| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رزاق عبود

razakaboud@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 1/2/ 2007

 

 

بصراحة ابن عبود


العملية السياسية بحاجة الى عملية جراحية

 

رزاق عبود

العملية السياسية الجارية في العراق تعاني منذ بدايتها من مضاعفات خطيرة وهي الان في غرفة الانعاش المركز. الفريق الجراحي العراقي المرافق لتنفيذ العملية مغلول الايدي، وبدون قفازات طبية، ولا ادوات جراحية. والجراح الاول الامريكي يحتكر كل الادوات ولكنه لايعرف استعمالها ولا يجيد(لا يريد) استخدامها لصالح اتمام العملية بنجاح. لان نجاحها يعني انتهاء دوره، وانتفاء مبرر وجوده في غرفة العمليات. لذلك يظل يماطل، ويعرقل ويفتح الجراح واحدا تلو الاخر ليقوم مرة اخرى بخياطتها بطريقة خاطئة. تتولد عنها مضاعفات جديدة. ويبدو ان كل مباضعه، ومشارطه، وقواطعه غير جيدة التعقيم، او ملوثة عن قصد مسبق. وحتى الهواء في غرفة العمليات غير نقي كما يجب. واهل الطب يعرفون احسن مني ان اخطر الجراثيم، والميكروبات، والفيروسات موجودة في ردهات المستشفيات. امر قد يبدو غريبا، ولكنها معلومة صحيحة. فبعض الجراثيم تعودت، وتكيفت على كل المعقمات، ومواد التطهير المعروفة. وامر التخلص منها هو اصعب الامور. وكثيرا ما تغلق ردهات بأكملها، او تحجز طواقم كاملة في اشهر المستشفيات العالمية بسبب ان هذه الجراثيم، والفيروسات قد لوثت هذه الاماكن او الاشخاص. واصبح خطر الوباء محتملا. ان الجراح الامريكي لايحسن استخدام ادوات الجراحة ولا يريد لاحد اخر ان يستخدمها او يقبل استشارة احد حول كيفية استخدامها. فعملياته الاستراتيجية تتعاقب، وقادتها يتبدلون، واعذارفشلها تتغير مثل بدلات الرئيس الانيقة. لكن المريض العراقي يظل ينزف بدون رحمة، ولا شفقة من هذا الجراح المغرور. فمرة يقطع شريانا بدل توسيعه، او يقص وريدا بدل لحمه، او يجرح عضوا بدل علاجه، او يزيد نزيفا بدل وقفه. الطاقم المرافق يتفرج بحسرة، وغضب، وحيرة بلا حول ولا قوة. وهم يرون ان المريض ينحدر نحو الهاوية، ويغيب وعيه، وينخفض ضغطه، ويزداد نزفه، وتتقطع انفاسه، والجراح الامريكي مستمر في عناده، وتجبره، وتكبره. لا يؤدي عمله المفروض، والمطلوب، ولا يترك للاخرين فرصة تجربة امكانياتهم، وقدرتهم، ومعرفتهم في حالة المريض وطريقة علاجه. لقد جمع كل ادوات الجراحة تحت يديه، ولبس قناع، وصدرية الجراح لكنه يمارس مهنة الجزار.

هذا هو حال العملية السياسية في العراق. طبيب اخرق، واخرين مسلوبي الارادة. واهل المريض لا احد يستمع لصراخهم، وبكائهم، واستنجادهم. ان وضع ادوات الجراحة بيد جراح عراقي/ عراقيين قديرين، وازالة الجراثيم التي دخلت غرفة العمليات مثل جراثيم المحاصصة، والتعصب، والتشدد، والتخندق، والانغلاق. وتطهير ادوات الجراحة من كل ما يلوثها ويؤدي الى مضاعفات قاتلة والتهابات شديدة : من فساد، ومليشيات، وتحزب اعمى، وسرقة اموال الدولة، وغياب الامن، وفقدان الخدمات، وخراب الاقتصاد. يمكن ان ينقذ المريض العراقي. ان وجود القادة، والسياسيين في المنطقة الخضراء لايمنحهم صفة الجراحين الذين سينقذون المريض. صحيح ان اردية الجراحين خضراء ولكنها ليست مشتقة من المنطقة الخضراء. فملابس الاطباء مشتقة من الطبيعة الخضراء، اصل كل حي فيها. وهو لون الامل، والشفاء، والهدوء. اما المنطقة الخضراء فصارت للاسف تعكس لون العفونه، والتلوث، والفطريات السامة القاتلة، التي قد تسبب مضاعفات خطيرة قاتلة اذا مست جراح المريض الذي يحتضر. المريض بحاجة الى غرفة انعاش هادئة نظيفة معقمة من جراثيم الطائفية، والعنصرية، والاحقاد، ومشاريع الاحتلال، لكي تعود له عافيته. فمتى ما تغير الطاقم الجراحي الملوث الى اخر قادرعلى اتخاذ زمام المبادرة، ومتى ما تولى رئاسة الطاقم اناس وطنيون شرفاء حازمون وعازمون على انقاذ المريض ولاهم لهم سوى مصلحة الشعب والوطن فإن العملية ستسير على احسن وجه، ويتماثل المريض العراقي الى الشفاء السريع. ولكن :

1ـ هل تتذكرون سيارة (ام الدخان) التي كنا نركض ورائها ونحن صغار. كنا نمرض، لكن البعوض بقي نشطا، ينشر الملاريا، والتيفوئيد في اجسادنا الضعيفة.

2ـ ام تذكرون الدودة التي سميت "دودة الزعيم" وقد جلبت من امريكا، وقتها، وقيل انها ستأكل بيوض "دودة" البلهارزيا في المياه العراقية ولكنها اكلت كل بيوض الاسماك المرغوبة وادت الى ازمة، وشحة في انواع الاسماك.

3ـ هناك طريفة تروى عن رائد الفضاء البلغاري. اذ سؤل عن سبب احمرار اصابعه بعد عودته الى الارض فأجاب انه كلما حاول ان يضغط زرا فأن قائد الرحلة الروسي يضربه على اصابعه.


21/1/2007