| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رزاق عبود

razakaboud@hotmail.com

 

 

 

الأحد 18/10/ 2009

 

التيار الديقراطي، والاعصار الاسلامي القومي

رزاق عبود

من اجل توفير امكانيات النجاح في الانتخابات القادمة!
الانتخابات البرلمانية القادمة على الابواب، اذا لم تؤجل كما ادعو واتمنى، وعلى القوى الوطنية بكل مشاربها ان تستفيد من تجربة الدورة البرلمانية السابقة، ودروس الانتخابات المحلية الاخيرة. فلقد رفضت القوى القومية الكردية، والاحزاب الدينية الشيعية، قبل الانتخابات السابقة، دعوة الحزب الشيوعي العراقي وقوى وطنية اخرى لتشكيل جبهة وطنية عامة (قائمة شاملة) تدخل الانتخابات على شاكلة تجربة مجلس الحكم. لكن القوى الاسلامية الطائفية، والقوى الكردية القومية الانفصالية، كانت قد قررت تقاسم العراق فيما بينها. فأدخلت العراق في حرب طائفية لعينة راح ضحيتها الاف القتلى، والمعوقين، وملايين المهجرين والمهاجرين. وتعثرت العملية السياسة طويلا، وانعدمت الثقة بين القوى المساهمة فيها. وازداد الشقاق، والتباعد حتى بين اقرب حلفاء الامس. بسبب سياسة التهميش، والعزل، والاقصاء، والمحاصصة، وتقاسم المناصب والمنافع، وكل الدولة، كغنائم حرب. وازداد الوضع حدة خاصة بعد تقسيم البرلمان الى كتلة سنية، وكتلة شيعية، وكتلة كردية، وغاب العراق. ورغم المحاولات القائمة حاليا، وكثرة الدعوات والجهود لاقامة تحالف وطني شامل ينبذ الطائفية والمحاصصة، فان الائتلافات الجديدة، والقوائم المعلنة لا تختلف كثيرا عن التحالفات الطائفية والقومية الضيقة والمناطقية والعشائرية لتثبيت تخلف العراق عن ركب الحضارة ولابقاء الهدف الديمقراطي والدولة الحديثة والنظام العلماني المتمدن بعيد المنال. ويبدو ان القوى اليسارية، والديمقراطية لا زالت هي الاخرى تعاني مشكلة عدم الثقة، او علة المبالغة بحجمها ودورها او، وهو المرض المزمن، لا زالت تريد فرض برنامجها كاملا على من تتحالف معه. ان تقدم برنامجك للتفاوض هو غير ما تريد التوصل اليه في نهاية المفاوضات والمباحثات بعد تقديم التنازلات والمساومات الضرورية للوصول الى اتفاق، ولضمان استمرار التحالف حتى بعد الانتخابات، ولتجنب الاخطاء القاتلة في تجربة القائمة العراقية الوطنية وما شابها من تعثر وتبعثر.

فعلى الحزب الشيوعي العراقي، مثلا، ابرز واهم قوى التيار الديمقراطي، ان صحت التسمية، ان يحاول اعادة وحدة الحركة، والاحزاب، والقوى، والتجمعات، والتنظيمات الشيوعية في البلد، وتخليصها مما علق بها من ادران قومية انفصالية، او متطرفة انعزالية، او اوهام مغامرات ثورية. صحيح ان الحزب الشيوعي لم يعد حزبا جماهيريا كما كان في السابق، لكنه لا زال يحظى بالاحترام، والتقدير من اوساط الشعب الثقافية والسياسية، وحتى القوى الدينية. ومعروف ان الشهيد سلام عادل اعاد توحيد الحزب قبل ان يستطيع توحيد وتجميع القوى الوطنية والقومية في جبهة الاتحاد الوطني التي مهدت لثورة تموز.

كما ان القوى الديمقراطية لا زالت متفرقة، والسبب هو الموقف من الاحتلال، والمشاركة في الحكم، والعملية السياسية. لكن اغلب القوى الان تقر بضرورة المشاركة، وهذا الامر يشمل ايضا التنظيمات والشخصيات اليسارية بمختلف منابعها، لعزل او تحجيم القوى ذات الاتجاه الاستبدادي. وامكانية وضرورة استغلال التفكك القائم بين القوى الدينية، وهي ظاهرة ليست مؤقته بسبب اختلاف مذاهبها ومرجعياتها، والتنافس على كسب الكتلة الجماهيرية ذاتها. واهمية جذب العناصر الدينية المتنورة المؤمنة بالتعددية، ونبذ الطائفية، ورفض التدخلات الخارجية من اي صوب، وتحديد موقف واضح من ضرورة انهاء الاحتلال، والاستقلال الكامل باسرع وقت. ان قوى المستقلين المنحدرة من مختلف المشارب تزداد اتساعا. كما ان القوى الشيعية والسنية المستقلة المتنورة التي شاركت في تجربة مجلس الحكم، لا زالت تملك تأثيرا ازداد بعد ان تجلت مخاطر الاحتراب الطائفي الذي وقفوا ضد اجنداته. هناك شخصيات دينية، وسياسية، وثقافية، وعلمية، وقانونية، ونقابية، مستقلة، ومنظمات المجتمع المدني، ومنظمات جماهيرية اضافة الى تجمعات التركمان، والمسيحيين، والايزيديين، والشبك، والصابئة، والفيلية، وكلها تجمعات تثق بالتيار الديمقراطي وتحترم مواقفه. ان اطراف كثيرة من حزب الفضيلة وبعض التيارات الصدرية ترغب في ان يكون الاتجاه ديمقراطي علماني، وعراق للجميع وكذلك الكثير من التجمعات العشائرية، والصحوات، وبعض الاحزاب الكردية غير الخاضعة لنفوذ الحزبين القوميين الكبيرين. ان تفتت الائتلافات الطائفية الشيعية، والسنية، والقومية الكردية يفتح افاقا واسعة لتجميع وتشكيل ائتلاف وطني كبير قد لا يكون الاقوى في الظروف الحالية لكنه بالتأكيد سيكون مؤثرا. ان جمهرة واسعة جدا من "المرغمين على البعثية" تنتظر متل هذا التحالف الواسع لتنخرط في العملية السياسية، وخدمة الوطن. بعد فترة من الترقب، والخوف، وارتداء ملابس اسلامية ضيقة عليها، او الهروب خارج الوطن. ولمنع فلول النظام السابق من ابتزازها، ومحاولة جرها لاعمال تآمرية اجرامية ضد الاتجاه الديمقراطي. وليس بالضروة تسمية هذا التحالف الواسع بالتيارالديمقراطي، او اليساري، او ما شابه فالتحالفات التي قامت في امريكا اللاتينية، وفيتنام، وكمبوديا، ولاوس، وجنوب افريقيا، وحتى فلسطين لفترة من الزمن اخذت طابعا وطنيا عاما. وظروف العراق الان هي مشابهة لما قبل الجمهورية، اي مهمات التحرر، والاستقلال الكاملين، وبناء الدولة المؤسساتية غير المؤدلجة وهذا اطار عام يتفق عليه الكثير ما عدا الاحزاب الطائفية والقومية الانفصالية التي لا تفكر الا بتأخير انجاز هذه المهمات واستمرار التصيد بالماء العكر. وضرورة وضع برنامج واضح لهذا التحالف المرجو يستمر لما بعد الانتخابات، ككتلة برلمانية معارضة، او الفوز في الانتخابات والحكم سوية حتى لا تتكرر مآسي ما بعد ثورة تموز 1958، واخطاء تجربة التحالف مع علاوي، وقائمته العراقية. وما اشبه اليوم بالبارحة.

ان الامر ليس مجرد احلام، واماني، وتصورات خيالية، وحديث صالونات، بل يحتاج الى جهود متواصلة ومضنية، وعلى مختلف الصعد والمستويات، وتقديم تنازلات صعبة وقاسية. لكن مصلحة العراق اهم من اي مركز، او موقع، او اعتبار. فالشهداء قدموا حياتهم ليس من اجل المناصب، والمواقع، بل من اجل غد افضل للعراق الحر الديمقراطي. فهل يستمع الوطنيون الشرفاء، ام سينتظرون اكتساحهم من قبل التسونامي الديني والقومي المتعصب. ثم ينتقدوا تشتتهم، وتفرقهم، وتمزقهم بعد فوات الاوان؟؟!!





 

free web counter