| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نبيل الحيدري

 

 

 

                                                                                الأربعاء 4/5/ 2011



رجال دين أم رجال مال ودنيا

نبيل الحيدرى

ما يثير الإستغراب أن بعض المعممين يتظاهرون أمام المتدينين بورعهم وزهدهم وبعدهم عن الدنيا وأحاديثهم عن زهد الأنبياء والأئمة ومعيشتهم البسيطة مع أفقر الفقراء لكنهم فى الوقت ذاته يسعون الى المال والترف والتبذير والتجار والدنيا بأعلى صورها. رغم عدم عملهم كما كان يعمل جميع الأنبياء والأئمة

ينبغى أن يكون رجل الدين على درجة من التقوى والإيمان والزهد وتطليق الدنيا، ولنا فى الأنبياء والأئمة والأولياء أمثلة رائعة. منها الإمام على(ع) الزاهد الذى اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصين لايقدر على أكلها حتى قنبر،كما يشرح فى نهج البلاغة زهد الأنبياء

ولقد كان لكم في رسول الله الاسوة، إذ قبضت عنه أطرافها ووطئت لغيره أكنافها ، وفطم عن رضاعها ، وزوى عن زخارفها . وإن شئت ثنيت بموسى كليم الله حيث يقول : (رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير) ، والله ما سأله إلا خبزا يأكله ، لانه كان يأكل بقلة الارض ، ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه ، لهزاله وتشذب لحمه . وإن شئت ثلثت بداود صاحب المزامير ، وقارئ أهل الجنة فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده ، ويقول لجلسائه : أيكم يكفيني بيعها ! ويأكل قرص الشعير من ثمنها . وإن شئت قلت في عيسى بن مريم عليه السلام ، فلقد كان يتوسد الحجر ، ويلبس الخش ، ويأكل الجشب ، وكان إدامه الجوع ، وسراجه بالليل القمر وظلالة في الشتاء مشارق الارض ومغاربها ، وفاكهته وريحانه ما تنبت الارض للبهائم ، ولم تكن له زوجة تفتنه ، ولا ولد يحزنه ، ولا مال يلفته ، ولا طمع يذله ، دابته رجلاه ، وخادمه يداه
حقا كان يعمل جميع الأنبياء من كد يمينهم وعرق جبينهم. كان آدم مزارعا، ونوح نجارا صنع السفينة، وإدريس خياطا، وإبراهيم بزازا تاجرا بالقماش، وداود حدادا، وزكريا نجارا، وإسحق ويعقوب وشعيب وموسى عليهم السلام مزارعين، ولقمان خياطا، والنبى محمد(ص) راعيا للغنم ثم تاجرا بأموال خديجة. كذلك كان الإمام على مزارعا، وأبو بكر وعثمان وطلحة بزازين، وعمر دلالا...
لم يكونوا يأخذون حقوق الناس بلا تعب وكد ليشتروا القصور والبيوت العظيمة والحياة المرفهة من أموال المحرومين وبيت المال. كيف تحرف الدين وانحرف الكثير من رجاله؟
على عكس ذلك ما نشاهده اليوم من رجال مال ودنيا كان عدد منهم يتزلفون للتجار بشكل عجيب ويقفون على بيوتهم مرارا وتكرارا طمعا فى الحصول على أموالهم فمن أمثلة ذلك تزلف حسين بركة الشامى ومحمد بحر العلوم ومجيد الصيمرى (وآخرين بعضهم توفى لا داعى لذكرهم) للتاجر المعروف فى لندن حمدى نجيب .
ولكثرة إزعاجهم وتملقهم أعطى حمدى نجيب لبعض الإعلاميين قصائدهم ورسائلهم ليكشف للناس تملقهم له وطمعهم المفرط فى المال عنده مما جعل بعض المعممين خصوصا الشامى يحاول سحب كل تلك المطبوعات خوفا من اطلاع الناس على حقيقتهم وواقعهم  .
وبحجة سعى الشامى الى مركز إسلامى كان يكتب الشامى الى حمدى نجيب :

قد عهدناك إن دعيت لأمر لاح فى الأفق منك غيم سكوب
ثم أبطأت فاعتلى الشك فينا أهو بخل أم شحة أم هروب

ولكن الشامى يستأنف فى مدحه :

حاشى لله ما عرفت بهذا ذات يوم فكل عمرك طيب

ثم يبدأ الشامى كعادته فى الطعن فى الآخرين وتلقيبهم بالذئب وعدم وجود نجيب فيهم وال (تف) وألفاظ كثيرة أترفع عن ذكرها وذكر السباب والشتم فهى تنم عن مستواه وأخلاقه، والإناء ينضح بما فيه .

يقول حسين الشامى :

غير أنا نخشى عليك رجالا فيهم التف (يوسف) و(الذيب)
فدعونا لك السماء لكى تبقى نجيبا، فليس فيهم نجيب

فالشامى يتهمهم بعدم وجود أى نجيب فيهم وهكذا قدم له حمدى نجيب مبلغ خمسين ألف باون كوجبة أولى .

فيكتب له الشامى :

أبا الأماجد قد أسديت مكرمة وقلت هذى نقودى دفعة أولى
خمسون ألفا غدت نقصا بقاصتهم حرك يديك لتهمى فوقهم بولا

علما أن (بول) كلمة فارسية بمعنى المال لأن هوى الشامى وعشقه فارسى رغم هروبه من إيران بليلة ظلماء وبزى النساء بعد فضائحه كما هو معروف  .

يكمل الشامى :

وابعث إليهم بأضعاف مضاعفة حتى يقولوا نجيب ذو اليد الطولى

ووصلت الجرأة والغلو بالشامى أن يدّعى بأن التاجر قد كان مذكورا فى القرآن الكريم دوما وفى سورة الفاتحة.

حيث يقول:

وذكرك طول الدهر فى سورة الحمد

فيقدم له مبلغا ضخما عظيما .
وهاهو اليوم يستحوذ على الجامعة العريقة ويستهزئ بالكفاءات والشهادات قائلا :

طز بالشهادة، إنها خرقاء

كما رأينا آخرين مثل عمار الحكيم الذين كان يزحف الى بيوت التجار وبيوتهم وعزائمهم فى لندن والكويت والعالم تملقا وتزلفا لاالفقراء والمثقفين والمخلصين وهى طبيعة آل الحكيم بعلاقتهم التاريخية بالبرجوازية والطغاة كالشاه كما شرحناه فى حلقات عشرة المجلس الأعلى فى الميزان .

وقد وصل الحد من تقاطر تزلف المشايخ على حمدى نجيب الى حد قول جودت القزوينى :

وهذى المشايخ قد أقبلت وأنت تطوقها بالجميل
كأنهم أنبياء الزمان وأنك من بينهم جبرئيل
أبا ماجد طاح حظ الزمان إذا احتاج سائقنا للدليل

ويقول حمدى نجيب أنه يستقبل المعمم أولا كتاج على رأسه ثم ينزله كربطة الى عنقه ثم حزام فى سرواله حتى يصل الحد الى قيطان فى حذائه وهذا ماحصل للشامى بقول حمدى نجيب .

هنالك الكثير من رجال الدين والدنيا بلباس المعممين خصوصا حواشى المراجع من أولاده وأصهاره ومتعلقيه مثل مرتضى الكشميرى صهر المرجعية العليا وممثلها فى الكثير من دول العالم كأوربا وأمريكا والخليج العربى وغيرها حيث جمع الكثير من المليارات من الحقوق الشرعية وغيرها ليجمع العقارات الكثيرة والأرصدة الهائلة دون صرفها فى وجهها الحقى والشرعى دون حسيب ولارقيب ومعروف بلياليه الحمراء كما حصل لحواشى بعض المرجعيات السابقة والمعاصرة ومن هنا كتب الشهيد محمد باقر الصدر أطروحته (المرجعية الرشيدة والصالحة) فى قبال المرجعيات الفاسدة غير الرشيدة وغير الصالحة التى تهتم بحواشيها وتتصرف بالأخماس والحقوق كما تشاء وهكذا يقول الشاعر إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .

 



 

free web counter