوطن ، وقيّد البلد باتفاقيات ، ومعاهدات مشينة. كلاهما حوّل ملايين العراقيين ، خاصة ذوي الكفاءات ، الى مهاجرين ، ولاجئين ، ومشردين ، ومتسولين في بلدان لم يسمعوا بها من قبل. كلاهما اطلق العنان لالقاب الفخامة، والسمو ، والسيادة ، والتعالي حتى قاربت اسماء الله الحسنى. كلاهما بدّد الثروة النفطية على شراء السلاح ، والعملاء، والمؤيدين ، والمصفقين، وترك الشعب يعاني الامرين ، وجعلا من العراقيين افقر شعب في اغنى وطن. كلاهما تمّسك بالسطلة حتى الاسنان ، وقدما العراق ضحية على مذبح الحكم ، والسلطة المطلقة ، وتعظيم الذات ، وسيادة العنف. كلاهما جعلا نفسيهما فوق القانون ، وفسرا الدستور وفق ما يريدان. كلاهما سيّس القضاء ، واخضعاه لرغباتهما، ونزعاتهما، ومصالح سلطتهما. كلاهما احتقرا مجلس النواب ، ولم يتعاملا مع النواب ، الا كمجموعة من المنتفعين، و(المشرعين) لقراراته. كلاهما، وباسم الدين ، سمحا للارهاب ، والتعصب ، والطائفية ، والاثنية ان يمزقوا الشعب والوطن. كلاهما تحصّنا في قصورهما، كالسلاطين ، وتركا الشعب جائعا بلا غذاء، ولا سكن، ولا كهرباء. كلاهما اعادا الى العراق امراضا انقرضت، وعلل اندثرت، واستوردا امراضا لم نسمع بها من قبل. كلاهما امتلأت السجون في عهدهما بالاف المواطنين من كل الاعمار، والاجناس ، والاعراق ، والاديان ، والطوائف ، والاتجاهات ومورست ، وتمارس في سجونهما ابشع انواع التعذيب ، والاستخفاف بحقوق الانسان، وكرامته. كلاهما اعاد افكار ، وممارسات ، وقيم ، واخلاق عفى عليها الزمن. كلاهما شوّها سمعة العراق والعراقيين في العالم من فساد ، وحرب ، وعدوانية ، وعنف ، وارهاب ، والتدخل في شؤون الدول المجاورة. كلاهما، كلاهما، كلاهما..... دمرا العراق ، ووضعاه على حافية الهاوية ، والتقسيم ، والزوال.

كل ذلك بسبب النزعة الديكتاتوية ، وحب السلطة ، والتفرد ، والاستبداد ، وتجاهل ارادة الشعب، وقواه الحية. فهل تأتي امريكا جديدة لتخلص العراق والعراقيين من الثاني ، بعد ان انتهت مهمات الاول؟ ام ان الشعب ، وقواه الوطنية سيزحفون نحو صناديق الاقتراع لازالته بلا دبابات ، ولا طائرات ، بل بفعل عمل حضاري اسمه : الانتخابات؟ ام يا ترى سيفوز نوري كامل المالكي بنسبة 99.99% كما يدّعي ، ويتوعد، ويهدد انصاره من على شاشات التلفزة التي سيطر عليها ؟ عندها لابد من تحويل الشوارع ، والساحات الى ميادين ثورة شعبية لتغيير النظام الديكتاتوري الجديد. فالعراق لا يتحمل، ولا يستحق احتلالا جديدا. ولا ديكتاتورا جديدا!
 

3/12/2013
 

كاتب عراقي
 

 

free web counter