| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نبيل الحيدري

 

 

 

                                                                                الأثنين 30/7/ 2012



مرسى وإيران..وفاق ونفاق

نبيل الحيدرى

نقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن الرئيس المصري محمد مرسي قوله في مقابلة أجرتها معه إنه يريد علاقات أفضل مع طهران لتحقيق"توزان استراتيجي"في المنطقة.
وقال مرسي في المقابلة (يجب علينا استعادة العلاقات الطبيعية مع إيران على أساس المصالح المشتركة للدولتين وتطوير مجالات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي لأنه سيحقق التوزان الاستراتيجي في المنطقة) ضمن برنامج النهضة.وأوضحت الوكالة إن المقابلة أجريت مع مرسي قبل بضع ساعات من إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية يوم الأحد.وبعد الردود الكثيرة ضده حاول مرسى التخفيف عن ذلك ومجاراة الواقع فقد حاول مرسي إقناع العرب والمصريين بأن تصريحاته التي أدلى بها إلى منظومة (فارس)الإعلامية الإيرانية شبه الرسمية، كانت من قبل «الدردشة» وهى قبيل الإعلان الرسمي بفوزه بالرئاسة.عندها عادت «فارس» للتأكيد على أن التصريحات كانت حقيقية وجادة حول إقامة علاقة تنسيقية بين إخوان مصر وقيادات إيران،وجدل العلاقة المصرية الدبلوماسية مع نظام ولاية الفقيه الطائفى.

إيران طائفية بامتياز حيث يحكمها ولى الفقيه كنائب عن المهدى المنتظر، ودستورها يشترط ذلك ويشترط المذهب والفارسية للمناصب الأساسية فى الدولة كرئيس الجمهورية وغيرها.كان الخمينى طائفيا فى كتبه وخطاباته وممارساته، من يراجع كتبه (مصباح الهداية)و(كشف الأسرار)و(الحكومة الإسلامية)و(شرح دعاء السحر) يجد فيها تكفير الخلفاء الراشدين الثلاث والغلو فى ولاية أهل البيت التكوينية والتشريعية وتكفير مخالفيه من السنة مثلا فى كتابه (كشف الأسرار) قال الخمينى (وكانت هذه المذاهب الباطلة التى وضعت لبناتها فى سقيفة بنى ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقى لازالت تحتل مواقع الحق الآن...) وكذلك خطاباته وممارساته فقد منع السنة من بناء مسجد واحد فى طهران رغم وجود معابد الكفار والمسيحيين واليهود، كذلك الطقوس والممارسات الطائفية فى حسينيات الثأر والإنتقام ممن سموهم أعداء أهل البيت فى محرم وصفر وخصوصا مراسيم فرحة فاطمة الزهراء بقتل الخليفة عمر بن الخطاب واعتباره أعظم الأعياد التى رفع فيها القلم ورفع التكليف فى ممارسات شاذة فى الإستهزاء بأبى بكر وعمر وعائشة وحفصة ثم الحج إلى أبى لؤلؤة المجوسى وزيارة قبره بكاشان.ولازالت مكاتب الإخوان المسلمين مفتوحة فى طهران ونشطة لحد الآن.بعد وصول الخمينى وحكمه جاءت وفود سنية كثيرة لمبايعته منها الإخوان المسلمين وحزب التحرير وغيرهما.عند وصول شاه إيران إلى مصر، قام الإخوان بتنظيم مظاهرات رافضة لاستقباله ومؤيدة للخمينى كزعيم للأمة.بينما قامت إيران بتسمية شارع باسم الإسلامبولى قاتل السادات، كذلك وقف الإخوان مع إيران ضد العراق كما قام المرشد حامد أبو النصر بتأبين الخمينى عند وفاته قائلا (الإخوان المسلمون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخمينى القائد الذى فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة)ثم لاحقا التصريحات العديدة للمرشد الأعلى للإخوان محمد مهدى عاكف بمدح إيران وحزب الله، ومن الجانب الآخر فقد اعتبر خامنئى المرشد الإيرانى أن الثورة المصرية نتيجة للثورة الإيرانية، كما كانت إيران أول دولة تعلن تأييد محمد مرسى بفوزه بالإنتخابات رئيسا لمصر.بعد نجاح مرسى قام الإخوان بتوزيع كتب كثيرة دعاية للسياسة الإيرانية،وللمذهب الشيعي الفارسي.وتنظم زيارات «للعتبات المقدسة»في إيران والعراق فضلا عن فتح 80حسينية فى مشروع ألف حسينية صفوية تمارس طقوسا صفوية طائفية.علما أن السيد قطب قد كانت له أفكار صفوية فى كتابيه (العدالة الإجتماعية)و(كتب وشخصيات) يتبنى آراء صفوية ضد الخلفاء الراشدين ورموز ، الصحابة.

إن الثورة السورية العظيمة فى أكثر من 17شهرا دمويا بآلاف الشهداء والضحايا الشرفاء قد كشفت المستور وفضحت نفاق الإسلاميين من تحالف ولاية الفقيه وحزب الله والإخوان المسلمين والأحزاب الطائفية العراقية الحاكمة وأظهرت معاييرهم المزدوجة وبعدهم عن الشعوب وآمال الثورات ضد الطغاة  .

كان النظام السورى البعثى وبتحالفه مع إيران الصفوية، تحول إلى نظام طائفى فقام بتأسيس عشرات الحوزات والحسينيات ومحاولات تشييع فارسى صفوى لسوريا التى كانت تاريخيا للسنة مركزا للخلافة السنية العربية.وهنا تراجع النظام الإيرانى وأتباعه فى لبنان والعراق عن مديح الثورات واعتبارها مؤامرات خارجية لأنها تكشف المستور وتسقط حليفهم الرئيس الأسد وتعريه بكل جرائمه .

ولازالت الجزر العربية الثلاث محتلة من إيران، وعرب الأحواز تحت الحديد والنار والقتل والسجون، فضلا عن التهديدات الإيرانية اليومية بقصف الخليج، إذا قصفت المنشآت النووية الإيرانية.ثم سطوة إيران على العراق وعروبته.وسوريا، ثم سطوتها على لبنان من خلال سطوة حزب الله، ثم نفوذها إلى مصر الكنانة قلب العروبة بعد محاولاتها إسقاط أنظمة الخليج خصوصا البحرين ودعم الحوثيين وخلاياها المختلفة.

للقصة تاريخ طويل منه أن الإيرانيين وبعد رضوخهم لقوة العرب وانتصارهم على جبروت كسرى فى حروب القادسية وجلولاء وحلوان ونهاوند،دخلوا الدين الجديد وهم صاغرون من باب غريزة المحافظة، لأنهم ينظرون بعين الاحتقار لعرب الصحراء وأعراب الإبل كما سموهم، ليكون صراعا فكريا حضاريا يظهر في التاريخ الأدبي والمذهبي والاجتماعي والسياسي والإنتقام من الدين والعرب والثقافة ويتجلّى فى هذه الثلاثة بالتغلغل الفارسى والإنتقام من جميع الرموز العربية ومصادر قوتها ومسخ تاريخها.فكيف يعقل لعربى أن يتحالف مع أعداء العرب كتحالف النظام السورى مع النظام الصفوى الإيرانى المعاصر ومطامعه التوسعية ضد العرب  .

هكذا يكون الوفاق بين الإخوان وإيران، بين مرسى وملالى الطائفية الصفوية المعاصرة فى التشيع الفارسى، كلاهما يستغل الدين لأطماعه السياسية والحكم بفهمهم الخاص للشريعة الإسلامية، كلاهما يعتقد بتكفير الآخرين وتكفير المفكرين الأحرار ومنع الإبداع الحر وطرد التيارات الأخرى غير الإسلامية حيث طرد الخمينى حزب تودة الذى شارك بقوة معه فى إسقاط الشاه وطرده للطائفة السنية المقموعة فى إيران، ولكن الإخوان يصمتون عن طائفية إيران ضد السنة وشعوبيتها ضد العرب وطقوسها التكفيرية للخلفاء الراشدين وزوجات النبى عائشة وحفصة ومراسيم حسينيات الثأر وثقافة التكفير كما يصمتون عن آلاف من دماء إخوانهم فى سوريا الحبيبة..أنه وفاق ونفاق
 

free web counter