| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نبيل الحيدري

 

 

 

الأثنين 3/1/ 2011



دماء ودموع .. الدور الإيراني فى العراق

نبيل الحيدرى

نشرت ويكيلكس وثائق جديدة وعديدة مما يعرفه الشعب العراقى عن دور إيران ضد الشعب العراقى ودور فيلق القدس فى تدمير وسرقة العراق فضلا عن القتل والإبادة للآلاف من الإبرياء وكذلك دعم المليشيات والأحزاب الدينية وفرق الموت وتصفية الوطنيين وقتل المخلصين والكفاءات فى عمليات منهجية واسعة فى الساحة العراقية.

تذكر الوثائق مثلا أن خمس طالبى الفيز الإيرانيين هم من الحرس الثورى وأجهزة المخابرات الإيرانية ودفع إيران لأكثر من مائتي مليون دولار قبيل الإنتخابات لدعم الأحزاب الشيعية التابعة لها بل فى تأسيس وصنع التحالف الوطنى بشرط وقوعه بأمرة الخامنئى ومسؤوليه مباشرة من قاسم سليمانى رئيس فيلق القدس وذكرت بالإسم ارتباط المسؤولين العراقيين بسليمانى .

من ميزات الوثائق أنها رفعت الستار وكشفت الحجاب عن شياطين السياسة الذين يبيعون الوطن فى أكبر عمليات نصب واحتيال وسرقة وفساد. وفعلا نجحت إيران فى صنع التحالف وتنصيب بعض رجالاتها التاريخيين ودورها فيما تسميه الوثائق (المهمات القذرة وفرق الموت) وقد اشتهر سابقا فيما تطلبه إيران من تصدير ثورتها وعملياتها ضد خصومها فى العراق ولبنان والكويت والخليج العربى والدول العربية حيث كان مسؤول الخط العسكرى لحزب ديني ثم هروبه بعد كل عملية فى جنح الليل إلى إيران لحمايته من الملاحقة القانونية، كما رأينا زيارته الأخيرة لإيران كعبد قن لا يحق له حتى وضع العلم العراقى وتصريحات نجاد وخامنئى كأوامر فيما يجب عليه عمله وكأن العراق العظيم ضيعة تابعة لهم. وأخيرا أجبرت حتى التيار الصدرى وفيلق بدر بالتأييد كما عينت عميد الحرس الثورى حسن دانائى فر سفيرا لها فى بغداد وعرفنا تصريحاته وتدخلاته العلنية واللا مسؤولة فى السياسة العراقية. ناهيك عن زرع الطائفية وهى غريبة عن مجتمعنا العراقى ونشرها المخدرات والحشيشة وقد أوصلت عملاءها كممثلين حصريين لطوائف تختزل فيهم، واحتلال أراضى عراقية كالفكة وآبار النفط، وقطع المياه وإفسادها وتدمير الجنوب الشيعى وهى ترفع شعار الحسين وعطشه فى كربلاء، وإبادة للسنة، وقتل الأسرى وتعذيبهم وتغييب الكثير منهم فى السجون فضلا عن العراقيين الذين اضطرتهم الظروف للمجئ بسبب ظروف العراق والهجرة حيث انقطاع السبل الأخرى أو توهم حكم إسلامى عادل، ودعم إيران للقاعدة وقياداتها فى العراق واحتضانها لعائلة ابن لادن وتمرير الزرقاوى بجوازات إيرانية وطرد العراقيين واغتيال الكثير من الشخصيات حتى الشيعية وعشرات الأمور الأخرى علما أن الكثير من الجرائم فى العراق عليها بصمات إيرانية تجعل العراقيين بين دماء كثيرة ودموع غزيرة.

ولإيران أكثر من خط واتجاه وهنا المراوغة الإيرانية فلم يتمرد عمار الحكيم على ولاية الفقيه وأصحاب النعمة عليه لذلك لم يخرج عن التحالف أبدا وهو دليل عدم وعيه السياسى حيث ظن عبد المهدى رئيسا للوزراء وسمى نفسه زعيم الإئتلاف رغم نسبتهم القليلة فيه لكنه يقود المجلس من سقوط إلى آخر ومن انهزام إلى أسوأ وفى المجلس نفسه من هو أكفأ وأخبر منه لكنه ليس من آل الحكيم وهى مشكلتهم التاريخية فى نظرتهم الإستعلائية والطريقة الفردية فى إدارتهم للأمور.

السؤال المطروح لماذا هذا الدور السلبى والحقد الكبير لإيران على العراق وشعبه؟
الجواب يمكن تلخيصة فى جملة عوامل:
أولا-
إيران لا تقوم بهذا الدور فى العراق لوحده بل فى كثير من دول العالم مثلا تدعم حزب الله فى لبنان بل هى أسسته لتصدير أزماتها إلى الساحة اللبنانية وفى كل أزماتها تحركه هناك وضرب خصوم إيران وتصفيتهم حتى من المرجعيات الشيعية التى لا تؤمن بولاية الفقيه ليكون الخامنئى هو الممثل الوحيد للشيعة فصار الحزب فى المنطقة تحركه كرقعة الشطرنج متى ما احتاجت، وحربها ضد محمد حسين فضل الله وضد حركة أمل لجعل زعيمهم الوحيد نصر الله بدلا عن صبحى الطفيلى وشمس الدين وفضل الله والأمين وعشرات آخرين واضحة. وفى وثائق ويكيلكس نقل الإيرانيين للأسلحة مع الدواء والهلال الأحمر الإيرانى، فهل أن سوريا الأسد و الحزب عندما حكموا بالقبضة الحديدية وبأسلحتهم وحواجزهم وقواتهم فى لبنان بريئين من كل الجرائم والإغتيالات والمظالم على الساحة اللبنانية والخارجية ؟! وقضية الحريرى واضحة فالمريب يكاد يقول خذونى وما حاول إثباته مما سماه دلائل قاطعة، لهي أهون من بيت العنكبوت. كما تقوم إيران بدعم حماس كورقة فى الساحة الفلسطينية وكذلك دعم الأسد ليحكم باجهزة المخابرات على شعبه المقهور، وفى كثير من أنحاء العالم لها أوراق هناك.

ثانيا-
أن العراق له أهمية مركزية وخاصة جدا، فله حدود طويلة معها وفيه مراقد ستة من الأئمة وفى إيران مرقد واحد وأهمية حوزة النجف وحوزاتها الأخرى وخوفهم من التشيع العربى مقابل تشيعهم الصفوى الدخيل لذلك يحسون بالنقص فى الجانب العقدى فيحقدون على العراق كما يحقدون على السنة عموما ويمنع مسجد سنى واحد فى طهران ويحقدون على الخليفة الثانى عمر بن الخطاب لأنه أجبرهم على ترك المجوسية والدخول فى الإسلام لذلك يمجدون كسرى ويزورون قاتل الخليفة أبى لؤلؤة فى كاشان. فضلا عن خوفهم من علماء العراق وشخصياته وكفاءاته وكوادره وهى عقدة النقص الدائمة لهم فلابد من إفراغه من عقوله والمجئ بجماعتهم حتى يجعلوا العراق تابعا لهم، كما خاضت حربا طالت 8 سنوات بعد احتلالها لأراض عراقية وتصديرها لثورتها المزعومة وأصروا على إطالتها ثمان سنوات من الدماء سمتها دجلا (المهدى المنتظر يحرر القدس عن طريق كربلاء) دون نتيجة للشعوب سوى دماء ودموع، وأهمية العراق فى الإنفتاح على الخليج العربى والعالم العربى، وإيران عنصرية باحتراف لن يقبلها العرب وتدعى إيران أنها صرفت على المعارضة العراقية سابقا أكثر مما صرفته على حزب الشيطان بلبنان، فضلا عن صراعها المزعوم مع ما تسميه (الشيطان الأكبر) على الأراضى العراقية رغم الحقيقة التى اعترف بها الإيرانيون (لولا دعم إيران لما تمكن الأمريكان من إسقاط نظامى العراق وأفغانستان) وفعلا أمريكا ساعدت إيران فى الخلاص من أكبر عدوين مجاورين وهما صدام وطالبان.

فضلا عن وجود القوات الأمريكية قريبا منها وهنالك مساع للمعارضة الإيرانية فى إسقاط الطاغوت ولاية الفقيه إضافة عن وجود (مجاهدى خلق) القوة العسكرية المطالبة بإسقاطهم لذلك هاجم عملاء إيران المعسكر عدة مرات لقتلهم وتصفيتهم. ومن أخطر ما يحصل فى العراق هو تأثير ولاية الفقيه والتشيع الصفوى على الواقع العراقى ووعاظ السلاطين وقد رفعوا الطائفيين الفاسدين الى الحكم فى سرقة المال العام ونهب العراق وإبعاد الوطنيين والمخلصين والكفاءات وتعيين جماعتهم الفاسدين لاستلام مقاليد الأمور من الدولة والأوقاف والحقوق وقد التقت الإرادتان فى تأسيس الإئتلاف ورفع فاقدى المؤهلات المناسبين ، كما تذكر ويكيلكس ما نعرفه من حقيقة زيارة البعض إلى لندن بناء على طلب الأمريكان لتصفية التيار الصدرى بناء على طلب الأمريكان ولم يكن مريضا بتلك الدرجة.

ثالثا-
لإيران مشاكل كثيرة مع العالم لاسيما الدول العظمى فقد اتهمت بالاشتراك فى عمليات إرهابية كثيرة من القتل والخطف للطائرات والأفراد.
ولا ننسى احتلال إيران للجزر الثلاث من الإمارات وادعائها تبعية البحرين لها كما تعانى إيران من مشكلة المفاعل النووى وتريد مقايضة الغرب والدول الكبرى من أجل بقائهم فى السلطة، والورقة العراقية تعد من أهم الأوراق المعروضة فى طاولة المفاوضات لذلك جمعت لقاءات المسؤولين الأمريكان مع الإيرانيين فى بغداد وغيرها.

رابعا-
أن الحكم فى إيران فاسد جدا ولعله من أسوأ الدكتاتوريات فى العالم فهو مبنى على اختزال السلطات الثلاث فى شخص واحد هو ولى الفقيه حتى يقتل من يخالفه الرأى وإن كان من المراجع مثل شريعت مدارى والقمى والروحانى والشيرازى والمنتظرى... فهى تستغل الدين باحتراف وتأمر بقتل الأبرياء بالجملة دون محاكمات بحجة محاربة الله ورسوله وذلك بمجرد اعتراضهم على الظلم أو المطالبة بأبسط حقوقهم فضلا عن الأقليات كالعرب فى الأهواز والمحمرة والخفاجية وعبادان حيث تشبههم الصحافة الرسمية بالحيوانات والكيولية وتبيدهم فى أى مظاهرة بسيطة ومناطقهم معدومة الخدمات فقيرة الحاجات الأساسية وقد تستغرب وأنت ترى بيوت الطين بأردأ أنواعها وأفقر مناطقها لا تقيهم حرارة الصيف أو برودة الشتاء رغم غنى إيران ونفطها وخيراتها الكثيرة لكن سرقة الحاكمين الفاسدين للمال العام جعل الشعب مسكينا جدا بين فقير جائع محروم قد يعمل ثلاثة أعمال لا تكفيه فى معيشته اليومية وبين مهاجر لاجئ لدول العالم هاربا من بطش النظام وظلمه كافرا بسياسته ومعتقداته حتى أن أكثر الخارجين عن دين الأسلام فى العالم كله هم من الإيرانيين لتجربة حكم طاغوتى قمعى باسم الإسلام والإسلام منه برئ بل هو التشيع الصفوى المبنى على الدجل والطقوس والحقد والغش والظلم والكذب والنفاق والعنصرية.
فهى تصدر مشاكلها إلى الخارج وتربط الشعب بأزمة دائمة خارجية لسرقة الشعب وقوته وتجويعه وتخديره وإشغاله فى عدم توفر أبسط مقومات حياته ووجوده.

لكن هل تستمر اللعبة هكذا كثيرا؟ وهل يبقى المستور مستورا؟! لا يمكن ذلك رغم منعهم فى إيران الإنترنيت والإعلام والتصوير وكثير من المواقع العالمية فقد انتشرت فضائحهم الواحدة تلو الأخرى ولو بالهاتف الجوال ومعرفة الشعوب حقيقتهم خصوصا الشعوب الإيرانية ووجههم الحقيقى ومنها فضائح إيران الكثيرة، وقتل الخبراء والعلماء النوويين بمسرحية مكشوفة لأنهم أعطوا شفرات لمشروعهم كما فضحهم ويكيلكس، ثم خسروا الأفغان لعنصريتهم وطردهم وإقامة الحدود عليهم، وقد اكتشف العراقيون عنصريتهم وجرائمهم كما اكتشفوا تابعيهم فى السلطة المحميين فى المنطقة الخضراء، ولازالت الشعوب الإيرانية وهو المهم ترفض النظام وتتظاهر رغم القمع والإرهاب وتنادى يوميا (الموت للديكتاتور) أى خامنئى ونجاد وترفع الرموز الخضراء...

وفى التاريخ خير عبرة ولن يرحم الطاغوت مهما علا وتكبر وتجبر، وما كسبه عملاء إيران فى العراق فهو ملطخ بدماء وسحت وقوافل من الشهداء والضحايا ولن تستمر دماء ودموع شعبنا العراقى فما ضاع حق وراءه مطالب وباتت الأمور مكشوفة واضحة، وصدق تعالى حيث يقول (ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله) (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) (إن موعدهم الصبح أليس الصبج بقريب).


 



 

free web counter