| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نبيل الحيدري

 

 

 

                                                              الأثنين 25/3/ 2013



طغيان ولاية الفقيه الإيرانية خارج الحدود

نبيل الحيدرى

لقد صرّحَ رجل الدين الإيرانى مهدى طالب فى شباط المنصرم أن سوريا تمثل المحافظة الخامسة والثلاثون الإيرانية وهى محافظتهم الإستراتيجية وأهميها تزيد على محافظة الأهواز وخوزستان، هو تصريح فى غاية الأهمية من شخص ذى مسؤولية مهمة استراتيجية فى قوات البسيج الإيرانية ضد ما يسمى بخصوم الجمهورية (الإسلامية) ومن يحاول إسقاطها من الداخل والخارج .
 
مهدى طالب رجل دين من المتشددين وهو يرأس مقر (عمار الإستراتيجى) لمكافحة الحرب الناعمة ضد الجمهورية (الإسلامية) الإيرانية والذى تأسس عام 2009 إثر الإنتخابات المتهمة من الشعب الإيرانى بالتزوير وخروج المظاهرات العارمة ضدها بشعارات (الموت للكتاتور) بتلميح لولى الفقيه صاحب الصلاحيات المطلقة واحتكار السلطات الثلاث بيده فضلا عن غيرها من المؤسسات المهمة. إن مركز عمار يضم الرجالات السياسية والدينية المتشددة لما يعرف ب (أنصار حزب الله) ويقود البسيج من الميليشيات المؤيدة كليا لولاية الفقيه ودعمه حتى بالعنف والقتل لما يسمى أعداء ولاية الفقيه وهم يرفعون شعارهم الدائم (الموت لأعداء ولاية الفقيه) وتطبيقه على من ينبس بكلمة مطالبا بحق من حقوقه وكرامته وإنسانيته وكان للبسيج الدور الأكبر فى قمع المظاهرات بوحشية مفرطة كما كان لهم التاريخ الملئ بالظلم والقمع للشعوب الإيرانية .

إن تصريح طالب هو خطير جدا حيث أن سوريا بلدا عربيا وليس محافظة إيرانية كما يزعم ثم جعلها المحافظة 35 علما أن المحافظات الإيرانية هى 31 محافظة حيث يعنى إضافة دول مثل لبنان كمحافظة لإيران بعد سيطرة حزب الله التابع لإيران كليا على القرار والحكومة اللبنانية وفرضه بالقوة والسلاح وأتباعه ذى القمصان السود وإزاحة السنة وغيرهم عن القرار السياسى ثم العراق الكبير بعد سيطرة الأحزاب الدينية الطائفية التابعة لولاية الفقيه الإيرانية ولأيران ضد مصلحة الشعب العراقى، وكذلك البحرين الدولة العربية المستقلة حيث لازال الخطاب الإيرانى يعتبرها تابعة له ويؤسس الخلايا الفارسية فى محاولات لقلب النظام وزرع الفتنة الطائفية .

إن تصريحات طالب ليست هى الوحيدة بل هى جزء من التصريحات الدائمة والمستمرة من أعلى المستويات كولى الفقيه الخامنئى وأتباعه وخلاياه فى إيران وخارجه مثل البحرين العربية الشقيقة وتوهم تبعيتها لإيران فضلا عن احتلالهم للجزر الأماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وهم يرفضون حتى التفاوض على ذلك أو منافشته فى عنجهية وغرور بعيد كل البعد عن الإسلام وأخلاقه .

ولازلنا نرى العراق الجريح والمنكوب من أحزاب الإسلام السياسى الطائفية التى أفقرت الشعب وسرقت ملياراته وقدمته لقمة سائغة لملالى إيران الطغاة .

ولازلنا نسمع يوميا التهديدات الإيرانية واستعداداتها العسكرية ومناوراتها المختلفة وصواريخها العاتية ومفاعلاتها النووية الكثيرة وتدخلاتها السافرة فى الخليج العربى والدول العربية فى طموح وغرور وعنجهية  .

كما كشف لنا تقرير من البنتاغون يتكون من أكثر من 64 صفحة عن خلايا إيران السرية المختلفة فى أنحاء العالم وتواطئها مع القاعدة والمؤسسات الإرهابية المختلفة وشبكة تجسس تزيد على 30 ألف فرد ومؤامراتها ضد الخليج العربى والشعوب العربية والتجسس والتخريب وسرقة المعلومات والأعمال القذرة المختلفة. كما ذكر بالتفصيل فيلق القدس الإيرانى ونشاطاته المختلفة واستعماله العنف وارتباطه المباشر بشخص خامنئى نفسه .

إنه الإسلام السياسى الذى يستعمل السياسة بأقذر صورها رغم ادعائه زورا الإسلام فيسمى دولته إسلامية ويتخذ المذهب الشيعى مذهبا رسميا فى طائفية بغيضة فهو لايسمح لأكثر من مليونى سنى فى طهران ببناء مسجد واحد لهم وهو يشتم الخلفاء الراشدين وزوجات النبى أمهات المؤمنين عائشة وحفصة ويحتفل بمراسيم كبيرة فى موتهم أو قتلهم حتى أن مراسيم (فرحة الزهراء) فى إيران من أعلى المراجع الدينية الرسمية كبيرة ومشهودة وقد حضرتها وهم يشتمون الخلفاء وزوجات النبى وتمثيلهم والإستهزاء بهم بأبشع الصور والحالات متمسكين بحديث ضعيف موجود فى كتاب (بحار الأنوار) لفقيه الدولة الصفوية محمد باقر المجلسى جاء فيه رفع القلم فى ربيع لفرحة الزهراء بقتل عمر بن الخطاب. ويقصد برفع القلم هو رفع الحساب والكتاب والعقاب فرحة بقتل عمر بن الخطاب وقد جعل الفقيه ثلاث مجلدات فى ثقافة اللعن والشتم والسباب فى بحاره بعد أن مارسه مع الشاه الصفوى وسط السوق المركزى لأصفهان فى سب وشتم الخلفاء لاسيما الثانى فى محاولاتهم لتحويل إيران السنية إلى شيعية بالقهر والقتل والظلم .

ولا غرابة فى ذلك حيث لم يتحمل النظام الفتارسى المعاصر ذكر الرئيس المصرى للخلفاء الراشدين حتى حذفه المترجم كليا كما دبلج وحرف كلامه فى تحويل ما جاء عن النظام السورى إلى البحرين فى محاولة بائسة لتزوير الحقائق وقلبها وغطرستها ضد دولة البحرين العربية الشقيقة .

لكن الشعوب عرفت التحالف الشيطانى وكشفت المؤامرات الإيرانية ومخططاتها التوسعية فضلا عن الشعوب الإيرانية وهى تحاول الخلاص من استبداد طغاتها فإيران مهددة من الداخل وأكثر من 70 بالمائة من الشعوب الإيرانية لايؤمن بالحاكمين ويأمل فى نسيم الحرية والكرامة علما أن إيران تتكون من قوميات متعددة مضطهدة كالعرب والأكراد وهى تخرج بالمظاهرات المختلفة تنعت خامنئى بالدكتاتور وشعارها (الموت للدكتاتور) وقد انقسمت القيادات فى صراعها العنيف حول السلطة فمن كان من أنصارها بات منعوتا من أعداء خامنئى مثل مير حسين موسوى ومحمد خاتمى وعائلة رفسنجانى ومهدى كروبى وعبد الكريم أردبيلى ويوسف صانعى ومحمد على كرمى ورضا الصدر وغيرهم كثير فالنظام بدأ يأكل أبنائه بعد أن شاخ وهرم واشتدت الصراعات الدنيوية على المناصب والمال والسلطةوقد باتت العقوبات الإقتصادية مؤثرة بشكل كبير على الوضع الإيرانى وتذمر الشعوب من حكامهم وسياساتهم واستغلالهم الدين سلعة  .

كما خرج الملايين من الإيرانيين إلى أصقاع العالم لاسيما أوربا وأمريكا بحثا عن الحرية والكرامة والإنسانية وهو منذر بسقوط النظام الإستبدادى الذى سرق البلاد والعباد ولايحتمله الغالبية العظمى من الشعوب الإيرانية .

 

* كاتب عراقي
 

 

free web counter