| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رزاق عبود

razakaboud@hotmail.com

 

 

 

الأربعاء 26/11/ 2007

 

امسية خلدونية للوطن والشعر والذكريات

رزاق عبود

في جمع قليل مميز من المهتمين، والمعجبين الكثر بشاعرية، وشعرالحبيب، والصديق خلدون جاويد، وفي ضيافة نادي بابل العراقي في ستوكهولم رحل بنا الشاعر المبدع بسفنه السياسية، ومراكبه الاجتماعية، وقوافله العاطفية يقودهم ربان الشعر، تسبح مع الموجات في خلجات الصدور، ويتقدمهم الحادي في طرق النضال، والشوق، ويسامرهم النديم في امسيات الطرب، ويجالسهم ساعات المرح، و يصاحبهم سنين الالم، وتجول خواطر السياسة، وذكريات الاحبة، وجراح الوطن، ونحيب الشوارع، وملامح الرفاق، وعيون الحبيبات، وخصلات الحواري، وغابات الانس، ووهج العشق، والحنين لصدرالام، ودروب الطفولة، وملاعب الامس. المدرسة، والشارع ، والجامعة، والبيت، الكنيسة، والجامع. مولد المسيح، وسبي الحسين، وشموع يحيى زكريا، ونيران كاوه، وناي الصحارى. صخب المظاهرات، ومعاناة المناضلين، صراخ المعذبين، وشموخ الشهداء، وروعة التعايش، والالفة، والتسامح في ربوع احلى وطن.

لم يغب شيئا عن شعر، وحديث، وذكريات، وابيات خلدون. لكن الوطن كان الحاضرالاكبر، كان بين قصيده، وانينه، وحنينه، وشوقه، وصراخه، وعتابه، ولومه، واحتجاجه، وحبه، وعشقه، والمه، وسيل ابداعه الذي يسكنه جني الوطن، وتدورر به عفاريت الابداع، وتحلق فيه ملائكة العشق، وتشدوا فيه طيور الحب، والجمال. وكأن الوطن صار حديقة في صدره، اوجنينة ملحقة بقلبه، وهو البستاني الساهر عليه، يسقيه بدمه، ويمسحه بدموعه. يحدب، ويحنو على زهوره، ووروده كما يحنوا على ابنائه، وبناته. كأن "كومة" القصائد امامه، وطلبات الحاضرين ابواب الوطن الموصدة بوجوهنا يفتحها بابا، فبابا فندخل الى الباب الشرقي، ونقف بخشوع تحت رائعة جواد سليم. نمضي الى شارع ابو نؤاس، ونتنشق عبير المسكوف! نفتح باب المعظم، وندق ابواب كلية البنات المغلقة. نهم من هناك عبر الميدان، وشارع الرشيد الاغر، الى شارع المتنبي متحف الثقافة العراقية،. نحلق في سماوات الزبير، ونسلم على المربد، ونتناول تمر البصرة. نعانق منائرالكاظمية، ونتجول في ازقة الاعظمية. نعبر جسر الشهداء، ونتوقف عند "المعلق"، ونلوح من بعيد لكنيسة العذراء. نسافر الى الموصل، ونعرج الى السليمانية، واربيل، ونتجول في مزارع بعقوبة، نروي عطشنا في ديالي، ونتوضأ في دجلة، ونتعمد في الفرات، ونتنزه في شط العرب. نشارك في اضراب كاورباغي في كركوك. نساهم في الوثبة، والانتفاضة في شوارع، وساحات بغداد، نراقب صمت "ابو خزامة" ونبكي امام المتحف الذي نهبه المغول الجدد، ونضع الورد عند اعواد مشانق قادة الشعب فهد وحازم وصارم. اخذنا معه الى انهر، وشطوط، وبساتين الحلة الفيحاء، وزرنا معه النجف، وكربلاء. تقاسمنا الهموم مع الحبانية، والرمادي، وعمنا في بحيرة الرزازة. الشباب، الطلاب، المراة مانحة الحياة، الفتيات رمز العنفوان والتجدد. التلاميذ الساعين الى مستقبل جديد، العمال والفلاحين المتكاتفين من اجل وطن افضل سعيد. ابكانا، واضحكنا، صفقنا، وتأوهنا. زفرت حناجرنا، وما بح صوته، وهو يتغزل بالحبيبة، وكرسي المدرسة، وشارع المحلة، واجتماع الخلية، وجمع الاصدقاء، واحضان الاهل، والاحبة.

لقد كسرت صمتي، ياصديقي بمعول شعرك! صمتي الاحتجاجي من غدر جبان، وتقول كاذب، وخذلان "رفاق" وتخلي "اصدقاء". لكن امسيتك، شعرك، صمودك، اصرارك، جرأتك، تجددك، سموك، حرقتك، وانت تبكي الوطن، لوعتك، وانت تشتم جلادي شعبنا منحني دما جديدا يقاوم العناد، والاحباط . قصائدك، وعيون ابو روزا المندائي الذكية، وهو يسال، ويستفسر بطريقته البسيطة المحببة، والحاحه الصادق، وكانه ابراهيم يبعث مرة اخرى ليبشر العراقيين بدين جديد. اعادتا المداد لقلمي الجاف.

لكل من كتب، واتصل، وعاتب، ولام، وسال، وزعل اقدم اعتذاري لصمتي الاضطراري، واضع جبين نتاجي البسيط تحت اقدامهم الواعدة السائرة باصرار في طريق تعرية جرائم نهب، وسرقة وقتل، وتقسيم، وتقطيع العراق، وتمزيق شعبه، وارضه.

لكم كل حبي، واعدكم ان لا اسكت حتى يسكتني "ملك" الموت، بعد ان يمل من قطع انفاس الملايين من ابناء العراق الاحبة. وكما تقول الاغنية: "على عنادك، على عنادك، راح اكتب، واحرک افادك". مع الاعتذار لمطربتنا المحبوبةّ!!!

وسيبقى شعرك خالدا يا خلدون!!!




 


 

Counters