|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  11  / 11 / 2016                                 رزاق عبود                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اردوغان (هتلرخان) على طريق صدام المحتوم!

رزاق عبود
(موقع الناس)

الارعن اردوغان يتبع خطوات الطغاة الاكثر شهرة في العالم، ويعيد تصرفاتهم المغرورة، التي قادتهم الى مزابل التاريخ حيث ينتظرون زميلهم الجديد التركي القومي الاسلامي الفاشي رجب طيب اردوغان. نحن لا نريد ان نبتعد كثيرا ونشبهه بهتلر، اوموسوليني، اوفرانكو، اوباتيستا، اوبينوشيت، وغيرهم ممن جرفتهم مكانس الشعوب الى مصيرهم القذر. لكننا نذكره اولا بكنعان ايفرين الضابط الكردي المستترك الذي حاول قمع الديمقراطية، وبناء حكم عسكري في تركيا. وقبله الكثير من مجانين العظمة الاتراك وتاريخهم المغولي الرهيب.

نذكره بالشاه، الذي قمع الشعوب الايرانية، واراد ان يتوسع على حسب الخليج العربي، الذي اسماه الخليج الفارسي، وعلى حساب العراق بعد ان سمح له اسياده الامريكان، والبريطانيين بقتل رئيس الوزراء المنتخب مصدق، وضم الاحواز، او ما يسمى احيانا عربستان. كيف انتهى به الامر ذليلا حقيرا، لم تقبله حتى امريكا لاجئا على اراضيها، وهو الذي خدمها طويلا. نذكره بالقذافي الذي حاول فرض الوحدة مرة على مصر، ومرة على تونس، ومرة على تشاد، وحاول ان يكون ملك ملوك افريقيا (الشاهنشاه تعني ملك الملوك)! وما دمنا في افريقيا نذكر اردوغان بمصير ملك الملوك الاخر هيلاسي لاسي امبراطور الحبشة، التي تركها جائعة، ولا زالت جائعة، لان من خلفوه لم يختلفوا عنه في غرورهم وافكارهم التوسعية، ومحاولة ضم الصومال، او اوغادين، واريتريا، وجيبوتي، بل ادعى حتى باليمن ارضا حبشية. عيدي امين المجرم الرهيب، ومصير السادات، وبعده مبارك. واذا اقتربنا اكثر، وهو ما يهمنا فصدام حسين انتسب للنبي محمد مرة، ولعلي بن ابي طالب مرة اخرى، بل ادعى ان نسبه يعود الى نبوخذ نصر. ولقب نفسه بمختلف الالقاب، وظن ان الناس تعبده، وستدافع عنه (بالروح بالدم نفديك يا صدام) لكنه انتهى في حفرة قذرة. لقد حاول صدام احتلال ايران ثم الكويت، وكانت اطماعه تصل حدود الارض المسماة عربية. صدام حارب الاكراد في حقوقهم الثقافية، والسياسية، ثم "حلفائه" في الجبهة المشؤومة، حتى ذبح رفاقه في مجزرة رهيبة، وانتهت به عنجهيته الى مغامرات خارجية اضعفت العراق، واضعفته شخصيا حتى انتهى الى ما يعرفه الجميع.

اردوغان عندما لم يسلم له زعماء الاكراد صك زعامته، ومطلق صلاحياته انقلب عليهم لكنهم صاروا اقوى جماهيريا، وسياسيا. اختلق، او استغل مغامرة الانقلاب العسكري، التي لو كانت قد نجحت لرحبت بها كل القوى التي تدينها الان، كجزء من النفاق السياسي العالمي. بعد ان لم تسعفه الانتخابات الاخيرة، ولم يحصل على الاغلبية المطلقة ليحول تركيا الى جمهورية رئاسية يتحكم بها وحده، ويغير دستورها على مزاجه. كان الحزب الذي تصدى له علنا وبدون مساومات، ورفض الخنوع هو حزب الشعوب الديمقراطية. ثالث حزب في البرلمان لديهم 59 مقعد. هاهو اردوغان مثل صدام يحاول تصفية، او اضعاف خصومه. بتهم وهمية حيث اتهم حركة "خدمة" التي انشأها المعارض التركي فتح الله غولن المقيم في امريكا، بالقيام بانقلاب عسكري، واعتقل الالاف من القضاة، والمحامين، والصحفيين، والفنانين، واساتذة الجامعة، وغيرهم، واجرى تصفيات في المؤسسة العسكرية. توجه الان الى الخصم الكبير التالي حيث اعتقل 13 نائبا، وزعيمي حزب الشعوب الديمقراطي وسط احتجاجات محلية، وعالمية كبيرة، دون ان يهتم بالحصانة البرلمانية التي يتمتعون بها. ومع هذا لازال الغرب المنافق، والناتو العدواني يعتبر تركيا دولة ديمقراطية، رغم كل التجاوزات، والاعتقالات، والاغتيالات التي شملت ابناء الشعوب التركية من اليسار حتى اليمين.

التهمة الموجهة لحزب الشعوب الديمقراطي وزعاماته هي الصلات مع حزب العمال الكردستاني، مع العلم ان اردوغان نفسه كان قد تفاوض مع عبدالله اوجلان بوساطة شخصيات حزب الشعوب الديمقراطي، فلماذا لايعتقل وفوده وممثليه الذين كانوا يتفاوضون مع ال(ب ك ك) قبل ان ينقلب عليهم بسبب رفضهم مشاريعه التسلطية؟! لكن الغرور ورغبة التسلط، والتفرد طالما قادت اصحابها الى الهاوية، فقد اقحم اردوغان دولته في حروب، وتدخلات عدوانية في العراق، وسوريا، ومصر، وليبيا، وتوتر علاقاته مع ايران، والاتحاد الاوربي. والان يفتح من جديد ابواب الحروب الداخلية ضد الاكراد المسلحين المنظمين الغير مستعدين للاستسلام لرغبات اردوغان الديكتاتوية. انه يتبع سياسة مستشاريه الصهاينة باقتراف الجرائم، وتجاهل اصوات الراي العام العالمي. لكن العالم تغير وان كان اردوغان يضغط على، ويهدد اوربا بموجات اللاجئين، فان الشعب التركي الذي يرى ان "خليفته" المزعوم، و"سلطانه" الموهوم يفتح عليهم ابواب جهنم. لن يظل مخدوعا او ساكتا ابدا.

ان اعتذاره لروسيا، وتنازله عن عنجهيته لن تنفعه، فروسيا لها مصالحها، وحلفائها في المنطقة، وهي لن تتخلى عن علاقاتها الاستراتيجية مع ايران، او سوريا، وحتى العراق. ان سقوط داعش المحتوم في المنطقة سيحول جزء من بنادقهم الى الساحة التركية، كما سبق للافغان العرب ان وجهو سلاحهم ضد بلدانهم. وان اموال الخليج، والسعودية لن تستمر في ضخ الدماء في اقتصاد تركيا، فالاموال تهرب دائما عندما تتوتر الاوضاع. وسيجد اردوغان نفسه ان اجلا او عاجلا معزولا في عنجهياته مثل صدام حسين، وسيسقط مثلما سقط، وسيكرر العسكر محاولاتهم للمرة السادسة، وستتوحد حتى الاحزاب التركية التي تقف معه الان ضده، خشية على مواقعها، وعلى وحدة، ووجود تركيا نفسها. وسيعملون لاعادة تركيا الى سياسة التعايش، والانفتاح على جيرانها التي خدمتها كثيرا، وسيرى الشعب التركي المخدوع دينيا، وقوميا ان السير وراء غراب اردوغان الاسلامي لن يقودهم الا الى ارض الخراب. فان عصر الامبراطوريات الدينية، او القومية، او العسكرية قد ولى الى غير رجعة!


 

5/11/2016
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter