| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نبيل الحيدري

 

 

 

                                                                                الثلاثاء 24/7/ 2012



تحالف الشيطان والأكذوبة الكبرى

نبيل الحيدرى

كان خطاب حسن نصر الله الأخير مقززا جدا وبعيدا عن الموضوعية وهو يدافع عن الجلاد بشار الأسد ويؤبن رموزه فى خلية الأزمة المسؤولة المباشرة عن المجازر اليومية للشعب الضحية فى آلاف الشهداء والضحايا بشكل لايقنع عاقلا حرا أو مواطنا شريفا. إنكشفت أكذوبة المقاومة وبلدان الممانعة التى عاشت عليها أنظمة مستبدة قاهرة لشعوبها لفترات طويلة كنظام الأسد الذى لم يطلق طلقة واحدة ولم يرسل مقاتلا واحدا لتحرير الجولان وكان الوالد حافظ الأسد قد أسّس دولة بوليسية مستبدة قامعا شعبه بالحديد والنار ومنها مجازر حماة حية شاهدة فى ذاكرة السوريين، أما المجازر اليومية فى الثورة السورية المعاصرة فقد فاقت مجازر أبيه رغم أنه الطبيب المتخرج من جامعات لندن مع زوجته أسماء والذى غيّر الدستور من أجله وقدم بعنوان مشروع الإصلاح وأكذوبة الإصلاح هى كأكذوبة المقاومة والممانعة التى يعتاش عليها كما تعتاش عليها إيران الفارسية بمطامعها التوسعية وامبراطوريتها الكسروية مع الأنظمة الطائفية العنصرية والهلال الفارسى كما تعتاش على نيابة المهدى المنتظر كما عاشت الحرب العراقية الإيرانية وأطالت الحرب ثمان سنوات وشعارها الكاذب (تحرير القدس يمر بكربلاء) و (ظهور المهدى بات أقرب من لمح البصر) فى خطب الجمعة وحسينيات الثأر وكتابات بارزة ورجال دين من وعاظ السلاطين .

كانت الشعوب العربية تعيش أكذوبات كبيرة منها إنتصار عبد الناصر فى 1967 وهو يسمع أحمد سعيد فى إذاعة صوت العرب من القاهرة باندفاعات عاطفية وانتصارات واهمة، ثم تبين كذب ذلك كلّه والخسارات الكبيرة حتى طلب عبد الناصر التخلى عن جميع مناصبه الحزبية والسياسية والإنضمام إلى الشعب وهى مسرحية أراد كسب عواكطف الشعوب ليبرر الهزيمة ويبقى نفسه زعيما أوحد. وكذلك انتصارات صدام حسين كزعيم للأمة العربية فيغزو دولة عربية مجاورة أعانته فى الحرب فيشق العرب نصفين، ثم يبقى الزعيم الذى لا يقهره العالم كله حتى فى حربه مع القوى العظمى عام 2003 وادعاء قتل آلاف الأمريكيين وانتحارهم على أسوار بغداد والعرب يستمعون بعواطفهم وليس بعقولهم للصحاف وزير الإعلام العراقى وهو يستعمل ألفاظا يحار الصحفيون بفهمها إلا فى المعاجم وتدخل العالم الجديد كالعلوج، وإذا بدبابتين تقتحم بغداد ويسقط النظام ولم يظهر العسكريون ولا المتطوعون ولا ولا.. ثم تبرر الأكاذيب بأكاذيب جديدة. كذلك نظام الأسد الذى يدعى العروبة وقد حطم العروبة بتحالفه مع أشد أعدائها، ويدعى المقاومة والممانعة وهو يبيد شعبه ولم يتحرك نحو مناطقه المحتلة كالجولان، وأكذوبة نصر الله وأسطورة حزب الله وهما يدافعان عن الأسد ضد شعبه السورى البطل... ولا أعلم أى انتصار يحققه الجلاد والقاتل ضد شعبه فى ثورة تستمر لأكثر من 16 شهرا وتقدم القرابين تلو القرابين تخلصا من طاغية قل مثيله وهو يبيد المدن والجماعات بالدبابات والصواريخ ومختلف الأسلحة...

إستيقظت الشعوب مرة جديدة لتكتشف أكذوبة الممانعة والمقاومة لنظام الأسد وأكذوبة نصر الله وأكذوبة ولاية الفقيه وهو يقمع شعبه المنادى بالملايين (يسقط الدكتاتور) وتزوير الإنتخابات وقمع المعارضين وقتل الآلاف وهجرة الملايين بحثا عن كرامة وحرية ولقمة عيش .

كما هى كثرة الأكاذيب فى العراق منها تبرير الغزو بأسلحة الدمار الشامل أو علاقة النظام بابن لادن وأحداث سبتمبر، كأكذوبة تدمير الدولة والبلاد والجيش بأنه تحرير، أو أكذوبة الديمقراطية، كأكذوبة البرلمان الذى لم ينجح فيه سوى ما يقل عن عشرين نفرا بينما يصعد 320 بامتيازات ورواتب وجوازات دبلوماسية وأراضى وسيارات وتقاعد لامثيل لها فى العالم. وأكذوبة أن المالكى وأمثاله يمثلون الشيعة بينما لايمثلون إلا مصالحهم الشخصية والحزبية وهاهم الأكثرية الفقيرة المسحوقة ومناطقهم الفقيرة والمحرومة من أبسط الخدمات ماء وكهرباء وأمناً، كما أن الهاشمى والمطلق لايمثلان بحالٍ من الأحوال السنة المحرومين والمطاردين والمجتثين بين السجون والتعذيب والهجرة وغيرها فى مشروع تشييع فارسى للعراق كتشييع المناطق والحسينيات والأوقاف وآخرها الإستيلاء على أوقاف سامراء...، وغيرها من العناوين الفارغة كذبا وزورا، ونعم ما قال الشاعر :

علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرّف
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها أما معانيها فليست تعرف

عرفت هذه الأكاذيب بعد خداعها للناس فى أكذوبات تاريخية كثيرة كانت ولازالت فى مراحل حساسة استغرقت زمنا طويلا .

لازالت أكذوبة كبيرة أخرى تعيش فى بعض الأوساط عن المقاومة والممانعة فى عداوة إيران لأمريكا وإسرائيل رغم أن المتأمل يرى خلاف ذلك وقد صرح المسؤولون الإيرانيون لولاهم ولولا تعاونهم لما استطاعت أمريكا التخلص من النظامين العراقى والأفغانى. وفعلا كان نظام صدام ونظام طالبان من أشدّ مناوئى نظام الملالى فى إيران وولاية الفقيه. كما يكشف ذلك بوضوح المحاضر الجامعى د. تريتا بارسى فى كتابه (تحالف الغدر بين إيران وإسرائيل وأمريكا) وفيه عشرات الوثائق لأن المؤلف وهو يدرِّس فى جامعة جونسن الأمريكية وهو القريب من الكونغرس ومراكز القرار، وقد التقى بأكثر من 130شخصية مهمة من أصحاب القرار فى الدول الثلاث وقد كشف عن فضائح مثل إيران غيت وبيع الأسلحة إلى إيران أبان الحرب ضد العراق وشراء إسرائيل النفط الإيرانى لإطلاق أسراها فى لبنان ومساعدة إسرائيل فى تطوير الصواريخ لضرب العراق والمحادثات للمسؤولين الكبار الأمريكان وإخبار أحمد الخمينى أباه فى تفاصيلها وعشرات المصادر والوثائق والأدلة  .

كانت الأكذوبة باسم الله والدين حيث استغلال الدين مرارا فى التاريخ لمصالح شخصية فى الإبادة والقتل والإكراه والظلم والعدوان ومنها استغلال الشاه إسماعيل الصفوى الذى حكم الدولة الصفوية عام 1501 م قاد حملة واسعة لتطهير السنة وإحلال المذهب الشيعى وإدخال تحريفات مع وعاظ السلاطين خصوصا الطقوس التكفيرية الغريبة والثأر من الأمة السنية وهو يلعن الخلفاء الراشدين وسط السوق المركزى ويسير خلفه الفقيه المجلسى الأصفهانى مقدسا له ولاعناً وسابذاً للخلفاء والسنة كما كان يتصل بالغرب متحالفا لضرب العثمانيين السنة ويتمنى غزو الجزيرة العربية هو من جهة الشرق والبرتغال من جهة الغرب، وامتدت الدولة لتحتل العراق وتمارس الإبادة البشرية والطقوس الفارسية كما هو الحاصل فى عراق اليوم الجريح والمستباح من الفرس ومرجعياتهم الدينية والسياسية وترهيب العرب بين القتل والسجن والخطف والتهجير فى أحقاد تمتد إلى عصر الخلافة إنتقاما من القادسية وكسر كبرياء كسرى ويزدجر عن طريق طقوس تستغل الدين للثأر من العرب وقياداتها التاريخية وتراثها ومصادر قوتها، فى خطة فارسية ومشروع صفوى جديد .
هكذا كان تحالف الشيطان وهكذا كانت بعض الأكاذيب الكبرى فى استغفال الأمة واستغراقها وتخديرها بشعارات براقة خادعة ورموز كاذبة خادعة .

فمتى تستيقظ الأمة من سباتها لتكتشف الأكذوبة الكبرى وتحالفات الشياطين وتعرف الوهم من الحقيقة والمرء لايلدغ من الموضع مرتين فكيف بمن لدغ مرارا وتكرارا ولايعتبر وهو يرفع رموزا تستغله وبأحلى العناوين وأقدس الأسماء والصفات فلا يوجد أقدس من الله وهم يستغلونه باسمهم والله برئ من كل ذلك الإستغلال لأنه يقول فى القرآن الكريم (وما الله يريد ظلما للعباد)
سورة غافر-الآية31

 

free web counter