| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رزاق عبود

razakaboud@hotmail.com

 

 

 

                                                         الخميس 10/1/ 2013

 

على التيار الديمقراطي التصدي لقيادة انتفاضة شعبنا وتصحيح مسارها!

رزاق عبود

منذ 21 كانون الأول العام المنصرم يتظاهر خصوم المالكي في مدن عراقية عديدة. جاءت الاحتجاجات كرد فعل لالقاء القبض على بعض حماية وزير المالية رافع العيساوي. اتخذت المظاهرات، للاسف، طابع طائفي.

اولا: هذا ما جعلها تنحصر حتى الان في المنطقة الغربية، وما يسمى المحافظات السنية.

ثانيا: ان الدعم الجماهيري لها في تلك المدن ليس واسعا رغم التغطية الاعلامية الواسعة. هذا يعني ان الاغلبية السنية ليست مع التصعيد الطائفي ونتائجه الكارثية.

ثالثا: محاولة تنظيمات القاعدة استغلال الوضع، وتصدر المظاهرات، ورفع شعارات طائفية بغيضة، رافقتها حملات مبتذلة على فضائيات مشبوهة شنت هجوماً شديداً على ايران، وربطت شيعة العراق بمجملهم بالسياسة الايرانية الخاطئة، وتدخلاتها الفجة في العراق.

رابعا: ان فلول البعث، وتنظيمات عزت الدوري حاولت، وتحاول ركوب الموجة، وحرف المطالب الشعبية باتجاه عنصري، وطائفي بحديثه، وحديثهم عن الصفوية.

ما ذكر في ثالثا، ورابعا يوفر دعما للماكي وتوسيع شعبيته، وهو المستفيد الاكبر من الشعارات الطائفية، التي قد تحرك الطرف الاخر للالتفاف حوله، وهو ما خطط له، ويسعى اليه. العراق كله كان سيهب ويقف معهم، لو خرجوا مثلا بعد الاعتداء على البنك المركزي العراقي، واتهام امينه سنان الشبيبي بالفساد.

ان تأييد مقتدى الصدر، وقيادات شيعية، وعشائرية اخرى محكومة بخلافات شخصية مع رئيس الوزراء وليس بسبب اخطائه، وتفرده، وتجاوزاته، وخروقاته، وعنجهيته، التي قد تقضي على العملية السياسية برمتها. الكل يريد ان يكون اليوم زعيما وطنيا يلتف حوله العراقيون بكل طوائفهم، ودياناتهم، وقومياتهم.

خامسا: رفع علم صدام نذير شؤم بالتحضير لحرب اهلية ثانية لا تبقي ولا تذر. ودليل على عفوية التظاهرات، وعدم قدرة الداعين اليها على السيطرة عليها، او هو غزل مكشوف مع بقايا النظام السابق، وتنظيمات القاعدة، وتطبيق المبدأ الانتهازي عدو عدوي صديقي!

سادسا: ان محاولة نقل التجربة السورية، ورفع شعاراتها، واعلامها الطائفية خطأ فادح، وسياسة غير مدروسة  تعكس اليأس والاحباط، وانعدام الرؤيا السياسية الوطنية، وليس الحزم على التصدي لخروقات المالكي، وتأييد مطالب الجماهير المشروعة، وليس شعارات المندسين. فكل المطالب حتى الان لها طابع طائفي، ومحلي، بل شخصي. مثل اطلاق سراح حماية العيساوي، والعفو عن الهاشمي، واطلاق سراح "السجينات" والغاء قانون المساءلة والعدالة، وغيرها التي تتعارض احيانا مع الدستور، او تدعو الى الفردية التي يتظاهر ضدها الناس. يجب التفريق بين السلطات الثلاث، وصلاحياتها ومهماتها. حصر الاحتجاجات في المنطقة الغربية، ومحاولة البعض استغلالها للادعاء انهم يمثلون السنة. ورفع شعارات طائفية مقيته رغم الادعاء بالوطنية، والعراقية. رفع علم اقليم"كردستان" يشير لنوايا انفصالية، والتهديد بالاقليم السني، وهذا ايضا تحرك طائفي لا يخدم العراق ولا يجلب الدعم والاسناد للمتظاهرين من ابناء المدن العراقية الجنوبية.

ان صمت المدن الكردية دليل واضح على المكر، والخديعة، ومحاولة ضرب الاطراف ببعضها للاستفادة الانانية والمساومات. لقد كسب المالكي قيادات المنطقة الغربية قبل فترة عن طريق التحريض على الاكراد، وقياداتهم، واستخدام ضباط جيش النظام السابق، وهم بمجملهم من المنطقة الغربية لكسب المنطقة، وارهاب الزعامات الكردية، التي استفادت هي بدورها من بعض الضباط الذين كانوا في سوريا.

وقد صرح قادة الاكراد، الذين يصرون على استمرار المحاصصة الطائفية، رغم نتائجها الكارثية، عن تحول التحالف "التاريخي" مع الشيعة الى تحالف جدي مع السنة. مع العلم ان الحليف  التاريخي، والموثوق على مدى تاريخ العراق الحديث كانت القوى الوطنية والتقدمية الديمقراطية، التي رفعت شعار "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان". وليس الاسلاميين الشيعة او السنة الذين لا يؤمنون اصلا بالديمقراطية، وحقوق القوميات فكلهم بنظرهم رعايا ولي الفقيه، او الخليفة.

اكتشفت الزعامات الكردية الان، انهم سنة وانهم يمثلون الاغلبية طائفيا اذا وضعوا جانبا، تعصبهم القومي، وطموحاتهم الانفصالية في حين انهم اختاروا الفيدرالية. ان النظرة القصيرة المدى، وشحن العداوات لا يقدم للاكراد، ولا للسنة النفوذ المشروع في عراق ديمقراطي موحد، وليس اقاليم مجزئة، او طوائف متحاربة، او قوميات متقاتلة.

ان المطالب الشعبية الانية هي توفير الخدمات، وتحسينها. ابقاء البطاقة التموينية مع تحسينها. القضاء على الفساد، محاربة البطالة، والشروع بالبناء، والعمران، وتوفير الامن والامان، وغيرها من المطالب الشعبية التي تسمعها على لسان كل انسان في شوارع المدن العراقية.

على التيار الديمقراطي باعتباره الجهة الوحيدة العابرة للطوائف، والاديان، والقوميات، والاثنيات، ولديه مشروع مدني ديمقراطي، ان يتبنى مطالب الجماهير الشعبية في كل مناطق العراق. والبدء في مظاهرات في بغداد، والمدن ترفع شعارات وطنية موحدة، والدعوة لانتخابات مبكرة، حتى لو لم يحصل التيار على ما يتمناه، ويطمح له من مواقع وقوة تأثير. فالمهم وضع العراق على طريق التغيير والاصلاح الوطني بعد ان قادت المحاصصة العراق من حرب الى حرب ، لم يجن منها الشعب غير البؤس، والحرمان، والبطالة، والفساد، والارهاب، وحرب الزعامات، ونهب اموال وثروات الوطن.

يجب تحشيد الناس قبل اجراء الانتخابات، واحراج القوى الاخرى المدعية بالمدنية، والوطنية، والعراقية، والعلمانية. رفض المحاصصة وعدم الاعتراف باي حكومة تشكل على اساسها. اهم الشروط والمطالبة الاساسية، هي فرض اجراء التعداد السكاني في كل العراق. وسن قانون انتخابي ديمقراطي. وتشريع قانون ديمقراطي للاحزاب، وتشكيل هيئة مستقلة فعلا للاشراف على الانتخابات المحلية، والوطنية، وباشراف دولي. ضرورة تغيير الدستور لصالح الدولة المدنية ورفع كل الفقرات والمواد المفخخة منه. فلم تتحقق حتى الان وعود تغيير الدستور، ولا محكمة عليا مستقلة فعلا. وهذا لا يتحقق دون  حكومة تكنوقراط محايدة استثنائية تقود مرحلة ما قبل الانتخابات سواء مبكرة او اعتيادية.

على هذه الاسس يجب ان يقود التيار الديمقراطي تحركا موازيا يدعو كل القوى دون استثناء للعمل معا لتحقيقها.

يجب انهاء نفوذ المتنفذين، يجب ايقاف سطوة المنتفعين، ووضع حد للعب بمقدرات الشعب والوطن. يجب كشف كل الملفات، يجب استعادة الحريات المغتصبة، و تطويرالديمقراطية المنقوصة، وتحرير البللاد الكامل والفعلي من كل نفوذ اجنبي، والغاء كل المعاهدات، والاتفاقيات التي تنتقص من استقلال العراق، وسيادته على كل اراضيه، ومياهه، واجوائه، وصيانة حدوده.

ان التيار الديمقراطي امام مسؤوية وطنية، وفرصة تاريخية لانقاذ البلاد من السقوط في الهاوية التي يحفرها فرسان الطائفية، ومحاصصة المكونات. فالمكونات في العراق، وفي الديمقراطية الحقيقية احزاب وبرامج سياسية، وليس محاصصات طائفية، ودينية، وعرقية.


7/1/2013

 

 

free web counter