نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رزاق عبود

razakaboud@hotmail.com

 

 

 

 

الجمعة 19/1/ 2007

 

 

بصراحة ابن عبود


خطة بوش لاتجلب ألأمن للعراق لان اهدافها أمن امريكا

 

رزاق عبود

من استمع الى الخطابات، والتصريحات، والتعليقات، التي سبقت، او اعقبت الاعلان عن استراتيجية بوش الجديدة(العتيقة) ومن اطلع على بنودها المعلنة وجد فيها الحديث الكثير عن "امن" امريكا، و"مستقبل" امريكا، و"شوارع" امريكا، و"مصالح" امريكا، و"مواطني" امريكا. اكثر من الحديث الجانبي عن امن العراق، وشعبه، وابنائه الذين يقتلون بالمئات يوميا في ظل الاحتلال الامريكي البريطاني الايراني. فهم يريدون محاربة الارهاب العالمي على ساحة العراق. هذا ما يردده بوش، وادارته ويردده الان نوري المالكي، ووزرائه كالببغاوات. ولهذا يريدون ابقاء الحدود مفتوحة امام كل التكفيريين، والارهابيين، والمجرمين، والجواسيس، والمخربين للدخول الى العراق وقتل الالاف من اهله مقابل جندي او اثنان امريكيان في الشهر. ومن الان يهيئون لتحميل العراقيين مسؤولية فشل استراتيجيتهم الجديدة. حيث علنوا انهم اخذوا كل الصلاحيات وانه لا تدخل سياسي في شؤون العسكر. أي انقلاب عسكري ابيض على سلطة الحكومة الكارتونية في العراق. ويهددون ان صبر الشعب الامريكي سينفد، وهو نافد، وهناك اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين من وراء الكواليس على انسحاب من العراق. لكن بعد تحميل الفشل للعراقيين وليس لقوات الاحتلال. على طريقة انتصارات القادسية، وام المعارك، وام الحواسم حيث حاول صدام تغطية الشمس بغربال بانتصاراته الموهومة، رغم الهزائم الواضحة، ورغم الحصار، و احتلال العراق، وانهاء دولته، ودمار شعبه، وخراب اقتصاده. وبذلك يصرون على الاعتماد على سياسة عميلهم السابق حتى بعد قبره.

ان زيادة عدد القوات العسكرية الامريكة، لن يزيد الامور الا سوءا، فذلك سيقلل من همة، وعزيمة، وصلاحية، ومشاركة القوات "المسلحة" العراقية التي سيوكل لها تلقي الصفعات. بالادعاء انها ستكون في المقدمة والامريكية للاسناد.الهدف هو تحميل "العراقيين" مسؤولية اخفاق الخطة الامنية الجديدة. ان عدد الارهابيين من كل انحاء العالم، سيزداد، وهذا ما تسعى له خطة بوش. اذ يجد هؤلاء، حجة جديدة لتعبئة اعداد متزايدة من القتلة خاصة بعد اعدام المجرم صدام بالصورة الخاطئة التي اخرجت بها مسرحية الاعدام لتظهر العراقيين امام العالم كهمج، ودمويين. وبحاجة لوصاية امريكية. الكثيرون ممن فكروا بالقاء السلاح، والمشاركة في المصالحة الوطنية، سيعلقون الان محاولتهم الدخول في العملية السياسية. هذا اذا لم يعودوا للسلاح وبشكل اوسع هذه المرة. ان الاطراف الاكثر تشددا وتطرفا، والتي تحاول افشال العملية السياسية، ستدعي ان ادعاءاتها هي الاصح، وتحصل على نفوذ جديد مناطقيا، وبشريا. كما ان تحريك مسالة كركوك في هذا الوقت بالذات يفتح جبهة جديدة لتشغل العراق، والعراقيين، وتنقل المذابح الى منطقة جديدة. شبه هادئة. المليشيات ستجد من جهتها وسيلة اخري لتجنيد الكثير من الاتباع، والمرتزقة، والصداميين بذريعة ان الخطة تستهدف القضاء على المليشيات.الصداميون سيجدون الان مبررا اخر للاستمرار في مذابحهم ضد الشعب المسكين. فالشعب كله رهينة عصاباتهم، وهم يخطفون، ويقتلون في اي مكان واي منطقة لزيادة الفرقة بين المواطنين، وتوسيع الشرخ بين المواطن وحكومته، وزيادة خوفه من تسلطهم، او هروبه خارج الوطن. وهي مشكلة كبيره للعراق حيث يخسر الكوادر، والموارد، والعقول، والكفاءات العراقية، التي يحتاجها الوطن حاجة ماسة. لو كان الامريكان صادقين والحكام مخلصين لاعادوا الجيش العراقي القديم باستدعائه عبر الاذاعة او الفضائية العراقية ولاختفى الارهاب والارهابيين خلال اسبوع واحد. لكن حكامنا منزوعي الارادة ومعدومي الوطنية للاسف. فمن قال لا لصدام يمكن ان يقول لا لامريكا. والشعب كله سيقف وراء من يحاول حقن دماء الشعب العراقي. الانسحاب الامريكي خير، وليس شر على العراقيين. حيث ستتضح الصورة ويتضح الفريق المعادي. والشعب موحد، وواعي، ومنظم، ومسلح. الارهابيون لن يستطيعوا هزيمة الشعب لكنهم يستطيعون ذبحة بالتفجيرات، والمفخخات، والاغتيالات، ويستطيعون ايذاء المحتل على جرعات اقل. المستهدف هو العراق والعراقيين سواء من قبل امريكا، او الارهابيين، او الصداميين، او ايران، او غيرها ممن جعل العراق ساحة نزاله مع خصومه. امريكا صوملت الحرب، وبلقنت الحرب، والان فلسطنت الحرب مثلما فتنمت الحرب. وعرقنة الحرب تجري يوميا لكنها على درجة اكبر. وما ان يقر "مجلس الدواب" قانون نفط جديد يلغي قانون رقم 80 واعادة سرقة كل اموال، ومستقبل شعبنا، وتثبيت علاقة خاصة مع واشنطن، فان امريكا سوف تخرج. ولا يهمها، وقتها، ان قال العالم منهزمة او منتصرة فستلقي باللوم على العراقيين، وتحقق ما جاءت من اجله، وتنفذ ما تريده اسرائيل باخراج العراق من ساحة المواجهه لسنوات طويلة. وهي ايضا خطة مستعارة من صدام حسين. كما فرضت بريطانيا معاهداتها، وشروطها على مجالس النواب الملكية. فهل سيظل رئيسنا المنفوخ يتبختر ويسمي "الاصدقاء" الامريكان "محررين" وهم الذين استعبدوا حتى الحجر في العراق الابي؟؟؟ وماذ سيقول المالكي اذا علقوه بعد فشله المتوقع؟؟؟ واين سيطلبان اللجوء هذه المرة؟؟؟!

16/1/2007