|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

االخميس  19  / 11 / 2015                                 رزاق عبود                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العراق، والمرجعية، وثورة الاصلاح في خطر

رزاق عبود
(موقع الناس)

اثبتت احداث الجمعة 6 تشرين الأول 2015 ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يفضل الفاسدين على الشرفاء، والطائفيين على الاصلاحيين، وتوجيهات المستشارين المشبوهين على توجيهات، وارشادات، ونصائح المرجعية الدينية المخلصة. ما لم يخرج الى العلن، ويعلن عن تبرئه، واعتذاره مما حصل من عرقلة للمتظاهرين، واطلاق النار فوق رؤوسهم، ومحاسبة الفاعلين، وكشف من يقف ورائهم. فالحادث يشير الى ان المندسين من انصار الولاية الثالثة، وحماة الفساد، والمفسدين، وكهنة المحاصصة الطائفية اصبحوا اكثر جرأة في التعبير عن ارائهم، وكشف معدنهم الفاشي المستخف بالجماهير، والمستعد لاغراق انتفاضة الشعب العراقي السلمية ضد الفساد، بالدم، مثلما اغرق صدام انتفاضة اذار الشعبية1991 ومثلما تعاملت عصابات المالكي مع معتصمي الانبار. كما يلاحظ سكوت، او تواطؤ ، او عجز رئيس الوزراء، ومسؤولي المزبلة الجرباء على اعمال اجهزة الامن والقمع، والميليشيات، ولواء 56 وهم يمارسون يوميا وبكل خسة ووقاحة التجاوزات، والاعتداءات، والاهانات، والعرقلة، والمضايقات، والتهديدات، والاستفزازات، والاختطاف، والتغييب، والاعتقال، والاغتيال لنشطاء، وناشطات التظاهرات، وقادة الحراك المدني، والوجوه الجماهيرية المتظاهرة ضد الفساد، والمفسدين.

الخطر الاخر، وربما الاكبر، الذي قد، لا يستشعره الناس هي المؤامرة الكبيرة، والخطيرة على العراق ومصيره، ووحدته، وعراقيته. فالمالكي نفذ كل طلبات ايران الخامنئية، كي تدعم بقائه في السلطة، وامريكا دعمت بقائه، اولا، لانها كانت تريد ان تضمن تنازلا من ايران فيما يخص المسألة النووية، ولا تريد مواجهة ايران على الساحة العراقي، ولانها تريد الانسحاب السريع من العراق. فورطت ايران، والمقاومة اللبنانية في الحرب السورية، بعد ان حرفت الثورة السورية عن مسارها السلمي. واصبح العراق متورطا بالحرب السورية بعد قتال ميليشات طائفية هناك لصالح النظام السوري. العراق الان ضحية هذا التورط، والمخطط ، والفخ، الذي الذي نصبه له اردوغان، ومسعود، والامريكان. فاحتلت الموصل وصارت ساحة المعركة اكبر من حجم جيش الرواتب (الفضائيين) الهزيل، واستنزاف جديد لقوى ايران، واشغال العراق عن البناء، والتقدم، وخلق منطقة عازلة تضمن مطامح الضغط، والانفصال للبرزاني، واعوانه.

اليوم، وقد ثار الشعب منذ 31 تموز حتى اليوم في جميع محافظات العراق من الجنوب حتى الشمال ضد الفساد، والخراب، وسرقة المال العام، والمحاصصة الاثنية، والطائفية اللعينة، التي جرّت على البلد حروبا طائفية، ويخطط البعض لحروب قومية خدمة لمصالح اسرائيل، وتركيا. فبعد ان اشغلوا العرب السنة، والشيعة في قتال اخوي منذ 2003 بعد احتلال العراق، يشجعون اليوم، ويخططون لحرب اهلية بين اكراد العراق انفسهم، وبين اكراد العراق، وبقية قوميات الوطن، لا يستفيد منها سوى تجار الحروب، والمتربصين بالعراق، ووحدته، وامنه، واستقلاله، وسلامته. ها هو مسعود البرزاني يسمي، مثل اردوغان، حزب العمال الكردي بالارهابي. وها هي ايران الخامنئية تبني ميليشيات طائفية في العراق لتكون سلاحا بيدها ضد من يعارض مصالحها، وتعليماتها، ورجالاتها. والكل شهد المظاهرة الصلفة، التي قام بها هادي العامري، و تابعه المهندس بزيارة مدحت المحمود، الذي يطالب دعاة الاصلاح، والمتظاهرين، والمرجعية الدينية العليا بتنحيته عن قيادة السلطة القضائية في العراق. لقد حارب العامري كمرتزق مع جيش الخميني ضد العراق، وآسر، وعذب، واستنطق الاسرى العراقيين. وشكل جيش التوابين واجبرهم على الحرب ضد اهلهم، ووطنهم. والخزعلي (حليف العامري) اعلن بكل وقاحة من على شاشة التلفاز، انه سيقاتل الى جانب ايران، اذا حصلت حربا بين البلدين الجارين. علينا ان نعرف هنا، ان سلطة ولاية الفقيه بزعامة خامنئي تعمل بعكس السياسة الخارجية السلمية المنفتحة لحكومة الرئيس رباني، وتعمل المستحيل لعرقلة هذه السياسة، فالتوتر مع الجيران، والعالم، وتصدير الثورة، هي سياسة، ووسيلة الخامنئي للاحتفاظ بسلطة الملالي، وولاية الفقيه. ويريد ان يفرض نفسه على شيعة العراق، والعالم، ويسلب، ويستحوذ على الموقع الذي يشغله السيد علي السيستاني كمرجع اعلى للشيعة في العالم. السيستاني، ومرجعيته في النجف لا تعترف بولاية الفقيه، ولا الدولة الاسلامية، بل تشجع، وتطالب بدولة مدنية ديمقراطية تحترم كل الاديان. في ايران ثلاث قوى تتنازع النفوذ، والسلطة : ولي الفقيه الخامنئي، والحرس الثوري الاسلامي المتحالف مع الخامنئي، وحكومة الرئيس رباني، التي تنتهز الفرصة، ودعم الشعب الايراني للتخلص من سلطة ولاية الفقيه.

امر اخر، مهم، بل، وخطير يجب توضيحه حيث استغل العامري، والخزعلي، وغيرهما من عملاء ايران الخامنئي مرونة المذهب الجعفري الذي يقر بحرية تقليد، او اتباع المرجع الذي يختاره الفرد، او الجماعة. لذلك اختاورا مرجعا اخر لهم يقلدوه ضد مصالح شعبهم، وبلدهم، وابناء مذهبهم في العراق، الذين يتظاهرون يوميا تأييدا لمطالب الشعب، ومرجعية السيستاني بالاصلاح، والتغيير، ومحاربة الفساد والمفسدين، وتوفير الخدمات الاساسية للشعب.

ان حياة المراجع الكبار في النجف الاشرف في خطر بعد ان اختاروا الاصلاح، والوقوف مع الشعب، والانحياز الى الجماهير الفقيرة. وكلنا يذكر التهديد الذي نعق به "مختار العصر" المالكي، بان لديه ملفات ضد المراجع العظام وابنائهم. انهم يحضرون لحرب شيعية شيعية، والاساءة الى مرجعية النجف العليا الرشيدة، وسبق لشاهات ايران تصفية المراجع التي تخرج عن سياساتهم، واوامرهم، والخامنئي ليس الا شاها جديدا مرتديا عباءة ولي الفقيه.

على العبادي، وطاقمه ان يختاروا بين العمالة لايران الخامنئية، والانقياد الاعمى لها ضد مصالح الشعب والوطن، او التعاون معها كجارة تحارب الارهاب الوهابي، الذي يشكل خطرا عليها، او الانضمام الى صف الشعب، والوطن، وتنفيذ تعليمات، وتوجيهات المرجعية، التي وقفت الى جانب مطالب الشعب كما فعل من قبل سيد ابو الحسن، وغيره.


 

19/11/2015
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter